المكان و التاريخ : ميناء الاسكندرية 1842
حيث بدأت المدينة تتغير كليا بعد حفر ترعة المحمودية و انشاء الميناء و الترسانة وبداية الأعمار بدءا من ميدان القناصل ( ميدان المنشية )
كانت المدينة محل نظر كل من هو يحلم بمستقبل أفضل , كانت أرض الاحلام التى يتطلع اليها كل من له حلم وكان من ضمن من لهم طموح وأحلام هم الشوام
تصل مركب إلى ميناء الاسكندرية و هى تحمل بين جنابتها عدد من الشوام و منهم أسرة جاءت باحلامها إلى الإسكندرية
استقرت الأسرة فى الاسكندرية وعمل الوالد فى عدد من الأعمال ولكنه رحل إلى القاهرة بناء على نصيحة عدد من أصدقائه
وفى سنة 1852 كانت زوجته على وشك وضع طفل جديد , وهكذا جاء الطفل يوسف إلى الدنيا على أرض مصر
كان والده قد حصل على الجنسية المصرية وبذلك كان يوسف مصريا ولد على أرض مصر
بدأ يوسف فى تحصيل العلوم واللغات المختلفة , ثم العمل فى عدة وظائف فى مكاتب البوستة الأجنبية التى كانت قد بدأت فى الانتشار فى عهد محمد على باشا وذلك لهجرة الآلاف من الجاليات الأجنبية لمصر للعمل بها
ويأتى عام 1871 ويتم تعيين يوسف فى البوستة الخديوية فى العاصمة القاهرة , ويبدأ شغفه بتعلم كل مايخص البريد فى كل أنحاء العالم فبدأ فى دراسة وتعلم ومراسلة كل هيئات البريد فى العالم ,و نتيجة لتميزه فى العمل و تعدد أفكاره المفيدة تم ترقيته سنة 1885 ليصبح وكيلا للبوستة الخديوية
و تأتى سنة 1887 ليتم تعيينه مديرا لمصلحة البوستة الخديوية ومن هنا بدأ التطوير
* الف مبروك يوسف بك على الرضا السامى من جناب الخديوى
- ده تكليف كبير , لازم نطور البوستة الخديوية , البوستة اتطورت فى العالم كله و لازم نبدأ فورا
* انت اول مصرى يحتل هذا المنصب , الثلاثة الذين تولوا منصب مدير البوستة الخديوية قبلك كانو اجانب, انت رابع من يتولى المنصب و أول مصرى
- أولا لابد من إتمام بناء المبنى الجديد للبوستة و توسعته فى ميدان العتبة, انا قدمت طلب لضم مبنى الضبطية المجاور
وفى سنة 1888 تم افتتاح المقر الجديد للبوستة الخديوية وفى 1901 تم اضافة التوسعة , و بدأ يوسف بك فى تمثيل مصر فى كل المؤتمرات الدولية فى فيينا و واشنطن و روما
* يوسف بك الاقتراح إلى حضرتكم تقدمت به رائع
- هل نال رضاكم افندم
* نعم , طابع بريد خاص بالحكومة والمراسلات الحكومية
و من هنا جائت فكرة الدمغة أو طابع المصالح الحكومية
وفى سنة 1901 جاءت ليوسف بك سابا فكرة مشروع كبير قرر تقديمه إلى جناب الخديوى عباس حلمى الثانى بعد دراسته فى جميع أنحاء العالم وهو انشاء اول صندوق توفير مصرى خاص بالبوستة لحث المواطنين على الادخار , فطلب مقابلة الخديوي
* فكرة جميلة يوسف بك لكن فيها مخالفات شرعية اسلامية وهى نظام الفائدة , انت عارف ان شعبنا متدين و قد يرفض الفكرة
- لقد فكرت فى ذلك جناب الخديوى, وقد اطلعت و علمت انه فى الهند المسلمين أضافوا بند هو حرية الحصول على الفائدة أو الربح أو عدم الحصول عليه, فاقترح ذلك , بأن تكون برغبة الشخص , من يريد أن يحصل على الفائدة يحصل عليها ومن لايريد لا يحصل , كما يمكن للفرد عند إيداعه أمواله أن يشترط استثمارها فى النواحى التى لا تخالف الشرع الاسلامى , ويمكن أخذ موافقة الإمام محمد عبده على ذلك , ذلك سيشجع المصرين على ملكة الإدخار
* الست مسيحيا يوسف ؟
- نعم حضرتكم , ولكنى درست الدين الإسلامى جيدا لأعرف ما هو الشرعى , وغير الشرعى, علينا احترام الأديان و المعتقدات
* انا هكون اول واحد يشارك فى المشروع يوسف بك عشان أشجع الناس و دعما لهذه الفكرة العظيمة , هتبدأ بكام فرع يوسف بك ؟
- أظن أن 20 فرعا سيكون مناسبا جدا فى جميع المديريات
و بالفعل يصدر أول صندوق توفير للبريد المصرى و يفتتح عشرات الفروع فى كل أنحاء مصر بل وتبدأ مكاتب البوستة فى بيع السندات و تذاكر السفن و كذلك أعمال التلغراف و التليفون
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق