الخميس، مايو 26، 2011

عرباوى الاغنية المصرية .. إبحار في مملكة زعيم الأغنية الشعبية .. محمد رشدى ( جزء رابع )



وهيبة
لحق بصاروخ أدهم، صاروخ جديد اسمه وهيبة.. كان الشعر والغناء على موعد مع شاعر جديد سيدخلهما الى أفق جديد هو عبدالرحمن الأبنودى.. غزل الأبنودى القادم من الصعيد كلمات لم يعرفها الغناء العربى من قبل وتجلت عبقريته فى أغنية: تحت السجر يا وهيبة.. ياما كلنا برتقان.. كحلة عينيك يا وهيبة.. جارحة قلوب الجدعان.. تحت السجر ماشية بتتعايئى ببرتقانة..ولا ده قلبى

ولحن عبدالعظيم عبدالحق الأغنية.. وصل نجاحها الجماهيرى إلى حد الهوس، على الرغم من هجوم أنيس منصور الكاسح عليها: ما هى حكاية البرتقالة التى يغنى لها مطرب فى الإذاعة ليل نهار، وكرافتة فى عنقه؟ أنصحه بالذهاب الى حديقة برتقال ليقطف برتقالة وهى صفراء اللون.. وكفى فضيحة للبنت وهيبة فى الأغنية، والبرتقان الذى يؤكل تحت السجر يكون مسروقا.. رد صلاح حافظ: هجوم أنيس على رشدى ظريف لكن المشكلة أنه لم يكن يسخر من محمد رشدى بقدر ما كان يسخر من القارئ.
كان السجال يدور.. وسنارة وهيبة تغمز فى فم بليغ حمدى حتى تمكنت من إصطياده يقول رشدي: حركت وهيبة فى بليغ كنز الفلكلور المصرى.. قال لى إبراهيم الطبال أنه يصحو وينام عليها.. حتى جاءنى لنكون مع الأبنودى ثلاثى الحلم.. قطعنا عهدا أن نعمل على خروج الأغنية من محدودية خطابها الجماهيرى إلى التواصل مع الجلباب والطاقية فى القرى والنجوع.. والبدلة الزرقاء فى المصانع.. يعنى مع الفلاحين والعمال..


كان لكل منا خصاله التى تساعد فى بناء الحلم.. الأبنودى الصعيدى الخالص، الواعى بمفردات بيئة الفلاحين - لم أر شاعرا بجماله فى التقاطها.. وأنا الفلاح حامل مخزون الريف.. وبليغ ابن المدينة الذكى القادر على تحويل الكلمة الى نغم ساحر.. فهم بليغ بعظمته أن المصرى لا يمكن أن يتنازل عن تراثه وقوته، كما أنه لا يتجمد.. استمع الى الغرب ودرسه.. ولم يتأثر به الى حد الذوبان فيه، فجاءت موسيقاه بريئة. وأشبهه بنجيب محفوظ كسيد للرواية، كما أشبه محمد عبدالوهاب بتوفيق الحكيم..

ظل بليغ وحتى آخر يوم فى حياته يحلم بالأغنية العربية القومية ملمحها الرئيسى من التراث.. أنا رأيت الملك الحسن الثانى عاهل المغرب الراحل يعطيه سيارة وسائقا ليدور فى أرجاء المغرب ليعرف تراثه.. والتقط لحن لا لا يالخيزرانة من التراث السعودى.. بدأنا نحن الثلاثة.. لم ننحرف أو نتعالى على الشخصية المصرية البسيطة. مؤمنين بمصريتنا وعروبتنا.
انطلق الثلاثى فيما سُمى وقتها بموجة الأغنية الجديدة.. أو ثورة الأغنية الشعبية وقدموا آه يا ليل ياقمر، والمانجة طابت ع السجر.. وبلديات دا احنا يا حبيبتى بلديات. وضع كل منهم حبة فى عقد لؤلؤ الأغنية الشعبية التى انطلقت كالمارد ففرضت حالة جديدة تماما دفعت الملحنين والمؤلفين إلى التسابق على المارد الذى خرج من قمقمه،



