الأحد، يوليو 24، 2022

حواديت إسكندرية .. حدوتة الأميرة الكسندرا

 


 

الاسكندرية 1905
المكان مقر جريدة التلغراف اليونانية التى تصدر للجالية اليونانية بالاسكندرية فى شارع افيروف ( شارع الشهداء حاليا )
 
 
* صباح الخير متولى
- صباح الخير يا حسين بك
* الاميرة الكسندرا وصلت؟
- لسه يا حسين بك على وصول حضرتك عارف مواعيدها تظبط عليها ساعة المحطة 
 
 
اليافطة مكتوب عليها جريدة التلغراف وجريدة أنيس الجليس لصاحبتها  ألكسندرا أفيرينو ملتيادى
هى بنت الخواجة قسطنطين خورى و  أفيرينو ده جوزها 
 
 
 اتولدت فى لبنان لكن جدتها لأمها مصرية جت هى وابوها الخواجة قسطنطين لاسكندرية واتجوزت خواجة إيطالي اسمه ملتيادى أفيرينو
انا بقى حسين بك شغال فى السرايا مع الخديوى عباس حلمى, الكسندرا طلبت مني أوصل جواب للخديوى
الأميرة الكسندرا دى حكايتها حكاية ,  ازاى يونانية ومولودة فى بيروت و جدتها لأمها مصرية وفى الاخر تبقى أميرة أيطالية دى ليها حدوتة كبيرة 
 
 
علشان الكسندرا صحفية شاطرة بتتكلم جريجى وطليانى وعربي و انجليزى مثلت مصر فى مؤتمر السلم العالمى اللى كان فى ايطاليا و اللى كانت بترأسه الأميرة الإيطالية فيزينوسكا ,واللى كانت كبيرة فى السن ومكانش ليها ولاد  ,  قربوا من بعض جدا وبقت بينهم صداقة كبيرة والأميرة حبت ألكسندرا جدا واعتبرتها بنتها وفضلوا على تواصل وزيارات لحد يوم ما توفيت الاميرة
و زوج الاميرة الأمير فيزينوسكا لما جه يفتح الوصية بتاعتها كانت المفاجأة ,  أن الأميرة كتبت جزء من ثروتها لالكسندرا لكن الأهم أنها أوصت باللقب لأسكندرا و عائلتها وده كان شىء مستغرب لكن الملك فيكتور عمانويل ملك إيطاليا صدق على القرار فأصبحت السيدة اليونانية المتمصرة أميرة ايطالية
 
 
بس أهم سر عند الأميرة الكسندرا انها بتحب الخديوى عباس حلمى الثانى خديوى مصر , كانو اتقابلوا فى مقابلات رسمية بس هى حبته لكن هو لا
الخديوى كان عنده 31 سنة وكان متزوج من جاويدان هانم 
 
 الكسندرا بعتتله كذا جواب بتوصفله حبها وانها نفسها فى ميعاد , آخر جواب انا  فتحته كانت كاتبه فيه:
" اه يامولاى من يصف الآلام التى تحرق فؤادى و اليأس المستحوذ على أشعر أنى مدفوعة بيد القضاء إلى وهدة الشقاء
و منها إلى وهدة الفناء وان حسين بك لو كان يروى لسموك ما شهده من قلقى وسوء حالى حين بلغنى ذلك الخبر بالتأجيل لتيقن ما ينطوى عليه فؤادى و عرف مبلغ ما انا فيه من التلهف الشديد لتلك المقابلة السنية التى هى طوع أرادة مولاي فى كل حين يريدها فيه و فى أى مكان يعنيه "

لكن مع تعدد الجوابات الخديوى مش عايز يجاريها لأنه راجل ملتزم وانا جاى ابلغها أن الخديوى غير مهتم بمقابلتها 
 
 
 * ازيك سمو الأميرة
- أهلا حسين بك,  ايه الأخبار
* مش هينفع سموك
- قلبى كان حاسس اتكتب عليه السهد , شكرا حسين بك 
 