فحدث نوع من التبديل داخل الثلاثي، لينتقل الأبنودى مع كمال الطويل فى بعض الألحان، كما فى يا قمر اسكندرانى وع الرملة، ومع حلمى بكر فى الله يجازيك يا سفر وقدام بيت اللى بحبه.. وبنظرية أن رشدى أصبح الجرنال الذى يوزع أكثر، تسابق اليه آخرون.. فكتب له صلاح أبوسالم، ولحن حلمى بكر: يا عزيز عينى وأنا بدى أروح بلدى وياللى الهوى رماك.. ويكتب مجدى نجيب رائعته هنادى ويلحنها بجمال أخاذ محمد الموجى.. وتتكرر التجربة من مجدى نجيب فى ع الليالى.. الليالى بألحان الرائع محمود شريف. ويدخل على الخط شاعر جديد قادم من المحلة هو حسن أبوعتمان ليقدم عرباوى.. ويأتى محمد حمزة فى تحالف مع بليغ حمدى فى أغنيات عاطفية جميلة أبرزها مغرم صبابا وإنت مين وطاير يا هوا.

كانت النقلة المهة في مشوار مطربنا الراحل ملحمة أدهم الشرقاوي التي انتشرت بقوة ورغم هذا تأثر به عبدالمطلب واندفع بشدة لتطوير نفسه بعد أن نجح رشدي ومعه الأبنودي وبليغ حمدي في الانتقال بالأغنية الشعبية لمرحلة مختلفة عن المرحلة السابقة لهم والتي اشتهر فيها عبدالعزيز محمود وكارم محمود وعبدالمطلب وغيرهم هذه النقلة لم يكن لها تأثيرها فقط علي المطربين الشعبيين فحسب بل امتدت لمطربي الأغنية العاطفية وفي مقدمتهم عبدالحليم حافظ الذي شعر بخطر شديد فتعاون مع الأبنودي في أغنية «أنا كل ما اقول التوبة يا بوي.. ترميني المجادير» حتي يجاري ما أصبح سائدا


فقد كان لمجموعة الأغنيات التي قدمها رشدي ابتداء من «تحت الشجر يا وهيبة ومرورا ـ باحدى اغنياته الرائعة " عدوية " .. وقد افتتن بها جيل كامل من كتاب الأغنية وكعب الغزال وعرباوي وع الرملة وما علي العاشق ملام ومتي أشوفك وطاير يا هوا» وغيرها، تأثير كبير علي الساحة الغنائية وهكذا انطلق مطربنا الراحل لقمة جبل الشهرة مما عرضه لحروب عديدة وتم إحضار فهد بلان لينافسه ويسحب البساط من أسفل قدميه إلا أن بلان فاجأ الجميع بالإشادة به ولم يؤثر هذا في مسيرته
ـ تفوق على كل من غنى ملحمة أدهم الشرقاوي وظل هو الأصل .، بل أن غناء هذه المواويل بصوته جعلت عبد الحليم حافظ يتراجع عن تكرار التجربة .


بلهارسيا عبدالحليم
فرضت الموجة الجديدة نفسها، على الآخرين، فدخلت فايزة أحمد بأغانى مثل: يا امة يا هوايا ويا أمة القمر ع الباب ويا خد حبيبى يا انا يامة.. وشادية فى غاب القمر يا بن عمى وقولو لعين الشمس ما تحماشى وامتدت الموجة الى آخرين كمحمد قنديل، وكارم محمود، أما عبدالحليم حافظ فلم يستطع هو الآخر الفكاك منها بل ركب القطار بأغانى مثل التوبة وعلى حسب وداد جلبى وسواح وغيرها.. وشعر عبدالحليم بأن هناك من يزاحمه فحدث ما يشبه العراك الشخصي، لكنه العراك المنغمس فى تربة الوطن.
قال عبدالحليم فى بعض أحاديثه الصحفية: إذا كان رشدى يغنى للفلاح لأنه فلاح، فأنا أحمل مرض البلهارسيا، وهو مرض الشعب المصري، وكل الفلاحين وفى موضع آخر يقول: محمد رشدى المطرب الأول للفلكلور الشعبى.. فيرد رشدى بعنف: أنا مطرب عالمة الذرة.. مطرب الأغنية العاطفية الجديدة التى تتفق مع المرحلة التى تعيشها مصر، وأن العواطف ليست محددة بفلكلور وغيره.. العواطف تشارك فيها وهيبة مع عالمة الذرة على قدم المساواة..

اشتبك المثقفون مع الحالة فكتب إحسان عبدالقدوس: محمد رشدى تعبير عن الانتقال من عصر الترجمة والتعريب الى عصر اكتمال الشخصية المصرية

وقال الشاعر اللبنانى جورج جرداق: محمد رشدى فلاح زرع أرضه، ووضع قدمه فى الماء

وكتب رجاء النقاش: كلما سمعت محمد رشدى أحسست بمصريتي،

وقال الروائى محمد جلال: الأيام القادمة أيامه
 فرد مفيد فوزي: الأيام القادمة ليست أيامه. وقال حسن فؤاد: أصبح المطرب محمد رشدى الرجل الذى يصنع الأخبار للصحف والمجلات وكتب صالح مرسي: محمد رشدى واحد من القليل الذى يطرب حقا.. صوته فيه رائحة الحارة المصرية.

وقال كمال النجمي: رشدى يحاول أن يفهم معنى التطورات الإجتماعية فى بلاده ويلاحقها بفنه،

وطالب سعد الدين وهبة بتوفير الرعاية الحقيقية له حتى لا يقف عند النقطة التى وقف عندها كارم محمود ومحمد قنديل.

وتطور الجدل الى سؤال: هل محمد رشدى مطرب ثورى أم لا؟.. يقول رشدي: كانت الجدية تطبع كل شئ فى المجتمع.. وجاء هذا السؤال نتيجة لهذا.. أنا شخصيا فوجئت بالسؤال، وانقسمت الآراء ما بين رافض ومؤيد للتسمية غير أن المعظم قد اتفق على أنه لو كنت مطربا غير ثورى فعلى الأقل أقدم أغانى ثورية.. وأذكر أن كمال الطويل علق على هذا السؤال بقوله: لابد أن يعترف الجميع أن عبدالحليم ورشدى يقودان الآن مسيرة الغناء ولكل منهما لونه.

وعلى ذكر الثورية.. يغوص رشدى فى توضيحها معانى الأغنية الشعبية التى قدمتها دعت الى التحريض.. ودعت البنت المصرية أو الشاب المصرى فى الريف الى التحدى والتمرد على القيود ولو تأملت كلمات الأغانى ستجد هذا واضحا.. والله يا ناس ماراكب ولا حاطط رجلى فى الميه إلا ومعايا عدوية.. ولا عمرى هقول يا توبة، ولا أقول يا مجادير.. وأفرح بيك يا حبيبتى وأنا الشاب الفقير.آه يا حسن الحب مش عبودية..الحب دنيا كلها حرية. وكلمات بهذا المعنى لا تتوقف أمامها كثورية أو لا.. هى معبرة بصدق وهذا هو الأهم.

قلت لرشدى وأنا أقلب قصاصات كثيرة يحتفظ بها فى أرشيفه فى حجرة الاستقبال بفيلته فى الدقي، وأمامنا البيانو الأسمر.. كلام سعد الدين وهبة عن كارم محمود وقنديل، وطلبه الاهتمام بك يثير التساؤل.. ضحك قائلا: قنديل من أجمل الأصوات.. وكارم صوته جميل أيضا لكن مشكلتهما أنهما لم يواكبا التطور الذى شهدته مرحلة الخمسينيات والستينيات سياسيا واجتماعيا.. يمكن تصنيفهما فى خانة الفن للفن..

أما الكلام عن ضرورة رعايتي، فهذا يذكرنى بما قاله البعض وأنا فى ذروة نجاحى بأن رشدى يغنى بتوجيه سياسى من الاتحاد الاشتراكي، أو التنظيمات السياسية.. وهذا كلام غير صحيح.. كل ما قدمته كان بإيمان شخصى واندفاع هائل نحو الوطن.. أحببت عبدالناصر لأنه كان لى بمثابة الحلم.. ومع هذا لم يعطنى أحد فى هذه المرحلة توجيها بالغناء.


دعم الفدائيين
قدم عبدالحليم حافظ أغانيه الوطنية، ونصبته زعيما يقود شعبا بصوته كما قال الشاعر نزار قباني،
رغم ما قدمته أم كلثوم، وقدمه عبدالوهاب وآخرون.. ولم يكن رشدى استثناء من هذا بل كان فى قلب الحالة دائما.. فمن أجل العمل الفدائى جاب فى عام 1969 العواصم العربية ليقدم حفلات تذهب حصيلتها الى المنظمات الفدائية الفلسطينية.. غنى فى سوريا، وأقام مزادا على مسدس لأحد الفدائيين الشهداء.. وفى ليبيا غنى فى أكثر من حفلة لنفس الغرض.. وفى الكويت أبدى أحد الكويتيين الرغبة فى التبرع لصالح المنظمات الفدائية لكنه لم يستطع تحديد المبلغ فعرض أن يدفع ما يساوى حفلات رشدى خلال أسبوع العمل الفدائى وهو ما تم بالفعل.

وفى بيروت التى أطلق عليه أهلها اسم درويش أى الرجل الطيب، غنى لنفس الغرض.. وفى مصر.. وفى حرب اليمن ذهب إلى صنعاء ليغني: صنعا يا صنعا.. وفى القاهرة خرج فى زفة للشارع فى زفة للغناء لتوربينة السد العالي، لدى وصولها لكن نكسة 5 يونيه 1967 صدمته.. يقول: بكيت كما لم أبك من قبل.. شتمت الناس فى الشارع.. ذهبت الى بليغ وجدته منهارا..

صدمتى جاءت أكثر لأننى غنيت قبل النكسة يا أبوخالد يا حبيب بكرة تدخل تل أبيب ويا محنى ديل العصفورة دا بلدنا هى المنصورة وأهو كده أهو كده.. بقيت على هذه الحالة حتى بدأت حرب الاستنزاف.. ذهبت الى الجيش فى كل الأماكن لأحفز الجنود على الجبهة.. أذكر أن محمد فائق وزير الاعلام قابلنا وقال لنا: المسألة فى ايديكم.. فقدمت 50 موالا هدية للإذاعة من تأليف محسن الخياط. 
 استمر رشدى على هذا التدفق والحيوية وبعد رحيل عبدالناصر الذى حزن عليه كثيرا: بكيت عليه كما لم أبك أحدا أبدا. وحين اكتمل مشروع السد العالى قدم زفة السد من أشعار محسن الخياط وهى مزيج من الحزن على رحيل القائد والفرح لاكتمال مشروعه العظيم، تقول كلماتها:
جايين يباركوا للبلد..
يا ريت تقوم يا ابو الولد علشان تشوف
ابنك أهه.. شايل على كتفه الحمام
ابنك أهه.. ابن المحبة والسلام
ابنك كبر.. لما بقى بدر التمام

وفى حرب أكتوبر نام على سلالم مبنى الإذاعة والتليفزيون ليواصل عطاءه الوطنى.. وبعد إنتهاء الحرب.. دخلت مصر الساداتية مرحلة على النقيض تماما من الناصرية.. وكان هذا كفيلا بخفوت الحلم الذى نسجه رشدى والأبنودى وبليغ.. ولفترات طويلة أصبح الراديو بخيلا فى إذاعة أغانى ابن الناس، ولم يجد مفرا من جولات عربية وأمريكية وأوروبية حتى عاد