 
بقلم : عاشق الاسكندرية .. وائل عزب

حواديت إسكندرية .. الجريجي ابن اثينا

 
الاسكندرية فى ١٨٩٧
المكان الرملةأو المسلةأو إبر كيلوباترا
 
رجل تبدو عليه الملامح البحرمتوسطية يتمشى هو اصدقاءه على البحر فى منطقة الرملة أو المسلة ينظر إلى البحر فقد أتى من الناحية الأخرى من المتوسط من أثينا كان يعمل فى مجال الايس كريم و يطوره و قد كون من عمله مبلغ كبير من المال لكنه لم يصل إلى حلمه الكبير بعد 
* خرستو خريستو
- ايه ياعم خضيتنى
* بص ختة الارض دى
- مالها حلوة
*انا عايز اعمل ريستوران و باستيرى هنا
- هى المنطقة جديد و ممتاز وعلى البحر
* ايه رأيك؟
- بس الارض دى بتاع مين؟
* هسأل واعرف و أحاول اشتريها 
 وفعلا يبدأ الشاب الأثينى يبحث عن مالك الارض ليشتريها منه وكان مالك الارض خواجة ايطالى قد أشتراها قبل ضرب المنشية سنة ١٨٨٢ لكى يبنى عمارة عليها ولكنه لم يكن معه المال اللازم لذلك فآثر الانتظار 
* بنسوار سنيور
- بنسوار , عامل ايه؟ قالولى انك عايز تشوفنى
* فعلا انا كنت محتاج اقابلك ميسو
- انت شكلك جريجى
* أيوه سنيور انا اصلا من أثينا,سنيورانا عايز اشترى الارض بتاعك فى الرملة
- بس انا مش عايز ابيعها؟,انا شاريها عشان ابنى عمارة عظيمة بس مستنى شويةاجمع فلوس لكن بيع انا مش عايز ابيع 
* طيب انا عندى فكرة جميلة سنيور انا عايز اشاركك
- ازاى يعنى؟
*انت عايز تبنى عمارة وانا عايز بس دورأرضى اعمله باتسيرى
- طيب وحنتشارك ازاى؟
*انا ابنيلك العمارة على حسابى بس اخد دورأرضى كله
- كلام معقول بس هنحط تصميمات العمارة سوا ونجيب معمارى طليانى شاطر
* وانا موافق بس زى ماانت عارف عشان نبنى عمارة بلدية بتشترط أن إللى حيبنى العمارة لازم يكون صاحب الارض
- خلاص احنا نروح لواحدافوكاتو يعمل عقود شراكة وبعدين ابيع لك الارض مقابل انك تبنى عمارة وتبيع لى شقق
* داكور سنيور 
 وهكذا بدأ الشاب الاثينى بناء العمارة عام ١٨٩٧و انتهى منها سنة ١٩٠٠ و قام بتجهيز الباتسيرى بتاعه
- هتسميه ايه الباتسيرى بتاعك؟
* هسميه على اسمى ,انا كوستانتينوس اثينيوس واثينيوس يعنى اثينى أو من أثينااللاتينى 
 ويزدهر المحل وأصبح ملتقى علية القوم وأصبح أكثر شهرة عندما قام الخديوى عباس حلمى الثانى بعمل منتزه عباس من قلعة قايتباى إلى قلعة السلسة(الكورنيش )عام ١٩٠٨ فأصبح المطعم و الباتسيرى يطل على المنتزه مباشرة فى اجمل فيو خاصة بعد ما قامت البلدية بإنشاء حاجز الأمواج (الارمجان) وقامت لجنة حماية الاثار الإسلامية بإعادة بناء القلعة سنة ١٩٠٤ بعد أن هدمتها البوارج الانجليزية سنة ١٨٨٢ 
ولكن الخواجةاثينيوس يتوفى وتتولى الادارة بعده زوجته ايليتا ولكن تأتى سنة ١٩٦٢ وتبدأ سياسة التأميم فتخاف السيدةايليتا أن تقع تحت التأميم فتبيعه إلى رجل أعمال مصرى أسمه محمد أحمد نصار
الذى حاول بقدر الإمكان الحفاظ على طبيعة المكان الذى كان ملتقى الأدباء والشعراء والسياسين 
 اما أبناء الاسكندرية فسموه اتينيوس باستبدال حرف الثاء بالتاء الأخف فى النطق  
ودى كانت حكاية ابن اثينا 

بقلم : عاشق الاسكندرية : وائل عزب



القاموس الجغرافي للبلاد المصرية من عهد قدماء المصريين إلى سنة 1945 - القسم الثاني : البلاد الحالية - الجزء الثالث : مديريات الجيزة و الفيوم