  أفراح الزعماء
ومن الجدير بالذكر بعد أن كان مجرد مطرب أفراح فقد  اصبح  يشدو في مناسبات الرؤساء والزعماء والملوك والأمراء العرب فقد طلبه جمال عبدالناصر بالاسم ليحيي فرح شقيقه بعد أن أبدي إعجابه الشديد بصوته عندما استمع له في فرح ابنة البغدادي كما أمر أنور السادات بإحضاره حيا أو ميتا لإحياء فرح ابنته وهكذا مع كل القيادات والزعماء الآخرين فأصبح عاملا مشتركا في معظم هذه الحفلات سواء التي تقام في مصر أو خارجها في كافة الأقطار العربية والأوروبية الأخري ولم يقتصر غناؤه علي اللون الشعبي فقط بل امتد للأغاني الدينية والوطنية وكان آخر مسلسل غني تتراته هو «ابن ماجه» للفنان حسن يوسف عام 2001.
وكان القاسم المشترك في كافة الحفلات الوطنية منذ أيام الرئيس الراحل جمال عبدالناصر وحتي الوقت الحالي وكذلك الاحتفالات الدينية وانتصارات أكتوبر والليالي المحمدية. 
غني الفنان الراحل لكبار الشعراء منهم صلاح جاهين وعبدالرحمن الأبنودي وعبدالرحيم منصور ومجدي نجيب ومحمد حمزة وحسن أبوعثمان وفؤاد حداد وأحمد فؤاد نجم ومن الجيل الحالي مصطفي كامل وبهاء الدين محمد وأحمد شتا.
وغنى رشدي لعمالقة التلحين في مصر مثل فريد الاطرش الذي لحن له (عشرية) ومنير مراد ( عرباوي ) وعبد العظيم عبد الحق ( تحت الشجر يا وهيبة) ,كمال الطويل ( يا قمر اسكنداني ) ومن الذين لحنوا له عبد العظيم محمد وابراهيم رأفت ومحمد الموجي وغيرهم ولحن له الملحن السوري الكبير محمد محسن اغنية (يا بابور الساعة 12 يللي مسافر ع الصعيد ) التي نالت شهرة كبيرة وخلال احدى زيارات رشدي لسورية لحن له عبد الفتاح سكر أغنية ( يا ليله بيضا) وغناها في حفلة على مسرح سينما الزهراء بدمشق .‏ ومن اهم الملحنيين الذين تعاون معهم رشدى الملحن حلمى بكر ويتذكر الاخير رحلته مع رشدى قائلا أنه لحن له ثلثى اغنياته تقريبا ولكن وقعت قطيعة بين الاثنين استمرت اثنى عشر عاما بسسبب خلافات فنية اعتادها اهل الفن، ثم عادا وتعاونا فى كثير من الاغنيات لاحقا
  رشدي والسينما


شارك الفنان الراحل في العديد من الأفلام السينمائية سواء التي شارك فيها بالغناء فقط أو الغناء والتمثيل معا بداية بـ(المارد) عام 1964 أمام الفنان الراحل فريد شوقي الذي اختاره لدور في فيلم (الزوج العازب) عام 1966 ومرورا بـ «حارة السقايين» مع شريفة فاضل عام 1965،

وفي نفس العام 1965 قدم أفلام «السيرك» و«6 بنات وعريس»

واخذ الفنان الراحل دورا كبيرا نسبيا فى فيلم (فرقة المرح) عام 1970 وهو من الأفلام الاخيرة لمخرج الكوميديا المصري البارز فطين عبد الوهاب (1913 - 1972).


كما شارك فى افلام : نورا سنة 1967 - شياطين الليل 1966 - جدعان حارتنا مع المطرب حسنى شريف 1965



ولعب رشدي دور البطولة المطلقة في أول فيلمين للمخرج المصري كمال صلاح الدين (1937 - 1986) هما (عدوية) عام 1968 مع ناهد شريف ونعمة مختار

و «ورد وشوك» مع ناهد شريف ونوال أبوالفتوح ونجوي فؤاد إخراج كمال الدين صلاح وكان آخر الأعمال التي قدمها للسينما عام 1970

وقرر بعدها التفرغ فقط لمعشوقته الأولي الغناء ورغم كثرة العروض التي تنهال عليه من قبل معظم المخرجين والمنتجين سواء في مصر أو لبنان إلا أنه اعتذر عنها جميعا.
وقدم عددا من الملاحم الشعبية الغنائية مثل «الميثاق» و«قصة فلاح» و«6 أكتوبر» و«عظماء من تاريخ مصر.



محمد رشدي .. والمشهدية في أغنيته "كعب الغزال "..


( كعب الغزال ..
يا متحني بدم الغزال ..
.....

أنا شايف الأرض بتتمرجح

تحت الخلخال
ما تبطل تمشي بحنية
ليقوم زلزال ) ..
.....

( أ نا كنت مسافر في الصحرا ..

ومشواري طويل ..
أيه الي غصبني أروح عندك
وأبيع مواويل
أتاريك مكار
رحت شاغلهم أويه ومناديل
ونسيت مواويلي ..
بقيت أنت لوحدك موال
ما تبطل تمشي بحنية
ليقوم زلزال . ) ..

هذا مطلع الأغنية الرائعة ..
غرائبية في الكلمات
ونسق شعب ساحر في الكلمات ..
وإيقاع راقص كان المرأة / الغزال تتمخطر فعلا في خطواتها الرائعة المروعة ..
وهو يتعقبها ، ويلاحقها ..
لكنه لا يجسر على ان يستوقفها أو يحدثها
إنه يوصف مشيتها وملامح تلك الخطوات التي اقتنصت قلبه ..

( خطوتك الحلوة

ساعات تهرب في اليوم سنتين ..
وتعدي ، تقرب ..
وتعوض سنتين في يومين !
.....
هي الغزلان
كلها زيك
عايشة بقلبين
ولا انت بس عشان بختي
عجبكش الحال
ما تبطل تمشي بحنية
ليقوم زلزال..)

لاحظوا العتاب الجميل ..

.. بين الرجل المتعب بقلبه وبين الفتاة التي تحمل قلبين ..
وهي تواصل تمخطرها وتمارس فضيلة الصد والهجر..
والتمختر هنا فيه غزل رقيق ، ولمحات تواصل عن بعد ..
وفيه أيضا حضور بليغ لها رغم انها لم تتفوه بكلمة ..
ولنلاحظ النسبية في الزمن حين يتجمد مع التفاتها ..
وخطوها البريء الذي شغل القلب ، وأهاج الروح ..
فالخطوة تهرب في اليوم الواحد سنتين ..
وهو تعبير يعبر بصدق عن قدرة تلك الفتاة على اللعب بالزمن ..
وهو لعب فني أكثر منه واقعي ..

( كعب الغزال يا متحني

خليت لي أيه
علشان اغني ؟
دي الخطوة معاك
لها كام غنوة
مافيهمش غنوة
.. ماهيش حلوة

لأ والله عليك حتة ماشية

لو ساعتي شافتها
.. مهيش ماشية
دي حاجات مش ممكن يضبطها
ولا ميت طبال ..

ما تبطل تمشي بحنية

ليقوم زلزال .. )
ثم تتصاعد الإيقاعات بسرعة هائلة ، ويدع اللحن الموال اللحني ليغزل " صولو " حزين بهيج في آن ..
وتنهي المجموعة الوصلة ، ثم يتابع الفتي الخطو بقلب مفعم بالعشق

(كعب الغزال ..

يا متحني بدم الغزال .. )
إيقاعات تسمو وترقى للخطو المبهج المنتشي بكبرياء صاحبته ..
ودم الغزال المراق حلال في صحرانا العربية هو اللون ،
وهو العلاقة المتأرجحة بين الصد والوصل ..
وهو هنا يتحول إلى إيقاعات وأنغام ورنة صاجات
وغناء لطيف من حنجرة مفعمة بالصدق
رحم الله مطربنا الشعبي الجميل
محمد رشدي ..

 


(خالص الشكر لكل من ساهم ولو بكلمة فى هذا الموضوع ونخص بالشكر كل من منتدى سماعى للطرب العربى الاصيل , الكاتب الكبير خيرى شلبى , أ. سعيد الشحات ,د. أيمن الجندى ,أ. سمير الفيل , أ. عصام عطيه , أ. خالد فؤاد , أ. طارق هاشم , أ. هويدا طه , أ. سحر طه)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق