المحاور : نحب نبدأ قصه النجاح من الاسكندريه المولد والمنشأ والعائله ؟
د سامى : - والدنا كان عايزنا نخش الجامعه عشان نتطور وأتعلمنا على أيدى أساتذه محترمين وتأسسنا جيدا فى التعليم عملت أبحاث فى الجامعه وكانت المعامل مفتوحه 24 ساعه وتجد فيها طلاب علم كانت الروح ممتازه فى الجامعه وتعليمى هذا ساعدنى بقيه حياتى أنا اتخرجت سنه 1962 من كليه علوم جامعه الاسكندريه وعملت كيميائي ولكنى كنت دائما أريد العمل جيولوجى وعملت كيميائى 6 سنوات من حياتى وكنت كيميائى جيد ولكنى أستطعت أن أعمل أخيرا جيولوجى فى استراليا وعشان تنجح فى شغلك لازم تحبه وأنا كنت حابب المجال جدا وأنا دايما بقول للناس اللى معايا أنا عمرى ما أشتغلت فى حياتى أنا بعمل هوايتى .
المحاور : التعليم فى مصر فى وقت حضرتك كان جيدا ؟
د سامى : كان التعليم يعتمد على الفهم وليس على الحفظ فعندما تكتب ما يوجد بالكتاب تماما فانك ترسب لانك يا أما غشاش أو بتحفظ وكان التعليم يعتمد على الفهم وكان عندى فى الجامعه أستاذ رياضيات أسمه د/ المليجى كان عبقريا وفى أحد الامتحانات أعطانا خمس أسئله وكان علينا حل 4 منهم فقط وحاولت فى الخمسة ولم أستطع حل أى واحد فيهم فروحت مكتبه وقولتله فقالى انك مش المطلوب تحل لكن المطلوب انك تفكر ولاقيت نفسى واخد امتياز فى الماده على الخطوات وأسلوب التفكير وأنا عملت فى استراليا فى شركه امريكيه وكان يعمل معى جيولوجيين من مختلف انحاء العالم وكنت دائما فخورا انى ابن جامعه الاسكندريه وتطورت فى الشركه الى أن أصبحت رئيس لكل هؤلاء بما فيهم الامريكان فى خلال 15 سنه . ويمكن من أسباب تفوقى أننى دائما عندما يقولون أن هذه المنطقه ليست بها ذهب بنسبه 99% فاننى دائما ما كنت أبحث عن الامل فى نسبه 1% أن يكون هناك ذهب ومجال التنقيب عن الذهب صعب فهناك احصائيه كنديه حديثه تقول ان من بين كل 10 الاف مشروع منجم دهب يستطيع منجم واحد أن ينجح .
المحاور : كنت أتمنى قبل أن نذهب لاستراليا أن نتحدث عن البدايه فى الاسكندريه ؟؟
اسكندريه زمان كانت 250 الف نسمه كنا نتمشى من حديقه انطونيادس الى سيدى جابر من خلال شارع أبوقير وكان كله فيلات وكان بيعدى فيه أتوبيس 33 و 41 وكنا نستناه كتير جدا واسكندريه كانت نظيفه اوى . وكانت اسكندريه متنوعه يعنى انا مدرستى كانت فى باب 10 الطلبه فيها يونانيين ويهود ومسيحيين ونحن كمسلمين كنا كلنا واحد كلنا اسكندرانيه ومكنتش تعرف جنسيته أو دينه الا بالصدفه ومكناش بنهتم بالفرق ده بيننا.
المحاور : صفة قبول التنوع تراجعت فى مصر ؟
د سامى : - نعم تراجعت
المحاور : ايه الصفات اللى حضرتك كنت شايفها فى السكندرى أو المصرى بصفه عامه زمان وأختلفت دلوقتى ؟
د سامى : يعنى فى صفات ما اختلفتش كتير هو زمان كان فى اعتزاز كبير بالنفس ومكنش فى مشى جنب الحيط زى دلوقتى وفى صفه أنا أكتسبتها من هنا وأخدتها معايا بره مفيش حاجه متقدرش تعملها مفيش مستحيل كل حاجه ممكن تتعمل ومفيش يأس ومفيش أعذار مش لازم يكون عندى لاب توب علشان اعمل حاجة احنا مكنش معانا لاب توب احنا كان معانا لاب كوبيا علشان منعرفش نصلح ( ضحك ) وكان هناك تفاؤل وكان التنافس بين المدارس كبير العباسيه ورأس التين وباقى المدارس وأيضا الجامعات جامعه الاسكندريه ضد جامعه القاهره وجامعات مصر كان تنافس علمى وثقافى كبير .
المحاور: أيه السبب ان حضرتك فكرت فى الهجرة ؟
د سامى : أنا كنت هنا شغال فى شركه كويسه جدا وكان رؤسائى جيدين وكان عندى احساس أنى سأكون رئيس مجلس اداره الشركه فى فتره قصيره ولكن للاسف انه كان هناك نظام الاقدميه والتدرج الوظيفى ويمكن كان ده السبب اللى خلانى أفكر فى السفر وأنا مكنتش ناوى أهاجر ديه بلدى ومكنتش عايز أسيبها أنا كنت عايز أعمل دكتوراه وأرجع كنت أعرف أساتذه فى المانيا بعت ليهم وبعتولى بعثه فذهبت بيها للجامعه وكان عليها أسمى فقالولى لا لازم البعثه تيجى بأسم الجامعه واحنا اللى نوزع على الطلاب ففشلت أنى أعمل بعثه
المحاور : نفس الشىء حصل مع دكتور زويل
د سامى : معقول حصل معاه نفس الشىء ؟؟ فكان الحل أقدم على هجره قدمت فى كندا فردوا عليا بجواب ناحيه بالانجليزى والتانيه بالفرنساوى قالولى طلبك أترفض وأوعى تفكر تقدم هنا تانى وأحتفظت بالجواب . وبعدين قدمت فى استراليا فوافقوا وبعتولى الجواب وكان لازم تأخد اخلاء طرف من الشركه ورئيس مجلس الاداره دوخنى عليه مده وفضل يقولى أنت مش طالع وبعدين قالى لو طلعت أوعدنى متتجوزش واحده أجنبيه كان تقريبا عايزنى أرجع تانى وكان رجل ممتاز وذكى وكان دائما يكلمنى فى الاداره ونظم الاداره وفضلت على اتصال معاه لغايه ما اتجوزت فى استراليا . وكان رئيسى فى الشركه الامريكيه فى استراليا كندى فكان كل ما يحصل حاجه فى الشغل أطلعله الجواب اللى أتبعتلى من كندا وأقوله أقرا يا ديفيد يقولى خسروك .
المحاور : هاجرت الى استراليا وكانت صحراء فى الستينات ؟؟
د سامى : نعم وصلت سيدنى الاحد وأستلمت العمل كيميائيا يوم الاثنين ولكنى عرفت أن مجال الجيولجيا نادر جدا ومطلوب جدا فى استراليا وأنا كان حلمى أنى اشتغل جيولوجى فأحضرت الجرنال وقدمت فى وظيفه وجاءت وظيفه فى غرب استراليا المسافه بينها وبين سيدنى مثل هنا ولندن مره ونصف والناس فى سيدنى قالتلى تروح فين ديه بلد جوها حار ومحدش يعرف عنها حاجه المهم كان كل اللى عندى شنطه جلد كنت جايبها من ميدان سانت كاترين بالمنشيه كان فى رجل هناك بيعملها يدوى ولسه محتفظ بالشنطه للان ولميت فيها هدومى وركبت الطياره وتنزل من الطياره تركب قطار 24 ساعه وبعدين تأخد أتوبيس وبعدين نزلت البلد أسمها روزمان بلد شبه البلاد اللى بتيجى فى افلام الغرب الامريكى الكاوبوى بها بار وفندق صغير وبتاع 20 شخص فى البلد والمنجم بعيد عنها ب 2 كم فقولت لنفسى " أنا أسيب اسكندريه أم الدنيا عشان أٌقعد هنا " ( ضحك ) .. المهم قعدت أشتغل وبدأت أعلم نفسى بدأت أدرس وأذاكر وأقضى وقت كبير فى الجبل وكان رئيسى جورج بروكسل وكان فرنسى الاصل وهو رئيس الجيولوجيين وعطونى بيت جنب بيته وقالى أنه سيعلمنى كل شئ وبدأ يعلمنى الخرائط وبدأت أتعلم منه وبعدها بيومين قالى احنا رايحين باريس بكره قولت أنا أمى داعيه لى بعد يومين أروح باريس وجهزت نفسى ولبست بدلتى وأتشيكت على الاخر شافنى قالى أنت رايح فين قولتله أنت مش قولتلى رايحين باريس قالى لا باريس ديه بلد جنبنا هنا فلما روحت باريس لاقيتها صحراء حتى ما يعيش فيها كلب ( ضحك ) فقلعت البدله ولبست الشورت والقميص والمشروع ده كان بعيد عن روزمان اللى احنا عايشين فيها 160 كم فى منطقه غابات وعلمنى هناك وبعد أسبوع أخدنى موقع تانى فى الغابات برضه كان المفروض كان يبقى معايا فريق يجمع عينات رئيسهم مساح من الشركه وأنا أكون الجيولجى اللى معاهم فأخد جورج المرتبه وركبنا العربيه ونزلنا الموقع كان فى معسكر لكن مكنش فيه حد أستنينا مده طويله والليل دخل وبعدين سحب المرتبه من العربيه ونزلها وقالى سلام يا سامى قولتله طب هتسبنى لوحدى طب لو مجوش ومفيش عربيات قالى لا جايين وسابنى وفضلت قاعد لوحدى ومش عارف اعمل ايه فيه خيم وكرفان ومش عارف أنام فى أى واحده أنا ومعايا شنطتى الجلد وفين بعد مده طويله الساعه 11 بالليل لاقيتهم جايين بعربياتهم سكرانيين طينه وقالولى أنت الجيولوجى اللى هتبقى ريسنا ؟ قولتلهم اه فقالولى روح نام فى الكرفان ده دخلت نمت وصحيت الصبح بدرى كعادتى وفضلت مستنيهم كتير لغايه ما قاموا الساعه 10 وجهزوا فطارهم كانت فى الايام ديه مرتبات التعدين عاليه جدا وكان مجال واعد فكانوا الناس ديه مدرسين وموظفين حكومه واخدين اجازه وكلهم أكبر منى سناوناس محترمه فسبتهم يشتغلوا ومعاهم المساح فبدأوا الشغل الساعه 1 وقعدوا ساعه اشتغلوا وعملوا خطين مشوا عليهم فى تجميع عينات وبعدين قالوا كفايه كده وقالوا احنا رايحين نسهر تيجى معانا قولتلهم ماشى وكانوا بيروحوا بلد صغيره فيها نفس شكل الخماره اياها كانوا يشربوا بيره وأنا كنت أشرب عصير فواكه ويرجعوا سكرانين برضه وقعدوا يومين تالت يوم قولتلهم لا احنا ننام بدرى ونقوم بدرى وبدل ما نعمل خطين نعمل أربعه و تذمروا بشده وقالوا جايبين لنا واحد من قدماء المصريين فقولتلهم يا نشتغل يا أما نركب العربيات ونمشى و بدأت أعلم نفسى أنواع الحجاره وروحت لكبير الجيولوجين جورج قولتله أن الشغل ده ما ينفعش وأنا عايز شابين صغيرين وأحنا نعمل شغل أحسن من ده وأشتغلنا وبعد 6 شهور جورج بروكسل جاب جيولوجى عنده 15 سنه خبره فى الجيولوجيا وطلب منى أنى أمرنه وأنا كنت مكملتش سنه فى الجيولوجيا وقالى أنت بقيت عينك حلوه فى معرفه أنواع الصخور وأنا كنت أعزب وصغير فى السن وفاضى وكنت طول اليوم فى الجبل بتعلم وبعدين جاب جيولوجى مصرى قالى عشان يسليك ومتمشيش وأستمر العمل فى الشركه الامريكيه .
المحاور : وحضرتك قررت أمتى تبدأ عملك الخاص ؟
د سامى : قبل ما ابدأ عملى الخاص حققت نجاحات كبيره فى الشركه الامريكيه ( اثاركو )وأكتشفت مناجم كثيره وربحت الشركه من خلالى ملايين وعرضوا على السفر لامريكا للعمل بمقر الشركه الرئيسى بأمريكا الا أنى كنت أفضل البقاء فى استراليا ثم حدثت بينى وبين شخص ما فى الشركه مشكله لا داعى لذكرها وأشترطت لكى أستمر الا يستمر هو فقالوا لى احتمله فهو كبير فى السن واذا ترك الشركه فلن يجد عملا أخر وأنت صغير احتمله بعض السنوات فقررت أن أترك الشركه نهائيا وأبدا العمل الحر وكلمتنى فى ذلك الوقت شركه شيفرون للبترول وهى شركه من أكبرالشركات العالميه الا أنى أبلغتهم بأنى حأبدا مشروعى فطلبوا منى العمل معهم مؤقتا الى أن ابدأ مشروعى وعملت معهم خبير داخلى وأكتشفت لهم منجم دهب كانوا صرفوا عليه ملايين وأستقلت وما زالت علاقتى بهم وبشركه اثاركو جيده وتوجهت لشركتى سنتامين التى مكانها فى استراليا ولها مناجم فى أكثر من دوله حول العالم .
المحاور : اخيرا حضرتك أيه رأيك فى الشباب المصرى وتنصحه بأيه عشان ينمى من نفسه؟
الشباب اللى أنا شوفتهم عندنا نمره 1 لما تتاح لهم الفرصه فعلا شباب نمره 1 أحسن من الخواجات بكتير وأنا دائما بأقولهم ده بس فى عيب واحد هما دلوقتى أتعلموا التقريع (النفاق) " ضحك " الأول لما كان عددنا صغير وكانوا لسه بيتعلموا كنا بنقعد مع بعض ونأكل ونتكلم مع بعض كانوا تمام وكان المسئول عن المشروع جيولوجى مايك اللى نساه هو من الجيولجيا أكتر من اللى أنا اتعلمته عالم كبير جدا كان يرفض أنه يجيب تليفزيون أو كمبيوتر عشان نتجمع بالليل ونقعد نتكلم وكانت الشباب ممتازه لما كبر المشروع ابتدئ التقريع لكن هما فعلا مواهب وممتازين نصيحتى للشباب لازم تعتمد على مخك وأنت أكبر بوليصه تأمين لنفسك وأنت المفروض تختار الشركه اللى تشتغل فيها مش الشركه هى اللى تختارك لازم توصل للمرحله اللى أنت تقدر فيها تختار ويكون عندك اعتزاز بنفسك لازم تكون صبور وعندك تصميم شديد ولازم يكون عندك طموحات أحلم ولازم تحلم بس لازم كمان تبتدى تحقق أحلامك بدون تواكل أحلم أنك تكون أحسن جيولوجى أو كيميائى أو عامل أو أى نشاط أنت بتقوم بيه وأبدأ فى احلامك وأشتغل عليها أنا عارف أن هنا الحاله الاقتصاديه والاجتماعيه صعبه لكن أحنا لازم نشتغل ونحلم ونعمل ولا نعتمد على الحكومه بل نضغط عليها أنها تشجع الاستثمار لخلق فرص عمل وتصرف الاموال على الصحه والتعليم والطرق والبنيه الاساسيه والعمل سيخلقه القطاع الخاص
المحاور : بنشكر حضرتك جدا يا افندم على استضافتنا مع وعد بلقاء تانى
د سامى : شكرا جزيلا
أجرى الحوار : عصام قطب و الشريف الراجحى
الاثنين، يناير 03، 2011
الأحد، يناير 02، 2011
حصريا ... حوار مع الجيولوجى سامى الراجحى وقصه نجاحه
د سامى : وقررت أبدا وأخدنا 5000 كم2 وهى مساحه صغيرة مصر مليون كم2 وقعدنا سنتين نعمل أبحاث ووصلنا أن هناك 10 مشاريع ستكون مشاريع عالميه فى مصر وفى نفس الوقت أنا كنت عايز الاتفاقيه تتعدل كان معانا أول وزير للصناعه د ابراهيم فوزى وهو رجل ممتاز لكنه ساب الصناعه وراح هيئه الاستثمار وبعده رحمه الله د سليمان رضا وقالى أننا أول ما نعمل أكتشاف تجارى فهو هيعدل الاتفاقيه ولكن توفاه الله وبعده د مصطفى رفاعى وهو رجل عالم ومخلص وبيحب بلده جدا أول ما اتعين روحتله قولتله أنا جاى أباركلك و فى نفس الوقت عايزك تعدللى الاتفاقيه أنا لغايه دلوقتى ممول الشركه والمشروع ده من جيبى وأتكلفت ملايين والفلوس قربت تخلص ومحدش عايز يخش الشركه يستثمر فيها ود مصطفى الرفاعى رجل ممتاز قال لرئيس الهيئه يا محمد أدخل الغرفه ديه ومتطلعش الا لما تكون عدلتوا الاتفاقيه دخلت مع رئيس الهيئه وقالى معالى الوزير مش عارف أن هنا فى نظام ده لازم الموضوع يتعرض على لجان تفاوض ويأخد موافقات قولتله خلاص خش أنت قوله كده فراح دخل للوزير وقاله فرد الوزير خلاص كون اللجنه .. أتكونت اللجنه وكل أعضاء اللجنه متفقين أن الاتفاقيه ديه مش نافعه وهى سبب فشل الاستثمار فى التعدين فى مصر وعملتلهم دراسه محايده فى مكان متخصص بره عن نظم التعدين فى أفريقيا وطلعت مصر أسوء نظام تعدين فى افريقيا ولو كانت الدراسه أتعملت على العالم كانت بقت الاوحش فى العالم .. فى نفس الوقت احنا شغلنا بدأ يظهر والعالم بدأ يعرف والشركات العالميه الكبيره بدأت تيجى تزورنا وبدأوا يروحوا الوزاره ويقولوا احنا مستعدين نيجى نشتغل فى مصر بس مش بالاتفاقيه بتاعه سامى .. أنا برضه كنت بجيب أكبر شركات تعدين فى العالم لانى كنت عايز شركات التعدين تيجى مصر ويبقى فيه تعدين فى مصر ونقدر مع وجودهم أننا نغير الاتفاقيه لانى أنا كنت لوحدى بروح أكلم الوزير يقول عليا ده مننا وعلينا ونقدر عليه انما لما يكون 5 أو 6 شركات وشركات كبار و اجانب الوضع يختلف .. المهم محدش عايز يجى يشتغل ..ومره جبت أكبر رئيس شركه تعدين فى العالم وكنت أعرفه دعيته مصر يتفرج على الصحراء الشرقيه ونزلنا فى هيلتون النيل فى القاهره وتانى يوم كنا هننزل الغردقه ونأخد العربيات ونعمل جوله فاالساعه 10 بالليل قالى أنا عايز أشوف قوانين التعدين اللى أنتوا شغالين عليها فشرحتله القوانين فالرجل قعد يبصلى وحسيت أن الذهول نزل عليه وبعدين قالى يا سامى بكره أنا رايح المتحف اللى جنب الفندق ده أتفرج عليه والعصر اروح الاهرامات وبعد بكره أسافر أرجع بلدى ( ضحك ) .. قولتله بس تعالى أتفرج على الصحراء هتتبسط والقانون ده هيتغير فى يوم من الايام فرد قالى شوف أنت مصرى وديه بلدك انما أنا ليه أتعامل مع عقول مقفوله والعالم كله متفتح و بيستقبلنا وبيسهل لنا كل حاجه عشان نشتغل يمكن عشان ديه بلدك أنت عايز تصلحها وعموما أنا فرجته وفسحته فى مصر وقولتله أكتب خطاب للوزاره قولهم رأيك ده فيه .
أحنا كان الايام ديه فى التسعينات الدولتين الوحيدتين خارج الكتله الاشتراكيه اللى بتتعامل بقوانين التعدين ديه هى مصر والسودان والان الكتل الاشتراكيه غيرت قوانينها يعنى أنت بتروح تشتغل فى الصين أو روسيا بتسهيلات كبيره جدا والسودان عدلت فى القوانين شويه
كان فى نفس الوقت اللجنه اللى طلب عملها د/ مصطفى الرفاعى شغاله وأتفقت معانا أننا أول ما نعمل اكتشاف تجارى فهما هيعدلوا الاتفاقيه وكنا قربنا نعمل اكتشاف تجارى واحنا بعد 3 سنين أبحاث قولنا ان فى 10 مشاريع عالميه لكننا ركزنا على السكرى مع أنه لم يكن الاحسن لكن عشان نبدأ نحل المشاكل ونشتغل وفعلا بعد وقت عملنا أكتشاف تجارى وأعلنا ان هناك منجم له جدوى اقتصاديه كبيره ويظهر ان حظنا وحش ففى الوقت ده الوزاره أتغيرت وجاء د/ على الصعيدى وزير الصناعه .. وفى أول يوم راح واحد يزوره ويهنيه بالوزاره وقاله عندك مشروع دهب زى الفل قاله دهب ايه ؟ دول ناس أفاقين والرجل جالى وقالى خلى بالك الوزير ده حالف لكم فقولت احنا لا اقترضنا من بنك وشغالين بفلوسنا وكنا صارفين لغايه الوقت ده 30 مليون دولار فكان ممكن حد مش عارف ايه شغلنا هيجى يلاقى الجبل هو الجبل والمعسكر بتاعنا عادى فمش هيعرف احنا بنعمل ايه .. واحنا عموما شركتنا سنتامين قدرتها العلميه عاليه جدا احنا مش من أغنى الشركات فى العالم لكن شركتنا صعب منافستها فى قدرتها العلميه فى العالم وأكتشاف السكرى بدأ يبقى من أحسن الاكتشافات العالميه .. واحنا شغالين 24 ساعه وجيبنا شباب كانوا شغالين مناولين للبنائيين فى مرسى علم شباب صعيدى لا يعرف الكتابه ولا القراءه وعلمناهم أنهم يستخدموا الات حفر حديث بعد ما رفضت أكتر من شركه حفر من بره انها تيجى تشتغل وبقيت ابعتهم فى اى حته فى العالم يشرفونا وبقوا يعرفوا انجليزى وعربى فاحنا شغالين وشغلنا عماله فعلا لكن الناس بدأت تخوفنا من الوزير على الصعيدى قولت انا اخده افرجه المنجم واعرفه شغلنا واخليه يشوف بعينه وحبيت أطلب ميعاد لمقابلته . الوزراء التلاته اللى قبله كان نصف ساعه تجيب ميعاد بالتليفون فى أى وقت لكن د/ الصعيدى أتعين فى نوفمبر ولا عايز يكلمنا ولا عايز يدينا ميعاد وبدأت المشاكل تظهر فأنت عارف الموظفين المصريين لو رئيسهم مبسوط منك فالدنيا متسهله لو رئيسهم مش مبسوط منك يا ويلك .
احنا طبعا شغالين 24 ساعه بمعدات و ماكينات حفر وبنبقى محتاجين قطع غيار وفى حاله الطوارئ بنأجر طياره خاصه تنقل معدات وكل ده محتاج تصاريح وأختام وطبعا كان الموظفين بيتفننوا أنهم يعطلونا .
وجاءت المقابله مع الوزير فى أبريل بعد 6 شهور من تعيينه روحنا الميعاد وأنتظرناه فى المكتب لمده ساعه وبعدين دخل ومعاه مساعدينه ووكلاء الوزاره ومشمر كم القميص كده ( ضحك )
المحاور : جاى يتخانق يعنى
د سامى : اه جاى يتخانق..... فالمهم سلمت عليه وعرفته بنفسى قالى أنا عارف أنت مين فعرضت عليه ملف الشركه قالى أنا عارف شركتكم كل ما أفتح معاه موضوع يقفله .. قولتله طب كويس أنك عارف كل حاجه عننا ده وفر ليا وقت كتير بس أنا عندى مشاكل فى الشغل .. فرد مشاكل أيه؟ وشرحتله المشاكل وقولتله حضرتك مفروض تيجى تزور المشروع .. المهم بعد الجلسه ديه أستمرت المشاكل فأنت عشان تشتغل فى الصحراء محتاج تصاريح امنيه والتصاريح الامنيه لازم تأخد تصاريح عمل من الهيئه وطبعا الهيئه موقفه التصاريح والناس بتوع الجيش وأمن الدوله والشرطه كانوا عارفين أننا شغالين فسابونا فتره وبعدين بدأ الجيش فى حملاته علينا بينزل بأتوبيسات ومدافع رشاشه كأنك فى حرب وقبضوا علينا وحطونا فى السجن وده مش مره ده خمس مرات حصل ده معانا فأنا قولت أيه اللى عليا من ده أنا مبهدل الناس معايا أنا أرجع استراليا أحسن وبعدين تانى يوم أقول طب الناس اللى أنت علمتهم وفتحوا بيوت وعندهم عيال ذنبهم أيه ؟ البلد ذنبها ايه ان مشروع زى ده ما يتعملش ؟ السكرى أحسن منجم دهب مكتشف فى العالم فى العشر سنين الماضيه وباذن الله لما المصنع يخلص تطويره هيبقى من أحسن مصانع العالم يعنى مشروع يفخر به أى حد .
لكنه توقف وظللت محافظا على العماله ( بندفع يوميا 60 ألف جنيه مرتبات والمشروع متوقف والعمال فى بيوتهم لمده 3 سنوات)
واضطررت أن أذهب للمحكمه ثم الى التحكيم الدولى وكل يريد أن يثبت أحقيته نحن مستغلين فقط للارض فلو لاقينا دهب نستغلها ولو ملاقناش هنسيب الارض ونمشى فنحن فى الاتفاقيه أخذنا 5000 كم2 ثم تتناقص كل سنه الى أن وصلت الى 2000 كم 2 ولما بتعمل أكتشاف تجارى فأنت بتحدد ما الاراضى التى تريد العمل بها وما الاراضى التى لا تحتاجها ولكن الوزير يريد هو أن يقرر الاراضى بنفسه وحدد لنا 500 م قلتله ليه يا عم الحاج هو احنا بنبنى عمارة !!! دول ال 500 متر ميكفوش العربية و اللودر اللى بتشيل التراب
وكنا هنكسب فى التحكيم الدولى ممكن كنا وصلنا الى 2 او 3 مليار تعويض كنت أحطهم فى جيبى وأعيش مرتاح لكن أنا علمت ناس وعايز أعمل مشروع للبلد مش أخد فلوسها .
وكانت هيئه التعدين أنتقلت فى الوقت ده من وزاره الصناعه الى وزاره البترول فعرضنا المشروع على م سامح فهمى وقبلنا التصالح وتنازلنا عن القضيه وأخدنا 160 كم 2 وهو أقل معدل عالمى وكنا نخطط لمشاريع أخرى من خلال الابحاث التى عملناها لكنها دخلت فى مناقصه ورست على شركات أخرى نرى أنها شركات ليست على درايه كبيره بالتعدين وهى لم تبدأ فى العمل حتى الان فالتعدين مجال صعب يحتاج لخبره كبيره وشركات التعدين فى العالم معروفه .
المحاور : هل ترى ان على الدوله دورا لتشجيع الاستثمار فى التعدين فى مصر ؟؟
د سامى : نعم عليها أن تغير نظم التعدين من خلال المقارنه مع نظم اخرى فى بلاد نجحت بالتعدين فعندما ترى نظم التعدين فى استراليا فانها فى منتهى الشفافيه يمكنك من خلال الانترنت معرفة من يعمل فى استراليا وتاريخ انتهاء رخصهم والقوانين والاماكن المتاحه أما فى مصر فالهيئه مسيطره على التعدين و فيه بيروقيراطيه وعدم شفافيه .
خلاصه الكلام أن مصر فيها مشاريع كتيره وأمل كبير مشروعنا مثلا أستثمرنا فيه 450 مليون دولار ليس بها اى قروض فهى كلها أموالنا تدفقت لمصر بجانب ان المشروع به ما يقرب من 4500 عامل عماله مباشره وغير مباشره أدخلنا تكنولوجيا جديده لمصر ودربنا مصريين عليها وعلى مجال التعدين الذى هو جديد على مصر نصرف شهريا من 20 الى 30 مليون دولار على المشروع يعنى حوالى مليون دولار يوميا / الدهب بيروح كندا عشان يدمغ ويحول الى ذهب أربع تسعات فلاول مره ميزان المدفوعات بين مصر وكندا لصالح مصر . فمصر استفادت من دخول تكنولوجيا وصناعه جديده وتدفق أموال لداخل البلاد .
ونحن الى الان لم نعلم حجم المشروع أنا أعتقد أن حجمه سيكون 50 مليون أوقيه ( بالسعر الحالى اكتر 50 مليار دولار ) المحقق حاليا 15 مليون أوقيه . لو الحكومه سهلت قوانين التعدين وجذبت شركات اكثر للتنقيب عن الذهب فانها ستكون صناعه تشغل عماله كثيره وتجنى منها مصر دخلا كبيرا قد يفوق ايرادات قناه السويس والسياحه .
اجرى الحوار : عصام قطب و الشريف الراجحى
أحنا كان الايام ديه فى التسعينات الدولتين الوحيدتين خارج الكتله الاشتراكيه اللى بتتعامل بقوانين التعدين ديه هى مصر والسودان والان الكتل الاشتراكيه غيرت قوانينها يعنى أنت بتروح تشتغل فى الصين أو روسيا بتسهيلات كبيره جدا والسودان عدلت فى القوانين شويه
كان فى نفس الوقت اللجنه اللى طلب عملها د/ مصطفى الرفاعى شغاله وأتفقت معانا أننا أول ما نعمل اكتشاف تجارى فهما هيعدلوا الاتفاقيه وكنا قربنا نعمل اكتشاف تجارى واحنا بعد 3 سنين أبحاث قولنا ان فى 10 مشاريع عالميه لكننا ركزنا على السكرى مع أنه لم يكن الاحسن لكن عشان نبدأ نحل المشاكل ونشتغل وفعلا بعد وقت عملنا أكتشاف تجارى وأعلنا ان هناك منجم له جدوى اقتصاديه كبيره ويظهر ان حظنا وحش ففى الوقت ده الوزاره أتغيرت وجاء د/ على الصعيدى وزير الصناعه .. وفى أول يوم راح واحد يزوره ويهنيه بالوزاره وقاله عندك مشروع دهب زى الفل قاله دهب ايه ؟ دول ناس أفاقين والرجل جالى وقالى خلى بالك الوزير ده حالف لكم فقولت احنا لا اقترضنا من بنك وشغالين بفلوسنا وكنا صارفين لغايه الوقت ده 30 مليون دولار فكان ممكن حد مش عارف ايه شغلنا هيجى يلاقى الجبل هو الجبل والمعسكر بتاعنا عادى فمش هيعرف احنا بنعمل ايه .. واحنا عموما شركتنا سنتامين قدرتها العلميه عاليه جدا احنا مش من أغنى الشركات فى العالم لكن شركتنا صعب منافستها فى قدرتها العلميه فى العالم وأكتشاف السكرى بدأ يبقى من أحسن الاكتشافات العالميه .. واحنا شغالين 24 ساعه وجيبنا شباب كانوا شغالين مناولين للبنائيين فى مرسى علم شباب صعيدى لا يعرف الكتابه ولا القراءه وعلمناهم أنهم يستخدموا الات حفر حديث بعد ما رفضت أكتر من شركه حفر من بره انها تيجى تشتغل وبقيت ابعتهم فى اى حته فى العالم يشرفونا وبقوا يعرفوا انجليزى وعربى فاحنا شغالين وشغلنا عماله فعلا لكن الناس بدأت تخوفنا من الوزير على الصعيدى قولت انا اخده افرجه المنجم واعرفه شغلنا واخليه يشوف بعينه وحبيت أطلب ميعاد لمقابلته . الوزراء التلاته اللى قبله كان نصف ساعه تجيب ميعاد بالتليفون فى أى وقت لكن د/ الصعيدى أتعين فى نوفمبر ولا عايز يكلمنا ولا عايز يدينا ميعاد وبدأت المشاكل تظهر فأنت عارف الموظفين المصريين لو رئيسهم مبسوط منك فالدنيا متسهله لو رئيسهم مش مبسوط منك يا ويلك .
احنا طبعا شغالين 24 ساعه بمعدات و ماكينات حفر وبنبقى محتاجين قطع غيار وفى حاله الطوارئ بنأجر طياره خاصه تنقل معدات وكل ده محتاج تصاريح وأختام وطبعا كان الموظفين بيتفننوا أنهم يعطلونا .
وجاءت المقابله مع الوزير فى أبريل بعد 6 شهور من تعيينه روحنا الميعاد وأنتظرناه فى المكتب لمده ساعه وبعدين دخل ومعاه مساعدينه ووكلاء الوزاره ومشمر كم القميص كده ( ضحك )
المحاور : جاى يتخانق يعنى
د سامى : اه جاى يتخانق..... فالمهم سلمت عليه وعرفته بنفسى قالى أنا عارف أنت مين فعرضت عليه ملف الشركه قالى أنا عارف شركتكم كل ما أفتح معاه موضوع يقفله .. قولتله طب كويس أنك عارف كل حاجه عننا ده وفر ليا وقت كتير بس أنا عندى مشاكل فى الشغل .. فرد مشاكل أيه؟ وشرحتله المشاكل وقولتله حضرتك مفروض تيجى تزور المشروع .. المهم بعد الجلسه ديه أستمرت المشاكل فأنت عشان تشتغل فى الصحراء محتاج تصاريح امنيه والتصاريح الامنيه لازم تأخد تصاريح عمل من الهيئه وطبعا الهيئه موقفه التصاريح والناس بتوع الجيش وأمن الدوله والشرطه كانوا عارفين أننا شغالين فسابونا فتره وبعدين بدأ الجيش فى حملاته علينا بينزل بأتوبيسات ومدافع رشاشه كأنك فى حرب وقبضوا علينا وحطونا فى السجن وده مش مره ده خمس مرات حصل ده معانا فأنا قولت أيه اللى عليا من ده أنا مبهدل الناس معايا أنا أرجع استراليا أحسن وبعدين تانى يوم أقول طب الناس اللى أنت علمتهم وفتحوا بيوت وعندهم عيال ذنبهم أيه ؟ البلد ذنبها ايه ان مشروع زى ده ما يتعملش ؟ السكرى أحسن منجم دهب مكتشف فى العالم فى العشر سنين الماضيه وباذن الله لما المصنع يخلص تطويره هيبقى من أحسن مصانع العالم يعنى مشروع يفخر به أى حد .
لكنه توقف وظللت محافظا على العماله ( بندفع يوميا 60 ألف جنيه مرتبات والمشروع متوقف والعمال فى بيوتهم لمده 3 سنوات)
واضطررت أن أذهب للمحكمه ثم الى التحكيم الدولى وكل يريد أن يثبت أحقيته نحن مستغلين فقط للارض فلو لاقينا دهب نستغلها ولو ملاقناش هنسيب الارض ونمشى فنحن فى الاتفاقيه أخذنا 5000 كم2 ثم تتناقص كل سنه الى أن وصلت الى 2000 كم 2 ولما بتعمل أكتشاف تجارى فأنت بتحدد ما الاراضى التى تريد العمل بها وما الاراضى التى لا تحتاجها ولكن الوزير يريد هو أن يقرر الاراضى بنفسه وحدد لنا 500 م قلتله ليه يا عم الحاج هو احنا بنبنى عمارة !!! دول ال 500 متر ميكفوش العربية و اللودر اللى بتشيل التراب
وكنا هنكسب فى التحكيم الدولى ممكن كنا وصلنا الى 2 او 3 مليار تعويض كنت أحطهم فى جيبى وأعيش مرتاح لكن أنا علمت ناس وعايز أعمل مشروع للبلد مش أخد فلوسها .
وكانت هيئه التعدين أنتقلت فى الوقت ده من وزاره الصناعه الى وزاره البترول فعرضنا المشروع على م سامح فهمى وقبلنا التصالح وتنازلنا عن القضيه وأخدنا 160 كم 2 وهو أقل معدل عالمى وكنا نخطط لمشاريع أخرى من خلال الابحاث التى عملناها لكنها دخلت فى مناقصه ورست على شركات أخرى نرى أنها شركات ليست على درايه كبيره بالتعدين وهى لم تبدأ فى العمل حتى الان فالتعدين مجال صعب يحتاج لخبره كبيره وشركات التعدين فى العالم معروفه .
المحاور : هل ترى ان على الدوله دورا لتشجيع الاستثمار فى التعدين فى مصر ؟؟
د سامى : نعم عليها أن تغير نظم التعدين من خلال المقارنه مع نظم اخرى فى بلاد نجحت بالتعدين فعندما ترى نظم التعدين فى استراليا فانها فى منتهى الشفافيه يمكنك من خلال الانترنت معرفة من يعمل فى استراليا وتاريخ انتهاء رخصهم والقوانين والاماكن المتاحه أما فى مصر فالهيئه مسيطره على التعدين و فيه بيروقيراطيه وعدم شفافيه .
خلاصه الكلام أن مصر فيها مشاريع كتيره وأمل كبير مشروعنا مثلا أستثمرنا فيه 450 مليون دولار ليس بها اى قروض فهى كلها أموالنا تدفقت لمصر بجانب ان المشروع به ما يقرب من 4500 عامل عماله مباشره وغير مباشره أدخلنا تكنولوجيا جديده لمصر ودربنا مصريين عليها وعلى مجال التعدين الذى هو جديد على مصر نصرف شهريا من 20 الى 30 مليون دولار على المشروع يعنى حوالى مليون دولار يوميا / الدهب بيروح كندا عشان يدمغ ويحول الى ذهب أربع تسعات فلاول مره ميزان المدفوعات بين مصر وكندا لصالح مصر . فمصر استفادت من دخول تكنولوجيا وصناعه جديده وتدفق أموال لداخل البلاد .
ونحن الى الان لم نعلم حجم المشروع أنا أعتقد أن حجمه سيكون 50 مليون أوقيه ( بالسعر الحالى اكتر 50 مليار دولار ) المحقق حاليا 15 مليون أوقيه . لو الحكومه سهلت قوانين التعدين وجذبت شركات اكثر للتنقيب عن الذهب فانها ستكون صناعه تشغل عماله كثيره وتجنى منها مصر دخلا كبيرا قد يفوق ايرادات قناه السويس والسياحه .
اجرى الحوار : عصام قطب و الشريف الراجحى
السبت، يناير 01، 2011
حصريا ... حوار مع الجيولوجى سامى الراجحى عن قصة نجاحه
د سامى : ميزه الانسان المصرى انه بيتعلم بسرعه جدا وفى أى مجال انت بتلاقى ناس مصريين كتير ناجحين فى مجالاتهم لأنهم بيتعلموا بسرعه جدا اللى بيفشل بقى هو اللى بيخش فى حته الحداقه ديه اللى بيقول انا كويس كده و مش عايز يتعلم أكتر هو ده اللى بيبدأ يفشل اللى بيكمل فى طريقه دائما بينجح .
زى ما قولت مصر عندها كل المكونات أنها تبقى بلد عظيمه هى كانت بلد عظيمه وعندها كل المكونات لسه موجوده أنها تبقى بلد عظيمه ثم ابتسم وقال اللى مأخرها هى حكايه الحداقه ديه .
انا مثلا هأقولك على موضوعنا ( منجم السكرى) بدايه أنا مكنتش بفكر أنى أرجع مصر تانى أنا طلعت من هنا وهاجرت وأشتغلت وربنا كرمنى وأنبسطت ووصلت لمراكز كبيره وعملت فلوس كنت مبسوط فعلا فى ليله من الليالى كنت بقرأ فى مجله دوريه لهيئه دوليه علميه خاصه بالاقتصاد والجيولجيا وأنا زميل بها وبتدخل زماله الهيئه عن طريق أنهم بيبعتوا دعوه ليك .
المحاور : للاشخاص المميزين فى مجال الجيولجيا ؟؟
د سامى : - مظبوط هى ليها مجله شهريه بتنشر مواضيع علميه عن اكتشافات فى المعادن والجيولجيا فلقيت بحث منشور لشخص من هيئه الابحاث النوويه فى مصر وهو بحث ورقه ونصف وأستغربت أنهم ناشرين البحث لانه غير دقيق علميا والمجله متخصصه جدا .
البحث كان فى رشيد عن الرمال السوداء أنت عارف بلاج رشيد كله رمال سوداء والرمال السوداء ديه عباره عن معادن ثمينه وده مشروع كان مفروض يتعمل هنا فى مصر من أكتر من 50 سنه ومتعملش . الباحث هنا قال انه فصل دهب من الرمال السوداء والرمال السوداء منتشره على سواحل مصر وعموما طبيعى أنك تلاقى دهب فى الرمال السوداء لانها بتيجى مع النهر من خلال أن النهر ينحت فى الصخور وتترسب المعادن فى صوره رمال سوداء وهى بها معادن مثل الحديد والتتانيوم وبعض الوقت بتقابل عروق الدهب فبتنجرف معها بعض من معدن الدهب والرمال السوداء فى العالم كله به دهب وقام بحساب طول الرمال وسمكها على الشواطئ المصريه وقال ان عندنا تقريبا 580 مليون طن دهب وهى حسبه غير صحيحه علميا وهو ليس أكتشاف علمى ولكن فعلا تذكرت المشروع لان هناك معادن أخرى مهمه فى الرمال السوداء .. وأفتكرت رشيد وأنا صغير كنت بروح ألعب على الرمال السوداء وقولت لما أنزل مصر أبقى أروح أتفرج على رمال رشيد . وقبل ما أنزل مصر أتصلت بعالم مصرى فاضل وعظيم د/ عاطف دردير رئيس هيئة الابحاث الجيولجيه فى مصر وسألته ممكن أعرف معلومات أكتر عن الرمال السوداء فبعتلى معلومات عن الرمال السوداء وقولت أجى أعمل المشروع ده فى مصر لكن المشروع وقف عشان حاجه تافهة معرفتهاش الا بعدين , الرمال السوداء بها معادن مثل الحديد التتانيوم ومعدن الزركون وهو معدن غالى جدا .فى معدن الروتايد وهو أكسيد التيتانيوم لكن المعدن الاكثر حجما فيها هو معدن التيتانيوم والدهب قيمته مش كبيره وفيها مواد مشعه مثل الثوريوم والنيل بياخدها للبحر المتوسط وبعدين البحر بينشرها على السواحل المصريه فهى منتشره على شؤاطى مصر كلها بكميات كبيره وهى فيها أنقى وأحسن معدن زركون فى العالم وأنقى معدن روتايد فى العالم لكن معدن التيتانيوم وهو الذى يمثل النسبه الكبرى هو من أردئ معادن التتانيوم فى العالم والامريكان والروس عملوا أبحاث عن الرمال لكن التتانيوم نسبه نقائه 32% لو نسبه نقائه 52% تستطيع بيعه ثم من يشتريه يرفعه من 52% الى 88% فيرتفع السعر من 50 دولار للطن الى 800 دولار للطن وأغلبه بيتعمل منه تيتانيوم بيجمن وهو بيتصنع منه البويات والورق وأشياء اخرى وفى التتانيوم ميتال وهو اللى بيتصنع منه الطائرات لكن غالبا احنا هنصنع منه بيجمن وهو نسبته 99% ويرتفع السعر حينها الى 7000 دولار للطن فأنت عندك حاجه ممكن تعمل ثروه وموجوده على سطح الارض مش محتاجه مجهود لاستخراجها وأيضا هتنضف الرمال على الشواطئ لتصبح رمال بيضاء فهو مشروع منه استثمارى ومنه بيئى ..أخدنا التيتانيوم وعملنا عليه أبحاث فى استراليا وصرفنا على الابحاث فلوس كتير وأكتر حاجه وصل ليها ابحاث الروس والامريكان لنسبه نقاء72% احنا بعد الابحاث وصلنا لنسبه 99.9% وهى نسبه نقاء لم يتوصل اليها أحد ومن هنا مضينا عقد مع الحكومه اننا نبدأ العمل . لكن المشروع توقف والبحر بيبتلع الرمال وبعد 3 أو 4 سنين لن يكون هناك جدوى لهذا المشروع وسبب توقف المشروع أن الابحاث الجيولجيه قالت ان لها حق التعاقد مع المستثمر والابحاث النوويه قالت ان المشروع فيه مواد مشعه يبقى تابع لهم واتعاركوا مع بعض وهما عموما بيتعاركوا مع بعض بقالهم 40 سنه .. أنا قولت الجهتين بالنسبه ليا حكومه أنا أمضى الاتفاقيه مع أى حد ومضينا الاتفاقيه وراحت مجلس الوزراء وهى لسه هناك لغايه دلوقتى من سنه 1995. هما لا ينظروا ايه المصلحه العامه كل واحد بيشوف ايه مصلحته هو وايه قوته .. وأقترحت حينها أنى افصل الثوريوم المشع وهو ليس ذا قيمه وأعطيه للطاقه النوويه ببلاش عشان نخلص المشكله و صرفت ملايين على المشروع ده لكنه وقف . الايام ديه وأنا فى مصر قابلت د/ عاطف درديرى وهو من الاشخاص الممتازين واللى بيحبوا مصر جدا وكان طلع معاش وساب هيئه الطاقه النوويه وأتعين مستشار وزير الصناعه ابراهيم فوزى وهو رجل ممتاز جدا رجل عالم وشريف وأنا عند د/ عاطف قابلت د/جابر نعيم وأتكلم معايا ان هناك فى صحراء البحر الاحمر يوجد نفايات من أيام الفراعنه نتيجه عمليه استخراج الدهب وأن فى منجم ومصنع أسمه الفواخير طريق قفط – القصير بتاع واحد خواجه كان شغال قبل الثوره وصاحبه سابه مع الثوره وهو واقف من يومها وأن الحكومه هتصلح المصنع وهتشغله وحاولت أقنع د/ جابر أن الموضوع مش بالسهوله وأنها محتاجه أبحاث كتير دقيقه وشغل كتير لان الدهب بيبقى موجود فى الرمال متقدرش تأخد عينه من مكان وتعمم تركيز الدهب فيها على كلهوهتصرف فلوس كتير جدا قالى لا احنا هنصلح المصنع وهننتج دهب من النفايات ولاقيته مصمم على المشروع وأنا صعبان عليا الفلوس اللى هتضيع ديه فقولتله أنا هأروح أشوف المصنع ينفع يتصلح ولا لا والمصنع واقف من 1952 واحنا كنا فى التسعينات فى الوقت ده أخدت واحد من الهيئه ونزلنا على الاقصر أجرنا تاكسى وروحنا المنجم لاقينا عليه حراس معيناهم الدوله وأمين المخزن اللى كان أيام الخواجه لسه موجود دخلنا المخزن لاقينا حاجات كتير أنا حتى مشوفتهاش فى استراليا سألت أمين المخزن أيه اللى مقعدك هنا ؟ ..قالى مستنى الخواجه .. ( ضحك ) المهم المصنع هو ينفع يتقطع ويتباع خرده لكن يشتغل لا وأتفرجت على المنجم وهو منجم صغير وأتفرجت على الصخور وسألت فى مواقع تانيه أتفرج عليها؟؟ فالشخص اللى كان معايا من الهيئه وهو مكنش جيولجى قالى أن هيئه الجيولجيا موجوده فى مدينه القصير ممكن نسأل هناك فقولتله يالا على القصير طبعا سواق التاكسى شغل الحداقه المصريه وطلب نعمل مقاوله جديده روحنا القصير قالوا لنا أنهم موجودين فى مرسى علم وهى تبعد 130 كم عن القصير فقولت نروح مرسى علم ورفض سائق التاكسى أنه يجى معانا وخد فلوسه ومشى وركبنا الاتوبيس لمرسى علم وهو أتوبيس بيبقى أغلبه الولاد بتوع الجيش وصلنا مرسى علم وقابلنا الناس بتوع الهيئه وقالوا ان فى مناجم تانيه منها السكرى قضينا الليله فى مرسى علم وأجرنا عربيه تانى يوم من الهيئه وروحنا السكرى وهو منجم قديم من أيام الفراعنه كانوا شغالين على عرق دهب صغير عرضه 60 سم وبعدين الرومان أشتغلوا عليه ووسعوا العرق لمتر والانجليز أيضا استخرجوا من نفس العرق ده ووسعوه بقى 3 متر لكن حتى لو كان ما زال فى العرق دهب وحتى ولو كان دهب صافى فانه لا توجد جدوى اقتصاديه لاستخراجه .. لفيت حول الجبل أتفرج عليه حسيت أن فى بوادر أن المنجم ده يبقى منجم كبير و أتفرجت على اكتر من مكان تانى حسيت أنهم ممكن ينفعوا فحسيت طب مصر فيها حاجات كويسه طرق كويسه والناس فى مصر كويسين طب مفيش حد بيجى يشتغل فى مصر ليه ويستخرج دهب مفيش شركات تعدين ليه ؟ احنا بنروح مناجم فى أدغال جنوب افريقيا وأدغال فى افريقيا وامريكا الجنوبيه يعنى مصر الجو حلو وفى طرق احنا فى بلاد تانيه بنروحها نستكتشف بنقطع مسافات كبيره جدا بعيد عن الطرق ورجعت من مرسى علم وأنا عندى أمل فى نجاح التعدين فى الاماكن ديه وقابلت د/ جابر وعلى فكره هو كان معايا فى كليه العلوم جامعه الاسكندريه زمان هو كان طالب فى البكالوريوس وانا كنت فى سنه أولى .. رجعتله قولتله سيبك من موضوع مصنع الفواخير لانه هيكلف وأنا عايز أمضى معاك خطاب نوايا بين شركتى والوزاره على التعدين فى مصر وبعد 6 شهور أعمل معاك اتفاقيه بعض ما اتفرج كويس على جيولوجيا المكان فى مرسى علم ومضينا خطاب نوايا اللى أنا مكنتش أعرفه وده عرفته بعدين أنه حاول مع 140 شركه انهم يجوا يشتغلوا وكان الرد غير مشجع أو لم يردوا فى كل مره وهو ما صدق أنى أتفقت معاه .
وسألت هو ليه محدش بيشتغل هنا ايه اللى معطل الناس أنهم يشتغلوا وسألتهم عن قانون التعدين فى مصر فقالى أحنا عندنا نموذج اتفاقيه فطلبت أشوفه وبعد ما قريته قولتله عشان كده محدش عايز يشتغل هنا مين هيشتغل على النموذج ده فقالى كل حاجه قابله للمناقشه واللى أنت عايزه هنعمله وكله قابل للتفاوض واللى أنت عايز تعدله أكتبه هنا فى الاتفاقيه . أخدت الاتفاقيه لغيت بعض الحاجات فيها وأضفت حاجات تانيه تجذب المستثمر. فى نفس الوقت وأنا بعمل كده قولت ما جايز أنا غلطان جايز أنا ببص على مصر بنظره ورديه وأن عندى حنين أرجع مصر وجايز نظرتى مش صحيحه فقولت أستعين بواحد استرالى وهو خبير كبير فى شركه استراليه اسمه كولن توماس وهو شخص لو الشئ 10 على 10 يقولك أنه 1 على 10وهو متشائم بشكل كبير فقولتله كولن تيجى تقعد معايا أسبوعين فى مصر شغل مدفوع أجره وطبعا تقول لواحد مصر عايز يجى يتفرج على الحضاره القديمه فقالى خلاص اجيلك بكره وجبته نتفرج على المناطق كل ما أفرجه حاجه يقولى لا زفت متنفعش مفيش الا منطقه واحده اللى قال فيها أمل .. فأنا أخترت 3 مناطق وأسست شركه فى استراليا أسمها الفرعونيه لمناجم الدهب الفرعونيه شركه استراليه وعدلت الاتفاقيه وقدمتها.. الناس فى استراليا قالولى أنت يا مجنون يا أما مريض وعايز ترجع بلدك ومحدش رضى يساهم معايا فى الشركه كنت أنا المساهم الوحيد
المحاور :يا فندم ده يدينا أنطباع ان التسويق للاستثمار فى مصر أو مناخ الاستثمار كان سئ؟ د سامى :- لا هى الاتفاقيه كانت وحشه .
وقعدنا نتناقش فى الاتفاقيه وواضح ان كل الحاجات اللى أنا كنت تعبان وسهران بقالى شهر بعدلها أتشطبت وقعدنا وكان معايا مجموعه من الاشخاص ممثلين الهيئه والوزرات ناس محترمه جدا لكن كان صعب بالنسبه لهم تعديل الاتفاقيه .
وكان امامى فكرتين يا أما أرجع استراليا وألغى المشروع خالص والفكره التانيه اللى جت فى دماغى أن الناس اللى بيمثلوا الوزارات دول هما ناس أساتذه جامعه وناس محترمه وهما بيمثلوا الشعب المصرى والشعب المصرى شعب محترم ففى حاله فشل المشروع فلن تفرق الاتفاقيه وحشه أو حلوه لكن فى حاله نجاحه فمفيش حكومه فى العالم وشعب مش هيغير الاتفاقيه عشان مشروع هيوفر الالاف من فرص العمل ويتصرف عليه ملايين داخله للبلد
" يا ترى الجيولوجى سامى الراجحى اختار اى فكرة ؟؟؟؟ ده الى حنعرفه فى الجزء الثانى من الحوار "
أجرى الحوار عصام قطب
الشريف الراجحى
زى ما قولت مصر عندها كل المكونات أنها تبقى بلد عظيمه هى كانت بلد عظيمه وعندها كل المكونات لسه موجوده أنها تبقى بلد عظيمه ثم ابتسم وقال اللى مأخرها هى حكايه الحداقه ديه .
انا مثلا هأقولك على موضوعنا ( منجم السكرى) بدايه أنا مكنتش بفكر أنى أرجع مصر تانى أنا طلعت من هنا وهاجرت وأشتغلت وربنا كرمنى وأنبسطت ووصلت لمراكز كبيره وعملت فلوس كنت مبسوط فعلا فى ليله من الليالى كنت بقرأ فى مجله دوريه لهيئه دوليه علميه خاصه بالاقتصاد والجيولجيا وأنا زميل بها وبتدخل زماله الهيئه عن طريق أنهم بيبعتوا دعوه ليك .
المحاور : للاشخاص المميزين فى مجال الجيولجيا ؟؟
د سامى : - مظبوط هى ليها مجله شهريه بتنشر مواضيع علميه عن اكتشافات فى المعادن والجيولجيا فلقيت بحث منشور لشخص من هيئه الابحاث النوويه فى مصر وهو بحث ورقه ونصف وأستغربت أنهم ناشرين البحث لانه غير دقيق علميا والمجله متخصصه جدا .
البحث كان فى رشيد عن الرمال السوداء أنت عارف بلاج رشيد كله رمال سوداء والرمال السوداء ديه عباره عن معادن ثمينه وده مشروع كان مفروض يتعمل هنا فى مصر من أكتر من 50 سنه ومتعملش . الباحث هنا قال انه فصل دهب من الرمال السوداء والرمال السوداء منتشره على سواحل مصر وعموما طبيعى أنك تلاقى دهب فى الرمال السوداء لانها بتيجى مع النهر من خلال أن النهر ينحت فى الصخور وتترسب المعادن فى صوره رمال سوداء وهى بها معادن مثل الحديد والتتانيوم وبعض الوقت بتقابل عروق الدهب فبتنجرف معها بعض من معدن الدهب والرمال السوداء فى العالم كله به دهب وقام بحساب طول الرمال وسمكها على الشواطئ المصريه وقال ان عندنا تقريبا 580 مليون طن دهب وهى حسبه غير صحيحه علميا وهو ليس أكتشاف علمى ولكن فعلا تذكرت المشروع لان هناك معادن أخرى مهمه فى الرمال السوداء .. وأفتكرت رشيد وأنا صغير كنت بروح ألعب على الرمال السوداء وقولت لما أنزل مصر أبقى أروح أتفرج على رمال رشيد . وقبل ما أنزل مصر أتصلت بعالم مصرى فاضل وعظيم د/ عاطف دردير رئيس هيئة الابحاث الجيولجيه فى مصر وسألته ممكن أعرف معلومات أكتر عن الرمال السوداء فبعتلى معلومات عن الرمال السوداء وقولت أجى أعمل المشروع ده فى مصر لكن المشروع وقف عشان حاجه تافهة معرفتهاش الا بعدين , الرمال السوداء بها معادن مثل الحديد التتانيوم ومعدن الزركون وهو معدن غالى جدا .فى معدن الروتايد وهو أكسيد التيتانيوم لكن المعدن الاكثر حجما فيها هو معدن التيتانيوم والدهب قيمته مش كبيره وفيها مواد مشعه مثل الثوريوم والنيل بياخدها للبحر المتوسط وبعدين البحر بينشرها على السواحل المصريه فهى منتشره على شؤاطى مصر كلها بكميات كبيره وهى فيها أنقى وأحسن معدن زركون فى العالم وأنقى معدن روتايد فى العالم لكن معدن التيتانيوم وهو الذى يمثل النسبه الكبرى هو من أردئ معادن التتانيوم فى العالم والامريكان والروس عملوا أبحاث عن الرمال لكن التتانيوم نسبه نقائه 32% لو نسبه نقائه 52% تستطيع بيعه ثم من يشتريه يرفعه من 52% الى 88% فيرتفع السعر من 50 دولار للطن الى 800 دولار للطن وأغلبه بيتعمل منه تيتانيوم بيجمن وهو بيتصنع منه البويات والورق وأشياء اخرى وفى التتانيوم ميتال وهو اللى بيتصنع منه الطائرات لكن غالبا احنا هنصنع منه بيجمن وهو نسبته 99% ويرتفع السعر حينها الى 7000 دولار للطن فأنت عندك حاجه ممكن تعمل ثروه وموجوده على سطح الارض مش محتاجه مجهود لاستخراجها وأيضا هتنضف الرمال على الشواطئ لتصبح رمال بيضاء فهو مشروع منه استثمارى ومنه بيئى ..أخدنا التيتانيوم وعملنا عليه أبحاث فى استراليا وصرفنا على الابحاث فلوس كتير وأكتر حاجه وصل ليها ابحاث الروس والامريكان لنسبه نقاء72% احنا بعد الابحاث وصلنا لنسبه 99.9% وهى نسبه نقاء لم يتوصل اليها أحد ومن هنا مضينا عقد مع الحكومه اننا نبدأ العمل . لكن المشروع توقف والبحر بيبتلع الرمال وبعد 3 أو 4 سنين لن يكون هناك جدوى لهذا المشروع وسبب توقف المشروع أن الابحاث الجيولجيه قالت ان لها حق التعاقد مع المستثمر والابحاث النوويه قالت ان المشروع فيه مواد مشعه يبقى تابع لهم واتعاركوا مع بعض وهما عموما بيتعاركوا مع بعض بقالهم 40 سنه .. أنا قولت الجهتين بالنسبه ليا حكومه أنا أمضى الاتفاقيه مع أى حد ومضينا الاتفاقيه وراحت مجلس الوزراء وهى لسه هناك لغايه دلوقتى من سنه 1995. هما لا ينظروا ايه المصلحه العامه كل واحد بيشوف ايه مصلحته هو وايه قوته .. وأقترحت حينها أنى افصل الثوريوم المشع وهو ليس ذا قيمه وأعطيه للطاقه النوويه ببلاش عشان نخلص المشكله و صرفت ملايين على المشروع ده لكنه وقف . الايام ديه وأنا فى مصر قابلت د/ عاطف درديرى وهو من الاشخاص الممتازين واللى بيحبوا مصر جدا وكان طلع معاش وساب هيئه الطاقه النوويه وأتعين مستشار وزير الصناعه ابراهيم فوزى وهو رجل ممتاز جدا رجل عالم وشريف وأنا عند د/ عاطف قابلت د/جابر نعيم وأتكلم معايا ان هناك فى صحراء البحر الاحمر يوجد نفايات من أيام الفراعنه نتيجه عمليه استخراج الدهب وأن فى منجم ومصنع أسمه الفواخير طريق قفط – القصير بتاع واحد خواجه كان شغال قبل الثوره وصاحبه سابه مع الثوره وهو واقف من يومها وأن الحكومه هتصلح المصنع وهتشغله وحاولت أقنع د/ جابر أن الموضوع مش بالسهوله وأنها محتاجه أبحاث كتير دقيقه وشغل كتير لان الدهب بيبقى موجود فى الرمال متقدرش تأخد عينه من مكان وتعمم تركيز الدهب فيها على كلهوهتصرف فلوس كتير جدا قالى لا احنا هنصلح المصنع وهننتج دهب من النفايات ولاقيته مصمم على المشروع وأنا صعبان عليا الفلوس اللى هتضيع ديه فقولتله أنا هأروح أشوف المصنع ينفع يتصلح ولا لا والمصنع واقف من 1952 واحنا كنا فى التسعينات فى الوقت ده أخدت واحد من الهيئه ونزلنا على الاقصر أجرنا تاكسى وروحنا المنجم لاقينا عليه حراس معيناهم الدوله وأمين المخزن اللى كان أيام الخواجه لسه موجود دخلنا المخزن لاقينا حاجات كتير أنا حتى مشوفتهاش فى استراليا سألت أمين المخزن أيه اللى مقعدك هنا ؟ ..قالى مستنى الخواجه .. ( ضحك ) المهم المصنع هو ينفع يتقطع ويتباع خرده لكن يشتغل لا وأتفرجت على المنجم وهو منجم صغير وأتفرجت على الصخور وسألت فى مواقع تانيه أتفرج عليها؟؟ فالشخص اللى كان معايا من الهيئه وهو مكنش جيولجى قالى أن هيئه الجيولجيا موجوده فى مدينه القصير ممكن نسأل هناك فقولتله يالا على القصير طبعا سواق التاكسى شغل الحداقه المصريه وطلب نعمل مقاوله جديده روحنا القصير قالوا لنا أنهم موجودين فى مرسى علم وهى تبعد 130 كم عن القصير فقولت نروح مرسى علم ورفض سائق التاكسى أنه يجى معانا وخد فلوسه ومشى وركبنا الاتوبيس لمرسى علم وهو أتوبيس بيبقى أغلبه الولاد بتوع الجيش وصلنا مرسى علم وقابلنا الناس بتوع الهيئه وقالوا ان فى مناجم تانيه منها السكرى قضينا الليله فى مرسى علم وأجرنا عربيه تانى يوم من الهيئه وروحنا السكرى وهو منجم قديم من أيام الفراعنه كانوا شغالين على عرق دهب صغير عرضه 60 سم وبعدين الرومان أشتغلوا عليه ووسعوا العرق لمتر والانجليز أيضا استخرجوا من نفس العرق ده ووسعوه بقى 3 متر لكن حتى لو كان ما زال فى العرق دهب وحتى ولو كان دهب صافى فانه لا توجد جدوى اقتصاديه لاستخراجه .. لفيت حول الجبل أتفرج عليه حسيت أن فى بوادر أن المنجم ده يبقى منجم كبير و أتفرجت على اكتر من مكان تانى حسيت أنهم ممكن ينفعوا فحسيت طب مصر فيها حاجات كويسه طرق كويسه والناس فى مصر كويسين طب مفيش حد بيجى يشتغل فى مصر ليه ويستخرج دهب مفيش شركات تعدين ليه ؟ احنا بنروح مناجم فى أدغال جنوب افريقيا وأدغال فى افريقيا وامريكا الجنوبيه يعنى مصر الجو حلو وفى طرق احنا فى بلاد تانيه بنروحها نستكتشف بنقطع مسافات كبيره جدا بعيد عن الطرق ورجعت من مرسى علم وأنا عندى أمل فى نجاح التعدين فى الاماكن ديه وقابلت د/ جابر وعلى فكره هو كان معايا فى كليه العلوم جامعه الاسكندريه زمان هو كان طالب فى البكالوريوس وانا كنت فى سنه أولى .. رجعتله قولتله سيبك من موضوع مصنع الفواخير لانه هيكلف وأنا عايز أمضى معاك خطاب نوايا بين شركتى والوزاره على التعدين فى مصر وبعد 6 شهور أعمل معاك اتفاقيه بعض ما اتفرج كويس على جيولوجيا المكان فى مرسى علم ومضينا خطاب نوايا اللى أنا مكنتش أعرفه وده عرفته بعدين أنه حاول مع 140 شركه انهم يجوا يشتغلوا وكان الرد غير مشجع أو لم يردوا فى كل مره وهو ما صدق أنى أتفقت معاه .
وسألت هو ليه محدش بيشتغل هنا ايه اللى معطل الناس أنهم يشتغلوا وسألتهم عن قانون التعدين فى مصر فقالى أحنا عندنا نموذج اتفاقيه فطلبت أشوفه وبعد ما قريته قولتله عشان كده محدش عايز يشتغل هنا مين هيشتغل على النموذج ده فقالى كل حاجه قابله للمناقشه واللى أنت عايزه هنعمله وكله قابل للتفاوض واللى أنت عايز تعدله أكتبه هنا فى الاتفاقيه . أخدت الاتفاقيه لغيت بعض الحاجات فيها وأضفت حاجات تانيه تجذب المستثمر. فى نفس الوقت وأنا بعمل كده قولت ما جايز أنا غلطان جايز أنا ببص على مصر بنظره ورديه وأن عندى حنين أرجع مصر وجايز نظرتى مش صحيحه فقولت أستعين بواحد استرالى وهو خبير كبير فى شركه استراليه اسمه كولن توماس وهو شخص لو الشئ 10 على 10 يقولك أنه 1 على 10وهو متشائم بشكل كبير فقولتله كولن تيجى تقعد معايا أسبوعين فى مصر شغل مدفوع أجره وطبعا تقول لواحد مصر عايز يجى يتفرج على الحضاره القديمه فقالى خلاص اجيلك بكره وجبته نتفرج على المناطق كل ما أفرجه حاجه يقولى لا زفت متنفعش مفيش الا منطقه واحده اللى قال فيها أمل .. فأنا أخترت 3 مناطق وأسست شركه فى استراليا أسمها الفرعونيه لمناجم الدهب الفرعونيه شركه استراليه وعدلت الاتفاقيه وقدمتها.. الناس فى استراليا قالولى أنت يا مجنون يا أما مريض وعايز ترجع بلدك ومحدش رضى يساهم معايا فى الشركه كنت أنا المساهم الوحيد
المحاور :يا فندم ده يدينا أنطباع ان التسويق للاستثمار فى مصر أو مناخ الاستثمار كان سئ؟ د سامى :- لا هى الاتفاقيه كانت وحشه .
وقعدنا نتناقش فى الاتفاقيه وواضح ان كل الحاجات اللى أنا كنت تعبان وسهران بقالى شهر بعدلها أتشطبت وقعدنا وكان معايا مجموعه من الاشخاص ممثلين الهيئه والوزرات ناس محترمه جدا لكن كان صعب بالنسبه لهم تعديل الاتفاقيه .
وكان امامى فكرتين يا أما أرجع استراليا وألغى المشروع خالص والفكره التانيه اللى جت فى دماغى أن الناس اللى بيمثلوا الوزارات دول هما ناس أساتذه جامعه وناس محترمه وهما بيمثلوا الشعب المصرى والشعب المصرى شعب محترم ففى حاله فشل المشروع فلن تفرق الاتفاقيه وحشه أو حلوه لكن فى حاله نجاحه فمفيش حكومه فى العالم وشعب مش هيغير الاتفاقيه عشان مشروع هيوفر الالاف من فرص العمل ويتصرف عليه ملايين داخله للبلد
" يا ترى الجيولوجى سامى الراجحى اختار اى فكرة ؟؟؟؟ ده الى حنعرفه فى الجزء الثانى من الحوار "
أجرى الحوار عصام قطب
الشريف الراجحى
الخميس، ديسمبر 30، 2010
سجون العقل العربى ... المفكر الكبير د / طارق حجى ( الجزء الثانى )
الفصل الأول
انبعاث المارد
١
أما الاستبدادُ السياسي فإنه ينتجُ آثارًا سلبيةً عديدةً أكثرها خطرًا هو "قتل الحراك الاجتماعي" بمعنى توقف حركةِ صعودِ أفضلِ أبناءِ وبناتِ المجتمعِ للمقاعدِ القياديةِ في شتى المجالاتِ ووجودِ سلطاتٍ استاتيكية وصل إليها من وصل عن طريقِ قبولِ (بل ودعمِ) الاستبداد وإبداء الولاء. وإذا كان الاستبدادُ يؤدي لقتلِ الحراكِ الاجتماعي، فإن هذا الأخير (قتل الحراك الاجتماعي) يؤدي لشيوعِ عدمِ الكفاءةِ في كلِ المجالاتِ. فالاستبدادُ يأتي بالأتباعِ (The Followers) ولا يأتي بالأكفاء (Competent The) – وهكذا، فكما أن الاستبدادَ يقتل الحراكَ الاجتماعي فإن انتفاءَ الحراكِ الاجتماعي يشيع عدمَ الكفاءةِ في كلِ القطاعاتِ والمجالاتِ. وشيوع عدم الكفاءة يثمرُ (لا محالة) مُناخًا عامًّا عامرًا باليأسِ – ومن مُناخِ اليأس تنبثق ذهنيةُ العنفِ ناهيك عن انخفاضِ معنى الحياةِ الإنسانيةِ كقيمةٍ – سواء أكانت حياة الشخص نفسه أم حياة الآخرين. وقد قادني الانشغال بشئونِ المجتمعاتِ العربيةِ والإسلاميةِ لأن أرى بوضوحٍ المعادلةَ التي أُسميها "معادلة التدمير": الحكم الأوتوقراطي يؤدي لوقف الحراك الاجتماعي .. وقف الحراك الاجتماعي يقضي على الكفاءةِ في سائرِ مجالاتِ المجتمعِ .. القضاء على الكفاءةِ في سائرِ مجالاتِ المجتمعِ يولد طاقةً شريرةً عملاقةً هي "اليأس" .. طاقةُ اليأسِ تفرز ذهنيةَ العنفِ واسترخاص الحياة الإنسانية وتولد رغبات هائلة في الانتقام.
١.1
خضعت مجتمعاتٌ إسلاميةٌ خلال العقودِ الأخيرةِ لأشكالٍ مختلفةٍ من "الطغاةِ" الذين حكموا بلدانهم بيدٍ من حديدٍ، وفي ظلِ أتوقراطيةٍ واسعةٍ أدت في كثيرٍ من الأحوال إلى "مسلسل التداعي" الذي وصفته من قبل وهو: استبداد يلغي الحراك الاجتماعي .. انعدام الحراك الاجتماعي يشيع عدم الكفاءة في كل المجالات .. ظاهرة عدم الكفاءة عامة تؤدي لانهيار في كلِ المستوياتِ يولد شعورًا باليأس والغضب ومنهما تنبت "ذهنيةُ العنفِ" لاسيما وأن غير الأكفاء (The non-competent) يجعلون منظومةَ التعليم عاملَ تدهور إضافي لكافة المستويات. وفي تلك المجتمعات كلها ما إن تحدث متغيرات تجعل الطاغية يسقط (سوهارتو في إندونيسيا .. صدام حسين في العراق) حتى يبرز على سطحِ الحياةِ العامةِ فجأة رموزُ الفهمِ الوهابي للإسلام وهم يطرحون أنفسهم بمثابة "المُخَلِّصِ"! وينخدع البعض ويقولون: إن هؤلاء هم القوة السياسية الوحيدة التي تفرزها هذه المجتمعات. والخطأ هنا مركب: فالذي أفرز هؤلاء هم "الطغاة" و"طرائق حكمهم الأتوقراطية" التي قتلت الحراك الاجتماعي ومنعت نمو المجتمع المدني وعممت "عدم الكفاءة" وجعلت دنيا السياسة مكونةً من أفقين: أفق فوق الأرض (وعليه الطغاة وأركان نظمهم فقط) وأفق تحت الأرض (وفيه رموز الفهم الوهابي والذين أصبحوا متدربين أفضل تدريب على النمو تحت الأرض في ظل السرية والمطاردة) .. وما إن ينزاح الطغاة حتى تبرز القوى السياسية الوحيدة التي كانت قائمة (تحت الأرض) وفي ظل انعدام المجتمع المدني واختفاء الحراك الاجتماعي وشيوع عدم الكفاءة، فإن المسرح يكون معدًّا لفريق جديد من الطغاة سيكونون طغاةً وغيرَ أكفاءٍ في آنٍ واحدٍ .. وسيأخذون مجتمعاتهم لدرجاتٍ أشد انحدارًا من التأخرِ والتخلفِ والبعدِ عن معادلةِ التقدم والحداثة والاستغراق في مشكلاتٍ اجتماعيةٍ لا حصر لها.
وباختصارٍ: فإن طغاةَ ما فوق الأرض وطغاة تنظيمات تحت الأرض على السواء من ثمار المعادلة التي أعود لها هنا المرة تلو المرة: نظام سياسي أتوقراطي (استبدادي) يشل الحراك الاجتماعي، فيسود غير الأكفاء في كل المجالات، فتنخفض كل المستويات، فيشيع اليأسُ وتنبثق وتستفحل ذهنيةُ العنفِ ولا يكون بوسع مؤسستي "التعليم" و"الاعلام" إصلاح تلك التراجيديا، لأن هاتين المؤسستين قد فسدتا أيضًا على يدِ غير الأكفاء .
وإذا قال قائلٌ: لماذا لا ينتشر إلاَّ هذا النموذج كلما سقط طاغية في مجتمع إسلامي أو عربي؟ ... كان الجدير بنا أن نقول له "إن الذي انتشر هو اليأس الذي هو الثمرة الطبيعية لنظمِ حكمٍ أتوقراطيةٍ لم تبق أحدًا فوق الأرض – ولم يعش في ظلها إلاَّ ذلك المارد "تحت الأرض" .. والعلاج الوحيد يبدأ من بداية السلسلة لا من نهايتها.
۱.2
خلال السنواتِ ما بين 1967 و 1973 (وهي سنو دراستي لدرجتي الليسانس في الحقوقِ والماجستير في القانون العام والمقارن) تعرفتُ معرفةً مبدئيةً إلى "علمِ أُصولِ الفقه". وفي سنواتٍ لاحقةٍ (كنت أقوم خلالها بالتدريس بجامعاتٍ بالخارجِ) عكفتُ على دراسةٍ واسعةٍ لعلمِ أُصولِ الفقه – وخرجتُ عن دائرةِ المذاهبِ السنيِةِ الأربعةِ لشتى مذاهبِ الفقه الشيعي (وأهمها فقه الإمامية) ولسائرِ مذاهبِ فقه الخوارج بفرقهم الأربع الرئيسة (وأهمها فقه الإباضية الذائع في منطقةٍ صغيرةٍ بالجزائر وفي معظمِ سلطنةِ عُمان) ومدارسَ أُخرى في الفقه اندثرت (مثل فقه الطبري صاحب التفسير المشهور باسمه، وفقه الليث). وقد أخذني التوغلُ في دراسِة أُصولِ الفقه لعوالمَ أُخرى لصيقة الصلة بهذا المجال لعل أهمها "علم الكلام" (أو الفلسفة الإسلامية) – إذْ أَوغلتُ في مطالعةٍ متأنيةٍ لما أبقاه الزمنُ من آثارِ المعتزلةِ والأشاعرةِ …كما كان لصديقٍ مقربٍ (هو الدكتور محمود إسماعيل) أثر كبير في تعرُّفِي إلى عوالمَ ما يُسمى بالفرقِ الباطنيةِ في التاريخ الإسلامي (وهذا الصديق من أكثر من قرأت له تعمقًا في فكرِ الخوارجِ والقرامطِة وعددٍ كبيرٍ من الفرقِ السريِةِ "حسب تسميته" في تاريخ المسلمين).
فابن رشد
يتعامل مع النصوص بطرائق جد مختلفة عن طرائق تعامل ابن تيمية والمودودي وسيد قطب معها؛ فمجرد التعويل على نص دون آخر أداة هدم يمكن أن يستعملها الآخرون، فالدارس الموضوعي للتوراة والتلمود (ولاسيما التلمود البابلي "الجمارة")، لا يسمح لنفسه بأن يقف عند كلمات قالها يشوع بن نون في موقف معين ذي إطار تاريخي وزمني ومكاني محدد. ولا يستطيع أن يتخذ من "الصداق" (المهر) الذي طلبه الملك شاؤول من داود بن يسي البيتلحمي (الملك داود عند اليهود والنبي داود عند المسلمين) ليزوجه من ابنته ميكال دليلاً على شيء في غير إطاره التاريخي، بمعنى إنني لا أستطيع أن أقتطفَ نصًا أو نصوصًا كهذه وأعدو بعيدًا مشهرًّا بها على الآخرين بمعزل عن الإطار التاريخي والإنساني والمرحلي للنص.
وباختصار، فإنه من المؤكد أنه ليس هناك فهم واحد للإسلام، وإنما عشرات الأشكال والأنواع. فهناك من يرفض معظم الأحاديث النبوية ولا يقبل منها إلاَّ عشرات (مثل أبي حنيفة النعمان) وهناك من يقبل في كتابه "المسند" عشرات الآلاف (أحمد بن حنبل).
وهناك من يعتمد مصادرَ للفقه غير مصادر غيره (الاستحسان عند الحنفية والمصالح المرسلة عند المالكية .. إلخ).
وهناك من يتجاوز الآفاق الضيقة للتفسير ويفتح بوابات العقل على ما يسميه "التأويل" (ابن رشد).
وهناك من يسمي عقوبة شرب الخمر (حد الشرب) مثل معظم الفقهاء. بينما هناك من يسميه (حد السكر) مثل أَبي حنيفة القائل عن الخمر (لو أَلقوني في النار ما شربتها .. ولو أَلقوني في النار ما قلت إنها حرام).
۱.2.1
منذ قرنِه الأول عرف الإسلامُ مجموعاتٍ متطرفة بمحاذاةِ تيارٍ عامٍ متوسط وبعيد عن العنفِ والتطرفِ وأُحاديةِ النظرة واحتكار الحقيقة. فمنذ سنة 660 ميلادية (منتصف القرن الهجري الأول) برزت فرقةُ الخوارج والتي اتسمت بالغلو الشديد في التمسكِ بفهمها للإسلامِ وتكفيرِ من يحيد عن فهمهم هذا. وفي القرونِ التاليةِ ظل الإسلامُ يعرف تيارًا عامًّا وسطيًّا (معتدلاً) وتيارات جانبية بالغة التطرف والعنف. وقد أعطى الدكتور محمود إسماعيل عبد الرزاق حياته العلمية وجهده العقلي الفذ لدراسةِ هذه المجموعات المتشددة والتي أطلق عليها تسمية "الحركات السرية في الإسلام" وكتب عن فرقها بحوثًا بالغة العمق وخص مجموعةً منها بدراسةٍ معمقة وهم القرامطة الذين قاموا بخطف الحجر الأسود وأخذوه لموقعٍ بعيدٍ في شرق الجزيرة العربية لأكثر من قرنٍ من الزمان.
وإلى جانب كل تلك التوجهات والمذاهب والفرق -، هناك متشددون من اليوم الأول وحتى هذه اللحظة: من حمدان بن قرمط الذي خطف الحجر الأسود من الكعبة إلى سكّان كهوف وزيرستان ومرورًا بسيد قطب
الذي قدم للمسلمين نظرية ستبقى سورًا يفصلهم عن الإنسانية والتقدم حتى يهدم هذا السور، وأعني "نظرية الحاكمية" والتي فحواها أن البشر لا يحكمون البشر وإنما يحكمهم الله (ويبقى السؤال التراجيدي: ومن سيقول لنا على أحكام الله؟ .. والجواب: "نحن العلماء"!! وهكذا، نكون سجناء لثيوقراطية تجاوزتها مسيرة التقدم الإنساني ونكون أصحاب أكبر طبقة رجال دين بعد أن كررنا مرارًا (أنه ليس في الإسلام طبقة رجال دين) ناهيك عن مأساة (وملهاة) تسمية رجال الدين بالعلماء! (أحد هؤلاء العلماء قال ذات يوم غير بعيد (في صيف 2005) ردًّا عن سؤال: "من هو Bill Gates – قال: "لا أعرف .. وليس من المهم أن أعرف" (وهي إجابة تلخص العزلة والانفصال عن الإنسانية ومسيرة التمدن).
وإلى جانب التيارات التي كانت تُغالي في التطرفِ والحرفية وإيجاد قواعدَ تفصيليةٍ لكل أُمورِ الحياة، كان هناك التيار العام والذي يمكن تلخيصه في المذاهب السنية الرئيسة (وأهمها مذهب أبي حنيفة ومذهب مالك ومذهب الشافعي ومذهب أحمد بن حنبل ومذاهب أخرى اندثرت مثل مذهب الليث ومذهب الطبري) وكذلك المذاهب الشيعية العديدة (وأشهرها الإمامية). وداخل التيار العام كان هناك من يفسح مجالاً للعقل (الرأي) مثل أبي حنيفة الذي لم يقبل من الأحاديث النبوية إلاَّ أقل من الأحاديث الواردة بصفحة واحدة من صحيح البخاري - وهو ما يفسح المجال للرأي. وفي المقابل كان هناك مذهب أحمد بن حنبل الذي يضم كتابه (المسند) أكثر من عشرة آلاف حديث؛ وهو ما لم يترك شيئًا بدون تنظيم وهو ما يجعل النقل هو السائد والعقل هو الغائب. ولتيار أَحمد بن حنبل ينتمي فقيهان آخران هما ابن تيمية وابن قيم الجوزية وهما مثل أَحمد بن حنبل لا يتركون مساحة تذكر للعقل والرأي وإنما لديهم أحاديث تنظم شتى جوانب الدين والدنيا بكلِ تفاصيلِها. ويضاف لذلك أن العقلَ الإسلامي واجه ما يشبه المعركة بين أبي حامد الغزالي والذي لا يؤمن بأن العقلَ قادرٌ على إدراك الحقائق وبين ابن رشد أكثر مفكري العرب إعلاءً لشأن العقل؛ وهو ما يتضح من التناقض الواضح بين آراء الغزالي في كتابه (تهافت الفلاسفة) وآراء ابن رشد في كتابه الفذ (تهافت التهافت). والخلاصة أنه في عالم الفقه (وهو عمل بشري محض) فقد كان التوسع للمدراس التي تحبذ قبول آلاف الأحاديث عن إِعمال الرأي؛ وبمحاذاة ذلك ففي عالم الفكر ( علم الكلام بلغةِ العرب في ذلك الزمان والفلسفة بلغةِ العصر) فقد كانت أيضًا الغلبة لمدارس النقل والحدس (الغزالي) وقلة أثر مدرسة العقل (ابن رشد) (وإن كان الأوروبيون هم الذين استفادوا من أطروحات ابن رشد).
وخلال رحلةٍ استغرقت نحو عشرين سنة تكوّن لدي نفورٌ قويٌ من الذين أُسميهم "عبدة الحرف" و "أسرى النقل"؛ كما تكون لدي ولعٌ شديدٌ بأصحابِ العقلِ وفي مقدمتهم "ابن رشد" الذي استفادت منه أوروبا وخسرناه نحن (وخسرنا معه فرصةً تاريخيةً للتقدمِ). ورغم مطالعتي المدققة لكلِ آثارِ ابن تيمية وأعلام مدرسته (من ابن قيم الجوزية إلى محمد بن عبد الوهاب في نهاية القرن الثامن عشر الميلادي) – فلم تزدني تلك المطالعةُ إِلاَّ نفورًا من هذا التيارِ الكاسحِ وفي الوقتِ نفسه زاد ولعي من جهةٍ بالمعتزلةِ ومن جهةٍ أُخرى بمن قطعوا رحلةً طويلةً على "دربِ العقلِ" مثل ابن سينا والفارابي …ثم بإمامِ أهلِ العقلِ قاطبةً "ابن رشد".
وكنتيجةٍ لتلك الصورة العامة فقد عرف المسلمون نمطين لفهم الإسلام: نمطًا متشددًا شديد الغلو في التحريم والتجريم والتنظيم، ولم يكن هذا النمط موجودًا إلاَّ في الفرق السرية (وهي قليلة في عَددِها وأثرِها) وفي المناطق البدوية بالجزيرة العربية. أما الأماكن الأكثر ازدهارًا عقليَّا وذات الجذور الحضارية العريقة مثل مصر والعراق وتركيا وبلاد سوريا بالمعنى الواسع فقد ساد فيها فهم للإسلام يتسم بدرجة عالية من المرونَةِ والتسامحِ وقبولِ الآخر وعدم تكفير أصحاب الرؤى المختلفة.
إن النصوص الإسلامية تحتمل كل التفسيرات. وقد قالها أوائل المسلمين منذ ألف وأربعمائة سنة عندما كرروا (القرآن حمّال وجوه). والعبرة ليست بالنص (أي نص) وإنما بمن يقرأ ويفهم ويقدم النص.
وعندما كنتُ أعكف على مطالعة أَعمالٍ للغزالي مثل (إحياء علوم الدين) و(معيار العلم) و(معيار العمل) و(المنقذ من الضلال) و (المستصفى من علم الأصول) و (تهافت الفلاسفة) وأُقارن قدر ما بها من "بُعد عن العقل" وما بكتابات ابن رشد من "ثقل عقلاني هائل" كنت أُذهلُ: كيف نالت كتاباتُ "الغزالي" كل هذا التقدير(المبالغ فيه إلى أبعد الحدود) وكيف نالت كتابات "ابن رشد" كل هذا التجاهل (المبالغ فيه إلى أبعد الحدود): ويكفي أَن يعكف قارئٌ جادٌّ على مطالعةِ كتابِ (تهافت الفلاسفة) للغزالي ثم يعقب ذلك بمطالعته كتاب ابن رشد (تهافت التهافت) ليرى البونَ الشاسع في العمقِ وإِعمالِ العقلِ. كذلك ما أكثر ما تساءلت: كيف أخفى مؤرخو الفكر الإسلامي مواقفَ الغزالي المؤيدة للحكام المستبدين بشكلٍ مفرطٍ؟ …وفي المقابل: فقد كان "ابن رشد" مصدرَ ألمٍ دائمٍ للحكامِ المستبدين الراغبين في (تنويم العقول) لأن في ذلك الضمانة الكبرى لأمرين: بقاء الأَحوال على ما هي عليه، ثم بعدهم عن المساءلةِ، فالعقلُ هو مصدر الأسئلة، والأسئلة تؤدي للمساءلة، وكما يردد صديقٌ من المفكرين المستنيرين: فإن الأسئلة مبصرةٌ – والأجوبة عمياءٌ !
وأكررُ أنه كثيرًا ما شغلني هذا السؤَالُ :لماذا انتصرَ المسلمون لأبي حامد الغزالي (وهو يمثل النقل وتقديس السلف ولا معنى للعلم عنده إلاَّ العلم بالدين ويفتح المجالَ أمام إلغاء العقل كليةً بإنكاره إمكان تحصيل المعرفة (أو إدراكها) بالحواس في مواجهةِ ابن رشد (وهو العامـر بنـورِ العقلِ والزارع لكلِ بذورِ نهضةٍ خسرناها)؟ …ما الذي سهَّل للغزالي هذا الانتشار، وصعّب على ابن رشـد مثلـه؟ …وقد استغرقَ الأمرُ سنواتٍ عديدةٍ لأعرف أن العلامةَ الفارقَة كانت هي (الاستبداد). فكيف يمكن لحكامِ المسلمين في زمنِ الغزالي وابن رشد أن يروق لهم فكرٌ إلاَّ فكر الغزالي؟ وكيف لأوروبا التي كانت تحارب معركتها العقلية مع الكهنوت أن تنتصر لأحدٍ كما انتصرت كليةُ الآداب بجامعةِ باريس في القرن الثالث عشر لأفكارِ ابن رشد؟ …لقد كان الاستبدادُ في عالِمنا سائرًا نحو ذروته – فكان الاعجابُ بكتاباتِ من وصل لحدِ إلغاءِ دورِ العقلِ هو الاختيار الواقعي الأمثل. وكان الاستبدادُ في أوروبا قد بدأ يترنح، لذلك فإن قوى التنوير قد نصرت ابن رشد العربي المسلم على توماس الإكويني الأوروبي المسيحي (صاحب نظرية السيفين).
وهكذا يتضح أن " الاستبدادَ" و "الآراءَ المتشددة" و" طغيانَ رجالِ الدين" و "الدعوةَ للحدِ من استعمالِ العقلِ والإسراف في النقلِ" هي كُلها مجموعة من الأشقاء المتماثلين في ملامِحهم ومادتِهم الخامِ التي صُنعوا منها كما أَنهم متماثلون في الغاياتِ. ومع ذلك، فإن الأمورَ ليست كلها إما "سوداء" أو "بيضاء" : فرغم أن المسلمين لم يتح لهم أن يستثمروا فكر ابن رشد بالكيفيةِ المُثلى والتي كانت قمينةً في اعتقادي بجعلِ المسلمين على طريقٍ تشبه الطريق التي سارت عليها أوروبا منذ القرن الثالث عشر حتى بلغت ما بلغت من رقي في الفكرِ والحرياتِ العامةِ والإبداعِ والآدابِ والفنونِ والعلومِ.
إِلاَّ أن المسلمين عرفوا (بنوعٍ نسبيٍّ من التعميم) "إسلامين" : إسلام يمكن وصفه بالإسلام التركي/المصري وإسلام يمكن وصفه بإسلام البداوة.
أما الأول، فيمكن القول إنه حتى منتصف القرن الثامن عشر الميلادي كان هناك فهمان للإسلام (كما ذكرنا آنفًا (: فهم متطرف متشدد يكثر التحريم ووضع القواعد التفصيلية لكلِ أمورِ الدين والدنيا ...وهو الفهم الصحراوي البدوي الذي ساد في مجتمعاتِ كثبان الرمال بشرق الجزيرة العربية. أما الفهمُ الثاني المتسم بالتسامح والمرونة والقبول النسبي للآخر وعدم وضع قواعد تنظيمية تفصيلية لكل أمور الدين والدنيا فهو ما أُسميه بالفهم المصري/التركي/السوري للإسلام والذي شاع في معظم المجتمعات الإسلامية خارج كثبان الجزيرة العربية.
ورغم معرفتي أن هذا الإسلام التركي / المصري لا يمكن وصفه بأنه كان علمانيًّا، إِلاَّ أنه كان كذلك في جوانبَ عديدةٍ منه وليس بمعنى إنكار الدين وإنما بمعنى النظر للدينِ كدينٍ وليس كنظريةٍ متكاملةٍ للحياةِ وتنظيمِ أمورِ المجتمع، فلا أملك أن أصفه بأنه كان مشبعًا بدرجةِ النورِ والتقدمِ والحريةِ التي كانت في فكرِ ابن رشد، ولكنه كان بمعايير القرون التي وجد فيها سمحًا بشكل نسبي معقول.
١.2.2
وفي أماكنَ أخرى، أخذت مجموعاتٌ بشريةٌ فرضت عليها العزلةُ الجغرافية لكونها في مواقعَ داخلية غير ذات صلاتٍ بالعالمِ الخارجي ولا تعيش على (السواحل) في تنميِةِ أفكارِ مدرسة ابن تيمية ثم ابن قيم الجوزية حتى وصلنا إلى أفكار محمد بن عبد الوهاب في منتصف القرن الثامن عشر الميلادي، وهي الأفكار التي يمكن وصفها بأنها سبيكة من الروح النجدية البدوية المتعصبة التي أنجبت "الإخوان" (السعوديين) الذين حاربوا الملك عبد العزيز بن سعود (1870/1953)
في عشرينات القرن العشرين ثم أضيفت لتلك السبيكة ثمارالذهنية القطبية، مع أموال البترول، مع أخطاء دولية بلا حساب كما حدث في أفغانستان في أواخر السبعينات وكما حدث في مصر عندما أحاط رعاة الإخوان المسلمين الكبار ممثلين في أكثر رجال الاعمال وقتئذ ثراءً بأنور السادات وجعلوه يلعب بالشيطان أي يطلق العنان للجماعات الإسلامية في كل مكان ليحاربوا لصالحه (ونيابة عنه) التيار اليساري.
لم يكن محمد بن عبد الوهاب الذي إليه ينسب المذهب الوهابي فقيهًا وإنما رجل دعوة. ولكنه ينتسب (فكريًا) لأكثرِ التياراتِ الإسلاميةِ تأسيسًا لمذهبها على "النقل" وأقلها تعويلاً على "للعقل". فبشكلٍ ما يمكن نسبة محمد عبد الوهاب لابن تيمية (ونسبة استعمال "العقل" عنده قليلة ونسبة "النقل" مطلقة). يُضاف لذلك أثر البيئة الجغرافية. فبينما عرفت مصرُ وسوريا ولبنان والعراق واليمن حضاراتٍ قديمةً تركت أثرَها على التاريخ الإنساني .. وبينما عرفت أماكن مثل "دبي" و"الحجاز" تعاملات واسعة (بسبب التجارة) مع "العالم الخارجي" – فإن صحراء "نجد" في القسم الشرقي مما هو الآن "السعودية" لم تعرف (بحكم طبيعتها الصحراوية الموغلة في الشدةِ والجفافِ) أيةَ حضارةٍ قبل الإسلام .. ولم تكن مركزًا لأية حضارةٍ بعد انتشاره (مثلما كانت عواصمُ الخلافة: المدينة ودمشق وبغداد). ولا يعرف الدارسُ لنجدٍ أية مساهمات لهذه المنطقة في الفنون والآداب والموسيقى إلاَّ الشعر.
وأخيرًا، فإن محمد بن عبد الوهاب ليس فقيهًا على الإطلاق وإنما داعية تياره معالم الذهنية النجدية التي يجب أن تفهم من خلال الكلمات التالية : ذهنية / قبلية / بدوية / صحراوية / داخلية. ولو لم يوجد البترول في هذه المناطق لبقت تلك الذهنية أسيرة جغرافيتها الطبيعية أي كثبان رمال نجد التي لم تنتج أي فكر أو فن تشكيلي أو موسيقى أو أدب روائي أو أدب قصصي وإنما اكتفت بإنتاج شعر موضوعه الوحيد الترويج لقيم القبيلة النجدية .
كان ذلك هو وضع عالم المسلمين حتى ولد بصحراء نجد في سنة 1703 محمد بن عبد الوهاب، وهو الرجل الذي صارت الأمور في نجد على هواه بعد ذلك؛ فحدث في عام 1744 حلف بينه (وعائلته) وبين محمد بن سعود قاضي الدرعية (وأهله أيضًا) وهو الحلف الذي يقوم على أن يحكم آل سعود وفق فتاوى آل الشيخ (محمد بن عبد الوهاب وعائلته أي الوهابيين). وهو الحلف الذي أدى لما يمكن أن نسميه الدولة السعودية الأولى والتي سيطرت منذ سنة 1804 على ما يقرب من مليون ميل مربع في الجزيرة العربية حتى استأصل شأفتها وسحقها إبراهيم ابن محمد علي الكبير في سنة 1819 وهو عام تدمير الدرعية عاصمة الدولة السعودية الأولى.
وكان من الطبيعي أن يحدث صدامٌ بين "الصنفين" : وهذا ما وقع في سني العقدِ الثاني من القرنِ التاسع عشر وفي شكلِ مواجهةٍ بين التيارين، قاد التيار الأكثر استنارة فيه جيشٌ مصريٌ بقيادةِ طوسون بن محمد علي ثم من بعده بقيادة إبراهيم (أعظم أبناء محمد علي)؛ وانتهت هذه الجولة بانتصارِ النموذج التركي/ المصري.
خلال سنواتِ العقدِ الثاني من القرنِ التاسع عشر أرسل حاكمُ مصرَ محمد علي (والذي قدمها والمنطقة كلها للعصر الحديث) جيشًا كبيرًا بقيادة ابنه طوسون ثم بقيادة ابنه إبراهيم بهدفٍ محددٍ هو القضاء على الدولةِ التي كانت قد تكونت في نجد (شرق الجزيرة العربية) وتحكم بناءً على الفهمِ الوهابي للإسلام وتمثل (وهذا هو الأهم) مُناخَ هذه المنطقة الثقافي بالتحديد. وفي سنة 1818 أنجز إبراهيم باشا مهمته إذ ألحق الهزيمة بالطرفِ المقابلِ وحطم عاصمتهم (الدرعية) وأخذ قائدَهم أسيرًا (أُعدم بعد ذلك في اسطنبول) . وتجسد تلك الحربُ الصدامَ بين فهمِ المصريين والأتراك (وكان يُشاركهم في ذلك مسلمو الشام بالمعنى الكبير) من جانبٍ، والفهمِ الوهابي للإسلام من جانب آخر. ولكن ظروفًا عديدة جعلت الفهمَ الأكثر شيوعًا بين المسلمين (The Main Stream) وهو الفهم الوسطي المعتدل المسالم القابل للتعايش مع الآخرين والذي لا يرفض في تشنج ثمارَ التقدمِ والحداثة.
ويمكن القول إن قرارَ محمد على باشا الكبير بارسال ابنه طوسون لتدمير الدولة السعودية الأولى ثم عهده بهذه المهمة لابنه إبراهيم باشا المعروف بكفاءته الحربية الهائلة هو قرار له دلالة بالغة الأهمية: إذ يمكن القول إن الفهم المصري/التركي/السوري للإسلامِ قرر أن يذهب إلى الفهم الإسلامي الوهابي بالغ التطرف والتعصب والتشدد في معقله وتدميره – قرار ثقافي وحضاري هو قبل إن يكون قرارًا سياسيًا أو عسكريًا. إن محمد على
الذي كان مولعًا بالنهضة الأوروبية كان لا يرى أي تعارضٍ بين آلياتِ النهضةِ الأوروبية وكونه مسلمًا – كما أنه كان يرى التعارض (كل التعارض) بين الفهم الصحراوي الوهابي للإسلام وحدوث النهضة التي كان عقله وفكره منشغلاً بها منذ تولي حكم مصر سنة 1805 (وحتى تنازله عن الحكم سنة 1848 لابنه إبراهيم باشا)
.
ثم دارت عجلةُ الزمن، وآلت الأمورُ في تركيا لما آلت إليه، وأخذت مصرُ في التراجع. ومع تراجع مصرَ (خاصة اقتصاديًا وتعليميًا) وهبوط ثروة أُسطورية لم يسمع بمثلها التاريخ على المدرسة الأخرى (المغرقة في النقل وتجميد العقل) كان من الطبيعي أن يزداد التيارُ النقلي (المتشدد) قوةً ويملك أدوات الذيوع بل و يغزو أرض التيار الثاني ويتغلغل في رجالِ مؤسساتِ هذا التيار. حتى وصلنا لرؤية تجسد التيار النقلي المتشدد في طالبان وأخواتها. ولو كانت الغلبةُ قد قُيضت لابن رشد أو لو كانت الظروف لم تسمح بتراجع النموذج التركي / المصري، لما كانت الأمورُ قد وصلت إلى ما وصلت إليه خلال العقودِ الأربعةِ الأخيرة.
فإذا أضفنا "فكر محمد عبد الوهاب" الموغل في التشدد إلى أثر البيئة الصحراوية بالغ القسوة، كنا أمام تفسيرٍ لشدةِ بل قسوةِ آراء وتوجهات وتفسيرات مذهبه (وأؤكد على أن أثر "ذهنية المنطقة" كان أكبر من أثر "المذهب" ذاته). كذلك يمكنّا ذلك من أن نعرف لماذا حارب الملك عبد العزيز بن سعود حركة الإخوان الوهابية في عشرينيات القرن العشرين. فعندما عاد الملكُ عبد العزيز للرياض بعد أن ضم الحجاز لمملكته الشرقية، قال "الإخوان" إن عبد العزيز غادر الرياض على "ناقةٍ" وعاد في "سيارةٍ أمريكيةٍ" .. وهو ما اعتبروه إنحرافًا عن "صحيح الدين". وكان ذلك مجرد مثال لصدامات أخرى معه دارت كلها حول كون الإذاعة "حرام" أو كون "التليفون" من عمل الشيطان .. إلى آخر مواقفِ الصدامِ الأصيلِ في تفكيرهم مع ثمارِ الحداثةِ أو التقدمِ. وهذا التوجه لا يفهم إلاَّ بدراسة ما يُعرف بالفرق السرية في الإسلام (وهي روافد جانبية لم تكن أبدًا بمثابة التيار الرئيسي Main Stream) وثانيًا بدراسةِ دعوةِ محمد بن عبد الوهاب التي هي ابنة أشياءٍ عديدة منها سوسيولوجيًا وجيوبوليتيكيًا صحراء نجد .. وهي عوامل جعلتهم عندما نجحوا في غزو غرب الجزيرة العربية أي الحجاز يوغلون في فرض فهمهم للدين والذي تمثل في أشياءَ مثل تسوية القبور بالأرض ومحاربة الفرق الصوفية في مكة وغيرها (باعتبارها بدعة ضالة من المنظور الوهابي) وتكلل ذلك بالصدامِ المسلحِ مع "المحملِ المصري" فقد كان المصريون يهدون "الكعبة" كسوتها كل سنة ويقومون بنقل الكسوة الجديدة في احتفال (فيه الكثير من ميل المصريين للموسيقى والرقص والمرح) وهو ما اعتبره النجديون عملاً من أعمال الشيطان.
وما أُريد تسليط الضوء عليه هنا هو، أن الصحراءَ الداخلية للجزءِ الشرقي من الجزيرةِ العربية قد عانت تاريخيًا من جغرافيتها معاناةً شديدةً .. فلما جاءت الثروةُ البترولية العظمى (ومن صحراءِها الداخليةِ تحديدًا) فقد كان من الصعبِ تصوّر قيام هذا الجزء من العالم بشيءٍ أقل من "تسويق تفكيره" .. وهو ما حدث بالفعل خلال النصف الثاني من القرنَ العشرين .. وكانت الدراما تكتمل بأن "الإسلامَ غير الوهابي" إبان تلك الفترة قد شهد تراجعًا كبيرًا أمام النموذج المدعوم بأموالٍ لا حد لها: ففي الداخل تراكمت المعضلاتُ بسببِ الاستبداد السياسي وانعدام الحراك الاجتماعي وترك معظم المؤسسات تدار بغيرِ كفاءةٍ مع تدهورٍ مشهودٍ في نظمِ التعليمِ .. ومن الخارج تهب أفكارُ الفهمِ الوهابي المدعوم بطوفانٍ من الإمكانيات .. فكيف لا يتراجع ما كان بمثابة التيار العام Main Stream (وأعني الإسلام غير الوهابي)؟ وكيف لا يبدو الفهم النجدي للإسلام وكأنه هو الإسلام الوحيد رغم أنه كان غيرَ موجودٍ خارج "صحراء نجد" قبل بداية القرن العشرين؟
إن كاتبَ هذه السطور لا يتوقف في محاضراته في أوروبا وأمريكا الشمالية عن تعريفِ العالَمِ بما يُسميه (الإسلام المصري) الذي كان حتى أربعينات هذا القرن مثالاً لا نظير له في السماحة والمرونة وقبول واحترام الآخرين وعدم الانشغال (بشكل سيكوباتي) بتفاصيلٍ لأحكامٍ لا يمكن إلاَّ أن تكون "ابنة زمانها ومكانها وظروفها" وكل ما يُطرح عليها من القداسة هو "عمل بشري" لأن القداسةَ للدينِ ولكنها ليست أبدًا لفهمِ الناسِ للدين : فلا فهمي أنا للدين ولا فهم أي أحد آخر بالمقدسِ، وإنما هو نتيجةٌ طبيعيةٌ لتكوينِ ظروفِ وبنيةِ المحصولِ المعرفي لكلٍ منا.
ولكن كل ما سبق لا ينفي أَن الذين يتحدثون الآن في الغربِ بوجهٍ عام وفي الولاياتِ المتحدة بوجهٍ خاص عن الخطرِ الداهمِ الذي يمثله "الإسلام المقاتل" عليهم أن يسألوا أنفسهم مجموعةً من الأسئلةِ بالغةِ الأهميةِ:
- من الذي أَغمضَ عينيه سنوات عديدة عن المُناخِ العام الذي في ظلِه استشرى النموذج المقاتل للإسلام بينما ترك النموذج المتحضر والإنساني والراقي (الإسلام التركي/ المصري) ليتراجع في ظل تردي الأوضاع العامة (الاقتصادية والتعليمية بوجهٍ خاص) وأن يصبح أرضًا مفتوحة يغزوها النموذجُ المقاتـل – من الذي أغمض عينيه قرابة ثلاثين سنة كاملة – ثم يجئ اليوم معلنًا غضبَه العارم على هذا المُناخ الذي أَفرزَ هذا المارد؟
- من الذي ابتدع في الخمسينيات (وربما قبل ذلك) لعبة استعمال ما يسميه البعض (الإسلام السياسي) لخلق توازنات إستراتيجية ضد الإشتراكية (وكانت لمصرَ في السبعينيات جريرتها الكبرى في نفسِ المجال)؟…
- ألم يدرك الغرب أن في مطبخِ النموذج المقاتلِ لا توجد حريات ولا ديموقراطية ولا حقوق نساء ولا حقوق مواطنين إِلاَّ الآن فقط؟…وهل كان هذا "المطبخ" ذاخرًا بتلك القيم الإنسانية الراقية في الستينيات والسبعينيات والثمانينيات؟
- لماذا لا يفتح ملف فترة شهر العسل في علاقة المجاهدين الأفغان بالولايات المتحدة؟ وملف علاقة الإسلام السياسي في إيران بالغرب (فرنسا بالذات) قبل وصوله للحكم سنة 1979؟…وقبل ذلك ملف العلاقة بين الحركة السياسية الإسلامية في مصرَ وبريطانيا (التي كانت تحتل مصر وقتها) ولا سيما في ظل حكومتي محمد محمود (1928 و1938)؟
إن العقلَ النقدي الذي تفتخر به الإنسانيةُ المتقدمة يُملي علينا هذه الأسئلـة وغيرهـا – ويملي علينا أن يَقبلَ كلُ طرفٍ أن يتحمل جزءًا من المسئوليةِ عما حدث ويحدث – والعقلُ النقدي يُملي علينا أيضًا أن ننظر بإمعان في النموذجين الذين أشرت لهما في هذا الفصل ونتساءل: أيهما الذي يملك القدرة على مسايرةِ الحضارةِ والتواصلِ مع العالمِ والاشتراكِ في مسيرةِ التمدنِ (دون التخلي عن الكثيرِ من خصوصياتنا الثقافية الإيجابية)؟ أهو النموذج الذي أفرزه المطبخ الذي أَسسه أهل النقل (وهم ضحية العزلة الجغرافية وراء كثبان الرمال) أم النموذج التركي/المصري (ذو الوسطية والاعتدال والسماحة) أم النموذج الغائب دائمًا (نموذج ابن رشد الذي استفادت منه الحضارةُ الغربية وخسرنا نحن بهجره والوقوف مع المدرسة المناهضة له والتي تفتح البابَ على مصراعيه أمام الخرافةِ والأسطورةِ واللاعلمِ وامتطاءِ جواد الاقتتال الذي لا يتوقف عوضًا عن العلم والعمل والبناء والتنمية والتآخي.
أما الفهمُ الآخر فقد وجد من الوسائل اللازمةِ لنشرِه في شتى بقاع الدنيا ما لا نظير له. كما وجد ظروفًا دولية (وانعدام رؤية) تسببت في أن يصبح الفهمُ الاستثنائي المحدود والذي كان محصورًا بين كثبانِ رمالِ صحراء نجد هو الفهم الذي يفـرض نفسه على خشبةِ مسرح الدنيا ويقول: "أنا الإسلام" .. . وبين المشاهدين (في المسرح) من أمضى سنوات يتغاضى عن كلِ شيءٍ (عوامل الداخل والخارج) لأن الممثل الذي يحمل في يده السيف كان يؤدي الدور الذي كان مطلوبًا أن يقوم به – وليحدث بعد ذلك ما يحدث من جراء عوامل الداخل والخارج وانطلاق المارد!
ولكن لماذا يتجه عددٌ غير بسيطٍ من الشبابِ المسلمِ إلى تبني العنف كشكلٍ لأدائه السياسي؟ .. هذا هو السؤَال الذي انشغلت به (ولازالت) جامعاتٌ ومراكز بحوثٍ ودراساتٍ ومفكرون وباحثون ومنظرون عديدون في العالم كله بوجهٍ عامٍ وفي الولاياتِ المتحدةِ بوجهٍ خاصٍ. وقد عكست محاولاتُ الإجابةِ عن هذا السؤَال أشكالاً عدة من أشكال التنظير. وليس هدفي في هذا الفصل تفنيد شتى التفسيرات التي قيلت في محاولاتِ الإجابةِ عن هذا السؤَال بالغ الأهمية. وإنما هدفي أَن أَعرض تفسيري الخاص والذي عرضته مؤخرًا بعدد من المحاضرات خارج مصر كان آخرها بجامعة فيينا.
يقوم تفسيري لظاهرة تبني أعدادٍ من الشباب المسلم للعنفِ كشكلٍ للعمل السياسي على الركائز التالية:
- نصوص القرآن والأحاديث التي يستند إليها دعاةُ العنفِ فُهمت من بداية الإسلام فهمين مختلفين: فهمًا يربطها بظروفٍ وحيثياتٍ معينة، وهذا هو فهم الأغلبية التي اتسمت طيلة قرون بالوسطية والاعتدال. و فهمًا يعمم هذه النصوص (فيما لا يجوز فيه التعميم). وكان أصحابُ هذا الفهم من البدايةِ أقليةً هامشيةً.
الأربعاء، ديسمبر 29، 2010
سامى الراجحى و مشروع منجم السكرى ..... قصة نجاح مصرية ( الجزء الاخير )
السكرى بالارقام
ملخص تقرير لمنجم السكري والصادر عن شركة Centamin Egypt وهى شركة استرالية تستكشف وتستخرج المعادن فى مصر منذ عام 1995 م والشركة نشاطها الرئيسى يرتكز على مشروع منجم السكرى
أشار التقرير أن عملية استخراج الذهب تسير في المخطط الموضوع لها كما ان المؤشرات التقديرية للمخزون تزيد عما تم احتسابه واكدت مؤشرات الحفر تواجد نسبة %73 من النسبة التقديرية لمخزون الذهب واورد التقرير ان مناطق هضاب السكري لم تتم فيها عمليات الحفر إلى ألان لذلك من المتوقع ارتفاع كمية المخزون اكثر من ذلك بعد الحفر فى تلك المناطق , كما ان عمليات الحفر الحالية شملت نطاقات اكبر وأعمق بهدف انتاج 500 الف طن منها سنويا . ويشير التقرير ان المؤشرات الاستكشافية بالمنطقة افادت انتشار معدن الذهب على امتداد المنجم بدرجة تجعل منجم السكري واحدا من أشهرمناجم الذهب عالميا
كما أشارت دراسة ملخص دراسة الجدوى التى تمت فى عام 2007 والخاصة بمنجم السكري الى الاتى :
1- المنجم به محطة صهر رباعية تنتج مقدار 200 ألف أوقية فى المتوسط سنويا و لمدة 15 عام هي فترة التعدين والتي من المتوقع لها ان تمتاز بالرواج الاقتصادي .
2- تكلفة الإنشاء الإجمالية 216 مليون دولار ومتوسط تكلفة التشغيل مقدارها 290 مليون دولار مضاف إليها نسبة 3 % ضريبة على مدار 15 عام
3- نتيجة لارتفاع أسعار السلع الاستهلاكية وتغير قيمة العملات تم تعديل متوسط تكلفة التشغيل الى 365 مليون دولار .
ويعتبر منجم السكرى هو احدث منجم فى مصر تقوم على تشغيلة شركة ( Centamin Egypt ) المحدودة .يقع المنجم جنوب مدينة مرسى علم على بعد 30 كيلومتر منها فى اقصى جنوب منطقة الهضاب الجيراتينية و تبلغ مساحة المنجم 160 كيلو متر مربع ومرخص للعمل لمدة 30 عام قابلة للتجديد مرة اخرى لمدة مماثلة ومخزون المنجم عبارة عن نطاق هش وسهل التكسير يحوى مخزون الذهب والذي نجده متداخل مع مركبات شبة جراتينية من بلورات التوناليت الجرانيتة ذات الحبيبات البركانية
وقد استخدم منجم السكرى قديما فى عهد الفراعنة حيث توجد دلالات على ذلك متمثلة فى عدة نطاقات من الحفر
صورة للملك فاروق داخل منجم السكرى
ومشروع منجم ذهب السكرى تم تقدير المرحلة الاولى للحفر لمدة 15 عام يتم فيها استخراج مقدار 78مليون طن من المواد الخام ومن المتوقع تقديريا ان يتم انتاج 1.5 جرام لكل طن كما ان المتخلف من المعادن الأخرى الناتجة عن ذلك يعادل 374 مليون طن على مدار 15 عام .وينقسم المنجم الى اربع نطاقات وهى الفراعنة ورع وامون والغزالى . والتقرير يعرض كل قطاع على حدة موضحا موقع عملية الحفر والعمق المستخدم والمستهدف والكميات المستخرجة والمستهدف استخراجها مع عرض خريطة جيولوجية لكل قطاع على حدة .
كما اورد التقرير انه سيتم اتباع الطرق التقليدية فى عملية التعدين لفصل الذهب عن المخلفات التعدينية الاوكسيدية الاخرى.
وتمر عملية استخراج الذهب بمنجم السكري بعدة مراحل وهى:
– التكسير .
– تجميع المادة الخام التى تم تكسيرها.
– طحن المادة الخام .
– تعويم المادة الخام لفصل المعادن الثمينة .
– تصفية و تركيز المنتج .
– طحن المنتج بدقة .
– فصل المعادن الثمينة باستخدام محلول السيانيد .
– التجفيف باستخدام الكربون النشط .
– فصل الكربون عن المعادن .
– فصل الذهب والمعادن الثمينة
– حفظ البقايا فى المكان المخصص لها .
ويتم حفظ البقايا لاحتوائها على العديد من ترسبات الذهب ثم يتم إضافة محلول السيانيد اليها تم الكربون النشط وبعدها تفصل ترسبات الذهب التى تخلفت من العملية السابقة ثم فى المرحلة الاخيرة يتم الاحتفاظ بالبقايا مرة اخرى فى المكان المخصص لذلك .ويتم الاستعانة بضخ مياه البحر الاحمر الى المنجم للقيام بعمليات تعويم المواد الخام والاحلال والترسيب فى محطات المتابعة بينما يتم ضخ 500 متر مكعب لتحليتها لاستخدامها فى الشرب والاغراض الاخرى ,اما بالنسبة للكهرباء فيتم انتاجها عبر محطة توليد الكهرباء الخاصة بالمنجم والتى تنتج مقدار 28 ميجا وات وهى تعمل باستخدام الزيت وتم تصنيعها فى تركيا كما تم اقامة معسكرسكنى ليضم عدد 700 فرد ويشغل عدد 400 فرد المعسكر حاليا وعدد 150 فرد يقيمون فى معسكر التنقيب والاستكشاف . وتم الاستعانة بشاحنات ومعدات للنقل والحفر من شركتى COPCO و CATERPILLAR .
كما اشار التقرير ان الارقام المطروحة هى نسب تقريبية تتأثر بعدة عوامل منها الاختبارات المعملية للعينة و التى قد تختلف من منطقة الى الأخرى .
والتقدير النسبى للمخزون وعدم استقرار الأسواق والعملة وغيرها قد تتغير من وقت إلى أخر
ورد بالخريطة عدة تركيزات للذهب تعتمد على المكان المأخوذ منها العينة والتى يرمز لها هنا بالرمز ) @ ) ومنها :
- على عمق 41 متر كان تركيز الذهب بالعينة يعادل 1.25 جرام لكل طن .
m@1.25g/t.AU41
- على عمق 65 متر كان تركيز الذهب بالعينة يعادل 2.24 جرام لكل طن .
65m@2.24g/t.AU
- على عمق 33,4 متر كان تركيز الذهب بالعينة يعادل 7.30 جرام لكل طن .
33.4m@7.30g/t.AU
عقد الانتفاع الخاص بمنجم السكرى
تعد شركة مناجم ذهب الفراعنة أو ( PGM ) هي شركة تملكها كليتا شركة ( Centamin Egypt ) الاسترالية والتى يرأسها حاليا جوزيف الراجحى
وفى 29 يناير عام 1995 تم الاتفاق بين الهيئة العامة المصرية للثروة المعدنية ( EGSMA ) أو ( EMRA) وشركة الفراعنة ( PGM )على الدخول فى عقد انتفاع لاستكشاف واستغلال منجم ذهب السكرى وبيع المنتج والمخلفات المعدنية الناتجة من نشاط تعدين ذهب منجم السكرى وقد انضمت جمهورية مصر العرابية كطرف ثالث فى العقد وكانت المدة المقررة للعقد عام واحد واتفق الأطراف الثلاثة على مد فترة التعاقد الى ثلاث سنوات وعقد الانتفاع هذا تم تفعيله طبقا لقانون 13 لعام 1995 م .
وطبقا لعقد الانتفاع قامت شركة الفراعنة بإعداد دراسة جدوى لدعم الطلب المقدم من جانبها الى الهيئة العامة المصرية للثروة المعدنية (EMRA) بشأن الحصول على عقد انتفاع لاستغلال استخراج الذهب اقتصاديا من منجم السكرى واعلنت هيئة الثروة المعدنية المصرية شركة الفراعنة فى نوفمبر عام 2001 بموافقتها على تحويل العقد من عقد استكشاف الى عقد استخراج واستغلال اقتصادي للذهب من منجم السكرى على مساحة 160 كيلو متر ولمدة ثلاثون عام تبدأ من 25 مايو 2005 وهذه المدة قابلة للتجديد لمدة مماثلة اذا ما قدمت شركة الفراعنة الاسباب الاقتصادية التى تدعو لذلك ويلغى عقد الإيجار الخاص باستخراج الذهب اذا ما اخفقت الشركة فى استخراج وانتاج الذهب خلال خمس سنوات من التوقيع على العقد .
وبناء على استخراج العينات الاولى للذهب تم الاتفاق بين الهيئة العامة للثروة المعدنية وشركة الفراعنة الاسترالية على تكوين شركة من كلا الطرفين تسمى ( شركة تعدين ذهب السكرى ) بنسبة امتلاك قدرها 50 % لكل طرف و بهدف ادارة وتشغيل واستخراج وبيع ذهب السكرى , تم انشاء هذه الشركة طبقا للقوانين المصرية المعمول بها فى 27 مارس 2006 بهدف القيام باعمال الاستخراج والتعدين والتسويق والبيع اعتمادا على عقد الانتفاع والمركز الرئيسى لهذه الشركة يقع فى 361 طريق الحرية – سيدى جابر- الاسكندرية
تحصل جمهورية مصر العرابية من خلال هذا الاتفاق على اجمالى نسبة 3% من صافى مبيعات الذهب والمعادن الاخرى لمنجم السكرى وتدفع هذه القيمة كل ستة اشهر ميلادية كما يتم احتساب صافى المبيعات بعد خصم تكلفة استخراج وتنقية الذهب ومصاريف الشحن وبالإضافة الى خصم قيمة العقوبات التى يتم فرضها طبقا لنوعية وجودة الذهب ومصاريف التأمينوالنقل ,,, جميع هذه المصروفات لا يتحملها العملاء ولكن تخصم من قيمة المبيعات .
طبقا لعقد الانتفاع تقوم شركة الفراعنة الاسترالية بتوفير التمويل المالى للمشروع وتحصل على قيمة ما أنفقته من صافى عائد المبيعات ( بعد خصم النسبة المدفوعة لجمهورية مصر العرابية .)
- يتم دفع تكلفة مصروفات عملية التشغيل بعد أول إنتاج اقتصادى
-مصاريف تكلفة الاستكشاف بما فى ذلك مصاريف أول انتاج يتم خصمها بنسبة 33,3 كل عام
-مصاريف تكلفة الاستخراج والمصاريف الاخرى المتراكمة قبل عملية الانتاج الاولى يتم خصمها ايضا بنسبة 33,3 سنويا .
ملخص تقرير لمنجم السكري والصادر عن شركة Centamin Egypt وهى شركة استرالية تستكشف وتستخرج المعادن فى مصر منذ عام 1995 م والشركة نشاطها الرئيسى يرتكز على مشروع منجم السكرى
أشار التقرير أن عملية استخراج الذهب تسير في المخطط الموضوع لها كما ان المؤشرات التقديرية للمخزون تزيد عما تم احتسابه واكدت مؤشرات الحفر تواجد نسبة %73 من النسبة التقديرية لمخزون الذهب واورد التقرير ان مناطق هضاب السكري لم تتم فيها عمليات الحفر إلى ألان لذلك من المتوقع ارتفاع كمية المخزون اكثر من ذلك بعد الحفر فى تلك المناطق , كما ان عمليات الحفر الحالية شملت نطاقات اكبر وأعمق بهدف انتاج 500 الف طن منها سنويا . ويشير التقرير ان المؤشرات الاستكشافية بالمنطقة افادت انتشار معدن الذهب على امتداد المنجم بدرجة تجعل منجم السكري واحدا من أشهرمناجم الذهب عالميا
كما أشارت دراسة ملخص دراسة الجدوى التى تمت فى عام 2007 والخاصة بمنجم السكري الى الاتى :
1- المنجم به محطة صهر رباعية تنتج مقدار 200 ألف أوقية فى المتوسط سنويا و لمدة 15 عام هي فترة التعدين والتي من المتوقع لها ان تمتاز بالرواج الاقتصادي .
2- تكلفة الإنشاء الإجمالية 216 مليون دولار ومتوسط تكلفة التشغيل مقدارها 290 مليون دولار مضاف إليها نسبة 3 % ضريبة على مدار 15 عام
3- نتيجة لارتفاع أسعار السلع الاستهلاكية وتغير قيمة العملات تم تعديل متوسط تكلفة التشغيل الى 365 مليون دولار .
ويعتبر منجم السكرى هو احدث منجم فى مصر تقوم على تشغيلة شركة ( Centamin Egypt ) المحدودة .يقع المنجم جنوب مدينة مرسى علم على بعد 30 كيلومتر منها فى اقصى جنوب منطقة الهضاب الجيراتينية و تبلغ مساحة المنجم 160 كيلو متر مربع ومرخص للعمل لمدة 30 عام قابلة للتجديد مرة اخرى لمدة مماثلة ومخزون المنجم عبارة عن نطاق هش وسهل التكسير يحوى مخزون الذهب والذي نجده متداخل مع مركبات شبة جراتينية من بلورات التوناليت الجرانيتة ذات الحبيبات البركانية
وقد استخدم منجم السكرى قديما فى عهد الفراعنة حيث توجد دلالات على ذلك متمثلة فى عدة نطاقات من الحفر
صورة للملك فاروق داخل منجم السكرى
ومشروع منجم ذهب السكرى تم تقدير المرحلة الاولى للحفر لمدة 15 عام يتم فيها استخراج مقدار 78مليون طن من المواد الخام ومن المتوقع تقديريا ان يتم انتاج 1.5 جرام لكل طن كما ان المتخلف من المعادن الأخرى الناتجة عن ذلك يعادل 374 مليون طن على مدار 15 عام .وينقسم المنجم الى اربع نطاقات وهى الفراعنة ورع وامون والغزالى . والتقرير يعرض كل قطاع على حدة موضحا موقع عملية الحفر والعمق المستخدم والمستهدف والكميات المستخرجة والمستهدف استخراجها مع عرض خريطة جيولوجية لكل قطاع على حدة .
كما اورد التقرير انه سيتم اتباع الطرق التقليدية فى عملية التعدين لفصل الذهب عن المخلفات التعدينية الاوكسيدية الاخرى.
وتمر عملية استخراج الذهب بمنجم السكري بعدة مراحل وهى:
– التكسير .
– تجميع المادة الخام التى تم تكسيرها.
– طحن المادة الخام .
– تعويم المادة الخام لفصل المعادن الثمينة .
– تصفية و تركيز المنتج .
– طحن المنتج بدقة .
– فصل المعادن الثمينة باستخدام محلول السيانيد .
– التجفيف باستخدام الكربون النشط .
– فصل الكربون عن المعادن .
– فصل الذهب والمعادن الثمينة
– حفظ البقايا فى المكان المخصص لها .
ويتم حفظ البقايا لاحتوائها على العديد من ترسبات الذهب ثم يتم إضافة محلول السيانيد اليها تم الكربون النشط وبعدها تفصل ترسبات الذهب التى تخلفت من العملية السابقة ثم فى المرحلة الاخيرة يتم الاحتفاظ بالبقايا مرة اخرى فى المكان المخصص لذلك .ويتم الاستعانة بضخ مياه البحر الاحمر الى المنجم للقيام بعمليات تعويم المواد الخام والاحلال والترسيب فى محطات المتابعة بينما يتم ضخ 500 متر مكعب لتحليتها لاستخدامها فى الشرب والاغراض الاخرى ,اما بالنسبة للكهرباء فيتم انتاجها عبر محطة توليد الكهرباء الخاصة بالمنجم والتى تنتج مقدار 28 ميجا وات وهى تعمل باستخدام الزيت وتم تصنيعها فى تركيا كما تم اقامة معسكرسكنى ليضم عدد 700 فرد ويشغل عدد 400 فرد المعسكر حاليا وعدد 150 فرد يقيمون فى معسكر التنقيب والاستكشاف . وتم الاستعانة بشاحنات ومعدات للنقل والحفر من شركتى COPCO و CATERPILLAR .
كما اشار التقرير ان الارقام المطروحة هى نسب تقريبية تتأثر بعدة عوامل منها الاختبارات المعملية للعينة و التى قد تختلف من منطقة الى الأخرى .
والتقدير النسبى للمخزون وعدم استقرار الأسواق والعملة وغيرها قد تتغير من وقت إلى أخر
ورد بالخريطة عدة تركيزات للذهب تعتمد على المكان المأخوذ منها العينة والتى يرمز لها هنا بالرمز ) @ ) ومنها :
- على عمق 41 متر كان تركيز الذهب بالعينة يعادل 1.25 جرام لكل طن .
m@1.25g/t.AU41
- على عمق 65 متر كان تركيز الذهب بالعينة يعادل 2.24 جرام لكل طن .
65m@2.24g/t.AU
- على عمق 33,4 متر كان تركيز الذهب بالعينة يعادل 7.30 جرام لكل طن .
33.4m@7.30g/t.AU
عقد الانتفاع الخاص بمنجم السكرى
تعد شركة مناجم ذهب الفراعنة أو ( PGM ) هي شركة تملكها كليتا شركة ( Centamin Egypt ) الاسترالية والتى يرأسها حاليا جوزيف الراجحى
وفى 29 يناير عام 1995 تم الاتفاق بين الهيئة العامة المصرية للثروة المعدنية ( EGSMA ) أو ( EMRA) وشركة الفراعنة ( PGM )على الدخول فى عقد انتفاع لاستكشاف واستغلال منجم ذهب السكرى وبيع المنتج والمخلفات المعدنية الناتجة من نشاط تعدين ذهب منجم السكرى وقد انضمت جمهورية مصر العرابية كطرف ثالث فى العقد وكانت المدة المقررة للعقد عام واحد واتفق الأطراف الثلاثة على مد فترة التعاقد الى ثلاث سنوات وعقد الانتفاع هذا تم تفعيله طبقا لقانون 13 لعام 1995 م .
وطبقا لعقد الانتفاع قامت شركة الفراعنة بإعداد دراسة جدوى لدعم الطلب المقدم من جانبها الى الهيئة العامة المصرية للثروة المعدنية (EMRA) بشأن الحصول على عقد انتفاع لاستغلال استخراج الذهب اقتصاديا من منجم السكرى واعلنت هيئة الثروة المعدنية المصرية شركة الفراعنة فى نوفمبر عام 2001 بموافقتها على تحويل العقد من عقد استكشاف الى عقد استخراج واستغلال اقتصادي للذهب من منجم السكرى على مساحة 160 كيلو متر ولمدة ثلاثون عام تبدأ من 25 مايو 2005 وهذه المدة قابلة للتجديد لمدة مماثلة اذا ما قدمت شركة الفراعنة الاسباب الاقتصادية التى تدعو لذلك ويلغى عقد الإيجار الخاص باستخراج الذهب اذا ما اخفقت الشركة فى استخراج وانتاج الذهب خلال خمس سنوات من التوقيع على العقد .
وبناء على استخراج العينات الاولى للذهب تم الاتفاق بين الهيئة العامة للثروة المعدنية وشركة الفراعنة الاسترالية على تكوين شركة من كلا الطرفين تسمى ( شركة تعدين ذهب السكرى ) بنسبة امتلاك قدرها 50 % لكل طرف و بهدف ادارة وتشغيل واستخراج وبيع ذهب السكرى , تم انشاء هذه الشركة طبقا للقوانين المصرية المعمول بها فى 27 مارس 2006 بهدف القيام باعمال الاستخراج والتعدين والتسويق والبيع اعتمادا على عقد الانتفاع والمركز الرئيسى لهذه الشركة يقع فى 361 طريق الحرية – سيدى جابر- الاسكندرية
تحصل جمهورية مصر العرابية من خلال هذا الاتفاق على اجمالى نسبة 3% من صافى مبيعات الذهب والمعادن الاخرى لمنجم السكرى وتدفع هذه القيمة كل ستة اشهر ميلادية كما يتم احتساب صافى المبيعات بعد خصم تكلفة استخراج وتنقية الذهب ومصاريف الشحن وبالإضافة الى خصم قيمة العقوبات التى يتم فرضها طبقا لنوعية وجودة الذهب ومصاريف التأمينوالنقل ,,, جميع هذه المصروفات لا يتحملها العملاء ولكن تخصم من قيمة المبيعات .
طبقا لعقد الانتفاع تقوم شركة الفراعنة الاسترالية بتوفير التمويل المالى للمشروع وتحصل على قيمة ما أنفقته من صافى عائد المبيعات ( بعد خصم النسبة المدفوعة لجمهورية مصر العرابية .)
- يتم دفع تكلفة مصروفات عملية التشغيل بعد أول إنتاج اقتصادى
-مصاريف تكلفة الاستكشاف بما فى ذلك مصاريف أول انتاج يتم خصمها بنسبة 33,3 كل عام
-مصاريف تكلفة الاستخراج والمصاريف الاخرى المتراكمة قبل عملية الانتاج الاولى يتم خصمها ايضا بنسبة 33,3 سنويا .
الثلاثاء، ديسمبر 28، 2010
سامى الراجحى و مشروع منجم السكرى ..... قصة نجاح مصرية ( الجزء الثالث )
اى ما كان فإن الشركه التى تقوم بالعمليات الان هى شركه السكرى وهى شركه مشتركه بين الحكومه متمثله فى هيئه الثروه المعدنيه والشركه الفرعونيه لمناجم الذهب وهى استراليه انشأها الجيولوجى سامى الراجحى خصيصا للعمل فى مصر وهى احدى شركات سينتامين ايجبت التى أسسها سامى الراجحى وهو مصرى الجنسيه..خريج كليه العلوم جامعه اسكندريه ومهاجر اللى استراليا منذ الستينات .وشركه سينتامين مدرجه على بورصه لندن &استراليا كندا.حيث يمتلك غالبيه اسهمها سامى الراجحى الذى أسس الشركه الفرعونيه والتى بدأت العمل فى مصر بالقانون 222لسنه 1994بحق امتياز الشركه بالبحث والتنقيب واستخراج الذهب والمعادن المصاحبه له فى بعض الاماكن فى الصحراء الشرقبه
وقد فازت شركة «أوسينكو» العالمية بعقد تصميم وتنفيذ مصنع استخراج الذهب بالمشروع وذلك بتكلفة تصل إلى 200 مليون دولار.
وتتولى الشركة الاسترالية تمويل جزء كبير من المبلغ في حين يتم تمويل الجزء الآخر من بنكي «ستاندرد بنك» الانجليزي و«سوستيه جنرال» الفرنسي في إطار الاتفاق الموقع بينهما وبين «سنتامين» الأم لتمويل انشاء واقامة المصنع الذي يعتبر المرحلة الأخيرة لاستخراج أول سبيكة ذهب مصرية في العصر الحديث.
وقال الدكتور سامي الراجحي، رئيس مجلس ادارة «سنتامين مصر» سابقا إن شركة «أوسينكو» هي الأولى في العالم في تصميم وتنفيذ مصانع استخراج الذهب وتتولى تصميم جميع مصانع استخراج الذهب في أفريقيا بالكامل، ومن المقرر ان يكون انتاج الذهب فعلياً خلال العام الأول بما قيمته مليار دولار تصل إلى 3 مليارات دولار خلال العام الثاني حيث يقدر حجم الذهب بالوضع الحالي بـ 20 مليون أوقية على الأقل.
وقال الراجحي ان وفدا رفيع المستوى من شركة «أوسينكو» وصل الى القاهرة للمرة الأولى في تاريخ الشركة لتوقيع عقد انشاء وتصميم وتنفيذ المصنع بتكلفة تصل إلى 200 مليون دولار بدون أي تمويل بنكي محلي على الاطلاق، حيث تنافست عدة عروض لأسماء عالمية على تنفيذ المصنع، وذلك بعد أن أكدت جميع دراسات وأبحاث تلك الشركات ان مشروع السكري سيكون أكبر منجم ذهب في أفريقيا حيث أن أسماء الشركات التي تنافست على الفوز بتركيب وتصميم المصنع يكفي الواحد منها لجذب شركات تعدين الذهب في العالم
. جاء ذلك خلال اللقاء بين د سامى الراجحى مع المهندس سامح فهمى وزير البترول والثروة المعدنية حيث أكد الوزير الاستمرار فى توفير كافة أوجه الدعم لإنطلاق أنشطة الثروات المعدنية خاصة أنشطة البحث عن الذهب مشيرا إلى أن هذا النشاط من الأنشطة كثيفة العمالة والتى تحقق التنمية خاصة فى جنوب الوادى وسيناء.
جدير بالذكر أن المشروع يعمل به 15 شركة مقاولات مصرية و3 شركات عالمية لسرعة الإنتهاء من تركيبات مصنع إستخلاص الذهب من منجم السكرى.
ويعد هذا المشروع من أكبر مناجم الذهب فى العالم والذى بلغت تكلفته الرأسمالية حوالى 310 ملايين دولار ويستوعب حوالى 4 ألاف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة.
من ناحيته قال جوزيف الراجحي، العضو المنتدب لشركة «سنتامين مصر»، إن «الشركة وضعت مصر على رأس مشروعاتها خلال الفترة ، حيث تم يومياً ارسال 2000 عينة من المنجم لتحليلها بمعاملنا في استراليا وفي معامل أخرى محايدة، ومن خلال النتائج نؤكد أن في مصر أكبر مخزون ذهب في أفريقيا والوطن العربي ويكفي أن إنتاج السكري فقط سوف يعادل ما تنتجه السعودية سنوياً من الذهب وقيمته 100 ألف أوقية تقريباً».
وقد بدأت الهيئة المصرية للثروة المعدنية، مفاوضاتها مع الشركة الأسترالية التى تقوم بإنتاج الذهب من منجم السكرى بالصحراء الشرقية، لتعديل الشروط الخاصة باقتسام الذهب المنتج، ليصبح 30% لمصر بدلا من 5%حاليا.
وتتضمن الشروط الحالية عدم حصول الجانب المصرى على أى عوائد مالية من المشروع، إلا بعد استرداد الشركة الأسترالية استثمارتها بالمشروع، البالغة 426 مليون دولار واقتصار العوائد المصرية على الإتاوة المقدرة بـ5% لحين انتهاء عملية الاسترداد، على أن يتم اقتسام العائدات بعد الاسترداد بنسبة 55% لمصر، والباقى للشركة الأسترالية، التى تتحمل كل الاستثمارات وتكاليف الإنتاج.
كان المهندس سامح فهمى وزير البترول، قد طلب خلال زيارتة المنجم الأسبوع الماضى ضرورة تعديل شروط الاتفاقية، لتحصل مصر على عوائد حالية من الذهب، خاصة مع ارتفاع أسعاره عالميا وتجازها حاجز الألف وثلاثمائة دولار للأوقية، لأول مرة فى تاريخ صناعة الذهب.
وقال مصدر مسئول بهيئة الثروة المعدني،ة إنه تم يوم الأربعاء الماضى، عقد جلسة مباحثات مع المسئولين بالشركة الأسترالية، وطرح الرؤية المصرية للتعديل، والتى تدور حول حصول مصر على حوالى 30% من العوائد، ابتداء من الشهر المقبل على أن تسترد الشركة استثماراتها من خلال النسبة المتبقية، بعيدا عن نسبة الإتاوة، التى تحصل عليها هيئة الثروة المعدنية حاليا.
أضاف المصدر أن المسئولين الأستراليين طلبوا منحهم مهلة لاتخاذ القرار، وإن كانوا قد أبدوا موافقة على التعديل، من حيث المبدأ خاصة أن دراسة الجدوى الخاصة بالمشروع استندت على تقديرات لسعر الأوقية، تتراوح من 600 إلى 800 دولار للأوقية، بما يمثل حوالى 60%من الأسعار الحالية.
وأشار المصدر إلى الاحتمالات، شبه المؤكدة على موافقة الجانب الأسترالى على التعديل، وبصفة خاصة أنه سبق تقدمه بطلب للتوسع فى المشوع الحالى، بعد وصول احتياطيات المنجم إلى 14 مليون أوقية، وكذلك دخوله فى المزايدات المقبلة، التى تدرس مصر حاليا طرحها على الشركات العربية والأجنبية.
يذكر أن إنتاج مصر من منجم السكرى بلغ حتى الان حوالى 3,6 طن تقدر قيمتها بحوالى 130 مليون دولار، وذلك منذ بداية الإنتاج نهاية يناير الماضى.
على جانب اخر توقع الدكتور سامي الراجحي خبير تعدين الذهب والمدير التنفيذي لشركة شنتامين الاسترالية العالمية ارتفاع سعر أوقية الذهب إلي ألفى دولار قريبا مؤكداً استمرار الارتفاع الحالي للذهب بشكل متوالي الأيام المقبلة.
وأرجع ذلك إلي توقف العديد من مناجم الذهب الكبري في العالم عن العمل لانتهاء عمرها الافتراضي، مشيرا إلي أن الاكتشافات الجديدة لمناجم الذهب في العالم لا تزال محدودة، وما تم اكتشافه من مناجم منذ عام ١٩٩٥ حتي الآن لا يتجاوز ٥ مناجم مقابل ١٨ منجماً توقفت عن العمل عالميا الأمر الذي خلق عجزا بين الإنتاج والاستهلاك العالمي في الذهب.
ونفي أن يكون هناك علاقة بين ارتفاع أسعار البترول والذهب مؤكداً أن ارتفاع أسعار البترول خلق طلباً ضخماً في منطقة الخليج علي شراء الذهب باعتباره أفضل استثمار. وتوقع الراجحي أن تدخل مصر استثمارات تعدين الذهب بعد استخراج أول كميات تجارية من منجم ذهب السكري بالصحراء الشرقية كذلك دخول المغرب في اتفاقيات مع شركات الذهب العالمية للبحث في أراضيها
موقع الشركة على الانترنت www.centamin.com.au
وقد فازت شركة «أوسينكو» العالمية بعقد تصميم وتنفيذ مصنع استخراج الذهب بالمشروع وذلك بتكلفة تصل إلى 200 مليون دولار.
وتتولى الشركة الاسترالية تمويل جزء كبير من المبلغ في حين يتم تمويل الجزء الآخر من بنكي «ستاندرد بنك» الانجليزي و«سوستيه جنرال» الفرنسي في إطار الاتفاق الموقع بينهما وبين «سنتامين» الأم لتمويل انشاء واقامة المصنع الذي يعتبر المرحلة الأخيرة لاستخراج أول سبيكة ذهب مصرية في العصر الحديث.
وقال الدكتور سامي الراجحي، رئيس مجلس ادارة «سنتامين مصر» سابقا إن شركة «أوسينكو» هي الأولى في العالم في تصميم وتنفيذ مصانع استخراج الذهب وتتولى تصميم جميع مصانع استخراج الذهب في أفريقيا بالكامل، ومن المقرر ان يكون انتاج الذهب فعلياً خلال العام الأول بما قيمته مليار دولار تصل إلى 3 مليارات دولار خلال العام الثاني حيث يقدر حجم الذهب بالوضع الحالي بـ 20 مليون أوقية على الأقل.
وقال الراجحي ان وفدا رفيع المستوى من شركة «أوسينكو» وصل الى القاهرة للمرة الأولى في تاريخ الشركة لتوقيع عقد انشاء وتصميم وتنفيذ المصنع بتكلفة تصل إلى 200 مليون دولار بدون أي تمويل بنكي محلي على الاطلاق، حيث تنافست عدة عروض لأسماء عالمية على تنفيذ المصنع، وذلك بعد أن أكدت جميع دراسات وأبحاث تلك الشركات ان مشروع السكري سيكون أكبر منجم ذهب في أفريقيا حيث أن أسماء الشركات التي تنافست على الفوز بتركيب وتصميم المصنع يكفي الواحد منها لجذب شركات تعدين الذهب في العالم
. جاء ذلك خلال اللقاء بين د سامى الراجحى مع المهندس سامح فهمى وزير البترول والثروة المعدنية حيث أكد الوزير الاستمرار فى توفير كافة أوجه الدعم لإنطلاق أنشطة الثروات المعدنية خاصة أنشطة البحث عن الذهب مشيرا إلى أن هذا النشاط من الأنشطة كثيفة العمالة والتى تحقق التنمية خاصة فى جنوب الوادى وسيناء.
جدير بالذكر أن المشروع يعمل به 15 شركة مقاولات مصرية و3 شركات عالمية لسرعة الإنتهاء من تركيبات مصنع إستخلاص الذهب من منجم السكرى.
ويعد هذا المشروع من أكبر مناجم الذهب فى العالم والذى بلغت تكلفته الرأسمالية حوالى 310 ملايين دولار ويستوعب حوالى 4 ألاف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة.
من ناحيته قال جوزيف الراجحي، العضو المنتدب لشركة «سنتامين مصر»، إن «الشركة وضعت مصر على رأس مشروعاتها خلال الفترة ، حيث تم يومياً ارسال 2000 عينة من المنجم لتحليلها بمعاملنا في استراليا وفي معامل أخرى محايدة، ومن خلال النتائج نؤكد أن في مصر أكبر مخزون ذهب في أفريقيا والوطن العربي ويكفي أن إنتاج السكري فقط سوف يعادل ما تنتجه السعودية سنوياً من الذهب وقيمته 100 ألف أوقية تقريباً».
وقد بدأت الهيئة المصرية للثروة المعدنية، مفاوضاتها مع الشركة الأسترالية التى تقوم بإنتاج الذهب من منجم السكرى بالصحراء الشرقية، لتعديل الشروط الخاصة باقتسام الذهب المنتج، ليصبح 30% لمصر بدلا من 5%حاليا.
وتتضمن الشروط الحالية عدم حصول الجانب المصرى على أى عوائد مالية من المشروع، إلا بعد استرداد الشركة الأسترالية استثمارتها بالمشروع، البالغة 426 مليون دولار واقتصار العوائد المصرية على الإتاوة المقدرة بـ5% لحين انتهاء عملية الاسترداد، على أن يتم اقتسام العائدات بعد الاسترداد بنسبة 55% لمصر، والباقى للشركة الأسترالية، التى تتحمل كل الاستثمارات وتكاليف الإنتاج.
كان المهندس سامح فهمى وزير البترول، قد طلب خلال زيارتة المنجم الأسبوع الماضى ضرورة تعديل شروط الاتفاقية، لتحصل مصر على عوائد حالية من الذهب، خاصة مع ارتفاع أسعاره عالميا وتجازها حاجز الألف وثلاثمائة دولار للأوقية، لأول مرة فى تاريخ صناعة الذهب.
وقال مصدر مسئول بهيئة الثروة المعدني،ة إنه تم يوم الأربعاء الماضى، عقد جلسة مباحثات مع المسئولين بالشركة الأسترالية، وطرح الرؤية المصرية للتعديل، والتى تدور حول حصول مصر على حوالى 30% من العوائد، ابتداء من الشهر المقبل على أن تسترد الشركة استثماراتها من خلال النسبة المتبقية، بعيدا عن نسبة الإتاوة، التى تحصل عليها هيئة الثروة المعدنية حاليا.
أضاف المصدر أن المسئولين الأستراليين طلبوا منحهم مهلة لاتخاذ القرار، وإن كانوا قد أبدوا موافقة على التعديل، من حيث المبدأ خاصة أن دراسة الجدوى الخاصة بالمشروع استندت على تقديرات لسعر الأوقية، تتراوح من 600 إلى 800 دولار للأوقية، بما يمثل حوالى 60%من الأسعار الحالية.
وأشار المصدر إلى الاحتمالات، شبه المؤكدة على موافقة الجانب الأسترالى على التعديل، وبصفة خاصة أنه سبق تقدمه بطلب للتوسع فى المشوع الحالى، بعد وصول احتياطيات المنجم إلى 14 مليون أوقية، وكذلك دخوله فى المزايدات المقبلة، التى تدرس مصر حاليا طرحها على الشركات العربية والأجنبية.
يذكر أن إنتاج مصر من منجم السكرى بلغ حتى الان حوالى 3,6 طن تقدر قيمتها بحوالى 130 مليون دولار، وذلك منذ بداية الإنتاج نهاية يناير الماضى.
على جانب اخر توقع الدكتور سامي الراجحي خبير تعدين الذهب والمدير التنفيذي لشركة شنتامين الاسترالية العالمية ارتفاع سعر أوقية الذهب إلي ألفى دولار قريبا مؤكداً استمرار الارتفاع الحالي للذهب بشكل متوالي الأيام المقبلة.
وأرجع ذلك إلي توقف العديد من مناجم الذهب الكبري في العالم عن العمل لانتهاء عمرها الافتراضي، مشيرا إلي أن الاكتشافات الجديدة لمناجم الذهب في العالم لا تزال محدودة، وما تم اكتشافه من مناجم منذ عام ١٩٩٥ حتي الآن لا يتجاوز ٥ مناجم مقابل ١٨ منجماً توقفت عن العمل عالميا الأمر الذي خلق عجزا بين الإنتاج والاستهلاك العالمي في الذهب.
ونفي أن يكون هناك علاقة بين ارتفاع أسعار البترول والذهب مؤكداً أن ارتفاع أسعار البترول خلق طلباً ضخماً في منطقة الخليج علي شراء الذهب باعتباره أفضل استثمار. وتوقع الراجحي أن تدخل مصر استثمارات تعدين الذهب بعد استخراج أول كميات تجارية من منجم ذهب السكري بالصحراء الشرقية كذلك دخول المغرب في اتفاقيات مع شركات الذهب العالمية للبحث في أراضيها
موقع الشركة على الانترنت www.centamin.com.au
الاثنين، ديسمبر 27، 2010
سامى الراجحى و مشروع منجم السكرى .... قصة نجاح مصرية ( الجزء الثانى )
وكانت الشركة الفرعونية لمناجم الذهب قد عاودت عملها بمنطقة جبل السكري بالصحراء المصرية لاستخراج أول سبيكة ذهب تجارية وذلك بعد توقف عامين بسبب الخلافات التي نشبت بينها وبين هيئة المساحة الجيولوجية المصرية والتي فشلت أي حلول ودية في حلها ووصل الأمر لتبادل الدعاوى القضائية وبلاغات من الطرفين للشرطة حيث تنازل الطرفان عن كافة الدعاوى القضائية بينهما عقب لقاء الدكتور سامي الراجحي مع السيد سامح فهمي وزير البترول والثروة المعدنية المصري الذي انتقلت لوزارته هيئة المساحة الجيولوجية وهو اللقاء الذي انتهى بحل الخلافات السابقة وطلب فهمي سرعة معاودة العمل بشكل كامل في منجم السكري لاستعادة سمعة البحث عن الذهب في مصر.
وقال الدكتور سامي الراجحي إن خسائر الشركة بسبب سياسات الوزارة السابقة وصلت الى 50 مليون دولار حيث تسببت القرارات الوزارية غير المبررة في وقف العمل تماما في المرحلة الأخيرة من المشروع والذي بدأ قبل 15 سنة بموجب اتفاقية تعدين دولية بين الشركة والحكومة المصرية إلا أن الخسارة الحقيقية تعتبر في مدة العامين من توقف العمل الذي أثر على سمعة المشروع في أسواق التعدين العالمية باعتباره أول تجربة عملية للتعدين في مصر بمعرفة شركة دولية في حجم «سنتامين» الأسترالية التي تتبع لها الفرعونية للذهب.
ومؤكدا على أن الاتفاق الذي تم بين الشركة وبنكي سوستيه جنرال الفرنسي واستناردر شارتردر الإنجليزي لتمويل المرحلة الأخيرة من المشروع لا يزال قائما ولم يتأثر مطلقا بالمنازعات التي عطلت العمل طوال عامين
واذا تحدثنا عن تلك العوائق فأننا فإننا نعرض لفضيحة "عيار 24" لقيام وزارة الصناعة بالتنكيل بشركة استثمار مصرية لحساب شركة أجنبية تنذر أعمالها بالنصب فى هذا المجال. فمنذ سنوات حصلت شركة مصرية على حق التنقيب عن الذهب فى منطقة جبل السكرى وبالفعل وضعت الشركة استثماراتها وقامت بأخذ أكثر من 140 ألف عينة وتحليلها، وأكدت الدراسات على أن المنجم يحتوى على نحو 20 مليون أوقية ذهب! وبدلا من أن يهتم وزير الصناعة السابق د على الصعيدى بتشجيع المشروع خاصة مع ما يزعمه من الترويج للاستثمار فى الثروة التعدينية جاءت المفاجأة فى محاربة الشركة!. فى البداية حاول حزب أعداء النجاح الترويج بأن رئيس الشركة يهودى وجاء الرد المفحم بأنه مصرى أبا عن جد ومن رشيد بالبحيرة!. ونجح فى جذب مجموعة شركاء مصريين وأجانب إلا أن هذا لم يمنع من البحث والتنقيب عن صور إرهاب أخرى للشركة ومنها:
- عدم تجديد خطاب الإعفاء من ضريبة المبيعات وعدم تجديد ترخيص سيارات الشركة وقامت المساحة الجيولوجية بتصعيد الإرهاب بتقديم بلاغات ضد الشركة لايقاف العمال عن العمل وايقاف المعدات عن التنقيب والسيارات عن أى حركة وإعلان المساحة عن إنهاء عمل الشركة!!. ولم يكن أمام الشركة إلا اللجوء للقضاء مطالبة بتعويض 200 مليون جنيه والذى أحال الدعوى للتحكيم تبعا لأحد شروط العقد إلا أنه استمرارا للتضليل زعمت وزارة الصناعة بأن محكمة القضاء الإدارى رفضت الدعوى وفارق كبير بين إحالة الدعوى للتحكيم وبين رفض الدعوى خاصة أن المحكمة لم تتعرض مطلقا لموضوع الدعوى وفى الوقت نفسه أكدت تحقيقات النيابة فى بلاغات المساحة الجيولوجية ضد تجاوزات الشركة بأنها غير صحيحة وهو ما يستوجب الإفراج عن المعدات والسيارات والتصريح لاستخدامها فى العمل وهو ما رفضت المساحة تنفيذه!!.
وهنا أضطرت إدارة الشركة إلى توجيه الدعوى إلى كبار علماء الثروة التعدينية فى مصر والمشهود لهم بالحياد والوطنية وعلى رأسهم د. عاطف دردير ود. عزت معروف ود. بهى الدين حسن ود. محمد الوجيه ود. سيد عبدالرسول ود. جابر نعيم ود. محمود حسان ود. سميح العافية وم.صبرى عجلان ود. عبدالحميد عامر وغيرهم من العلماء إضافة إلى توجيه الدعوة لكل الصحفيين المهتمين بهذا المجال.. وهنا أدرك كل من وزير الصناعة ورئيس المساحة الجيولوجية خطورة رد الفعل بعد أن يعلن العلماء الوطنيون رأيهم وبحضور الصحفيين وعلى الفور تقدم أبوالحسن عبدالرءوف رئيس هيئة المساحة الجيولوجية ببلاغات لكل الجهات الأمنية زعم فيها أن الشركة الفرعونية لمناجم الذهب تقوم بالإعداد لمؤتمر فى منطقة السكرى بجنوب مرسى علم يوم الخميس 13/3/2004 وأضاف البلاغ زاعما أن الشركة المذكورة منذ فترة تمارس أعمالا غير مسئولة وتضر بمصلحة مصر والاستثمار التعدينى والأمن القومى، حيث إنها تدعو بعض الأجانب إلى موقع الشركة دون الحصول على أية موافقات أمنية ورسمية من جهات الاختصاص.. وأن المؤتمر الغرض منه تشويه سمعة مصر فى الوقت الذى تتضافر به الجهود نحو وضع مصر فى مكانها الطبيعى.. برجاء العمل على ايقاف هذا المؤتمر لما له من نتائج سيئة(!!).
ورغم الكذب الواضح فى هذا البلاغ وهو ما أكده علماء الثروة المعدنية والجيولوجية لنا حيث لم يكن هناك أجانب سوى المستثمرين بالشركة كما أن الغرض من المؤتمر هو ايضاح الصورة الحقيقية لما يتعرض له المشروع من تعنت المساحة الجيولوجية ووزارة الصناعة ومدى ما يقدمه المشروع بالفعل للاستثمار فى مصر. وقد تم منع جميع الذين تمت دعوتهم للمؤتمر إلا أن د. عزت معروف تمكن من ركوب الطائرة وجاءت المفاجأة عقب نزوله باحتجازه حتى عودته على أول طائرة ومنعه من التوجه إلى موقع المشروع، كما تم احتجاز المستثمرين والعاملين بالشركة ومنهم الأجانب وبصورة مهينة!. وتتفجر أعجب المفاجآت فى رعاية وزير الصناعة الأسبق لشركة أجنبية تنذر بالنصب فى مجال التنقيب عن الذهب فى الوقت الذى جاء فيه التعنت ضد الشركة المصرية والتى أنفقت أكثر من 25 مليون دولار على عمليات البحث والتنقيب والتفاوض مع بنوك عالمية لتمويل استخراج الذهب من جبل السكرى.
تقول المذكرة المعلوماتية عن الشركة الأجنبية السابق اتهامها بالنصب فى أندونيسيا وهى شركة "BRIE."" أن الشركة استغلت بعض الفساد وطمع الاستثمار والاسترخاء فى تطبيق النظم العالمية فى الاستشكافات وتقدير الخامات وكذلك استغلال ضعف تقارير إحدى البورصات فزعمت بوجود كميات كبيرة من الذهب قفزت من مليونين إلى 200 مليون أوقية خلال فترة قصيرة، وهو ما أدى إلى ارتفاع أسعار أسهم الشركة من 5 سنتات إلى 280 دولارا. وهنا حاولت الشركات العالمية الكبرى شراء الشركة المذكورة وحدث تنافس مع مسئولين سياسيين.. وقد شب حريق فى مكاتب الشركة أدى إلى حرق المستندات والمعلومات الجيولوجية وعندما بدأت شركة أخرى عمل الإجراءات المفترضة بموقع العمل، وتم حفر آبار بجانب الآبار الموجودة حيث تفجرت المفاجأة وتم الكشف عن أدنى مستوى للذهب وتم الكشف عن التلاعب فى المعامل بإضافة محلول الذهب فى بعض العينات للايهام بوجود ذهب بكميات وفيرة وأن العضو المنتدب تمكن من بيع أسهم بمبلغ 13.7 مليون دولار وقام آخر ببيع أسهم بحوالى 30 مليون دولار وثالث ببيع أسهم بمبلغ 22.9 مليون دولار بدون علم البورصة.. وتكشفت الفضيحة وانتحر أحدهم وتم التحفظ على أموال آخرين.. وأصبحت سمعة استثمارات التعدين بأندونيسيا سيئة للغاية بسبب هذا النموذج وهذه الشركة.
ويحذر علماء الجيولوجيا من تكرار عملية نصب مماثلة فى مصر حيث حصلت شركة أجنبية مماثلة على حق التنقيب عن الذهب فى مصر، وزعمت الشركة المذكورة بوجود 23 مليون أوقية ذهب فى موقع عملها بصحراء بلبيس (منطقة حمش)!!. وجاءت المفاجأة التى كشف عنها لنا د. عاطف دردير خبير الجيولوجيا المعروف بأن الشركة المذكورة قامت بأخذ نحو 80 عينة فقط وقاموا بتحليلها بمعمل متواضع للغاية اقامته الشركة بالصحراء بينما المفترض أخذ نحو 140 ألف عينة وأن يتم تحليلها بمعامل المساحة الجيولوجية الرسمية، وهو ما تجاهلته الشركة المذكورة وهو ما ينذر بكارثة تعرض الاقتصاد وسمعة التعدين فى مصر والكشف عن الذهب للدمار. وهذه النماذج المتضاربة من بين محاربة شركة جادة ومجاملة شركة تنذر بالخطر هدد سمعة الذهب فى مصر ويبدو أن وزير الصناعة مغيب تماما، ومنذ أسابيع عقد مؤتمر فى جنوب افريقيا وتحدث الحضور من كل الدول عن نتائج أبحاثهم خاصة فى مجال التنقيب عن الذهب بينما تجاهل الوزير المناقشات الجادة والاستفادة من التجارب فى التنقيب عن الذهب بالدول المختلفة وتطبيقها فى مصر.. كماتجاهل دور الشركة التى تعمل بجبل السكرى رغم أنها تصب فى خانة تشجيع الاستثمار المصرى والأجنبى فى هذا المجال.
ومن جانبنا استطلعنا رأى د. عزت معروف الخبير الوطنى والعالمى المعروف والذى قاد حملة الكشف عن الفساد فى مشروع حديد أسوان فأكد على ما تعانيه الشركة التى تعمل فى مجال الذهب من تعنت واضح وصل إلى منع علماء مصر من التعرف على مشكلات الشركة عن قرب وأنه تم احتجازه بعد أن نجح فى الوصول للموقع بالقرب من مرسى علم وأن المستثمرين الأجانب المساهمين فى الشركة صرحوا له بأنهم لن يستثمروا ثانية فى مصر لأن ما يجرى من تعنت وفساد وإرهاب للمستثمرين ومعاملتهم بطريقة مهينة واحتجازهم وكأنهم رهائن كلها عوامل طرد للاستثمار وللأسف تم هذا مع الجميع سواء المصريين أو الأجانب.. وهذا نموذج لمسه العلماء عن قرب.. وأكد يوسف الراجحى نائب رئيس مجلس إدارة الشركة على صور التعنت العديدة التى جرت على يد وزارة الصناعة والساحة الجيولوجية. وهو ما أكده د. عاطف دردير من صور عديدة أدت إلى فشل الاستثمار فى مجال التعدين رغم أنه مستقبل مصر واقتصادها والأجيال القادمة
وقال الدكتور سامي الراجحي إن خسائر الشركة بسبب سياسات الوزارة السابقة وصلت الى 50 مليون دولار حيث تسببت القرارات الوزارية غير المبررة في وقف العمل تماما في المرحلة الأخيرة من المشروع والذي بدأ قبل 15 سنة بموجب اتفاقية تعدين دولية بين الشركة والحكومة المصرية إلا أن الخسارة الحقيقية تعتبر في مدة العامين من توقف العمل الذي أثر على سمعة المشروع في أسواق التعدين العالمية باعتباره أول تجربة عملية للتعدين في مصر بمعرفة شركة دولية في حجم «سنتامين» الأسترالية التي تتبع لها الفرعونية للذهب.
ومؤكدا على أن الاتفاق الذي تم بين الشركة وبنكي سوستيه جنرال الفرنسي واستناردر شارتردر الإنجليزي لتمويل المرحلة الأخيرة من المشروع لا يزال قائما ولم يتأثر مطلقا بالمنازعات التي عطلت العمل طوال عامين
واذا تحدثنا عن تلك العوائق فأننا فإننا نعرض لفضيحة "عيار 24" لقيام وزارة الصناعة بالتنكيل بشركة استثمار مصرية لحساب شركة أجنبية تنذر أعمالها بالنصب فى هذا المجال. فمنذ سنوات حصلت شركة مصرية على حق التنقيب عن الذهب فى منطقة جبل السكرى وبالفعل وضعت الشركة استثماراتها وقامت بأخذ أكثر من 140 ألف عينة وتحليلها، وأكدت الدراسات على أن المنجم يحتوى على نحو 20 مليون أوقية ذهب! وبدلا من أن يهتم وزير الصناعة السابق د على الصعيدى بتشجيع المشروع خاصة مع ما يزعمه من الترويج للاستثمار فى الثروة التعدينية جاءت المفاجأة فى محاربة الشركة!. فى البداية حاول حزب أعداء النجاح الترويج بأن رئيس الشركة يهودى وجاء الرد المفحم بأنه مصرى أبا عن جد ومن رشيد بالبحيرة!. ونجح فى جذب مجموعة شركاء مصريين وأجانب إلا أن هذا لم يمنع من البحث والتنقيب عن صور إرهاب أخرى للشركة ومنها:
- عدم تجديد خطاب الإعفاء من ضريبة المبيعات وعدم تجديد ترخيص سيارات الشركة وقامت المساحة الجيولوجية بتصعيد الإرهاب بتقديم بلاغات ضد الشركة لايقاف العمال عن العمل وايقاف المعدات عن التنقيب والسيارات عن أى حركة وإعلان المساحة عن إنهاء عمل الشركة!!. ولم يكن أمام الشركة إلا اللجوء للقضاء مطالبة بتعويض 200 مليون جنيه والذى أحال الدعوى للتحكيم تبعا لأحد شروط العقد إلا أنه استمرارا للتضليل زعمت وزارة الصناعة بأن محكمة القضاء الإدارى رفضت الدعوى وفارق كبير بين إحالة الدعوى للتحكيم وبين رفض الدعوى خاصة أن المحكمة لم تتعرض مطلقا لموضوع الدعوى وفى الوقت نفسه أكدت تحقيقات النيابة فى بلاغات المساحة الجيولوجية ضد تجاوزات الشركة بأنها غير صحيحة وهو ما يستوجب الإفراج عن المعدات والسيارات والتصريح لاستخدامها فى العمل وهو ما رفضت المساحة تنفيذه!!.
وهنا أضطرت إدارة الشركة إلى توجيه الدعوى إلى كبار علماء الثروة التعدينية فى مصر والمشهود لهم بالحياد والوطنية وعلى رأسهم د. عاطف دردير ود. عزت معروف ود. بهى الدين حسن ود. محمد الوجيه ود. سيد عبدالرسول ود. جابر نعيم ود. محمود حسان ود. سميح العافية وم.صبرى عجلان ود. عبدالحميد عامر وغيرهم من العلماء إضافة إلى توجيه الدعوة لكل الصحفيين المهتمين بهذا المجال.. وهنا أدرك كل من وزير الصناعة ورئيس المساحة الجيولوجية خطورة رد الفعل بعد أن يعلن العلماء الوطنيون رأيهم وبحضور الصحفيين وعلى الفور تقدم أبوالحسن عبدالرءوف رئيس هيئة المساحة الجيولوجية ببلاغات لكل الجهات الأمنية زعم فيها أن الشركة الفرعونية لمناجم الذهب تقوم بالإعداد لمؤتمر فى منطقة السكرى بجنوب مرسى علم يوم الخميس 13/3/2004 وأضاف البلاغ زاعما أن الشركة المذكورة منذ فترة تمارس أعمالا غير مسئولة وتضر بمصلحة مصر والاستثمار التعدينى والأمن القومى، حيث إنها تدعو بعض الأجانب إلى موقع الشركة دون الحصول على أية موافقات أمنية ورسمية من جهات الاختصاص.. وأن المؤتمر الغرض منه تشويه سمعة مصر فى الوقت الذى تتضافر به الجهود نحو وضع مصر فى مكانها الطبيعى.. برجاء العمل على ايقاف هذا المؤتمر لما له من نتائج سيئة(!!).
ورغم الكذب الواضح فى هذا البلاغ وهو ما أكده علماء الثروة المعدنية والجيولوجية لنا حيث لم يكن هناك أجانب سوى المستثمرين بالشركة كما أن الغرض من المؤتمر هو ايضاح الصورة الحقيقية لما يتعرض له المشروع من تعنت المساحة الجيولوجية ووزارة الصناعة ومدى ما يقدمه المشروع بالفعل للاستثمار فى مصر. وقد تم منع جميع الذين تمت دعوتهم للمؤتمر إلا أن د. عزت معروف تمكن من ركوب الطائرة وجاءت المفاجأة عقب نزوله باحتجازه حتى عودته على أول طائرة ومنعه من التوجه إلى موقع المشروع، كما تم احتجاز المستثمرين والعاملين بالشركة ومنهم الأجانب وبصورة مهينة!. وتتفجر أعجب المفاجآت فى رعاية وزير الصناعة الأسبق لشركة أجنبية تنذر بالنصب فى مجال التنقيب عن الذهب فى الوقت الذى جاء فيه التعنت ضد الشركة المصرية والتى أنفقت أكثر من 25 مليون دولار على عمليات البحث والتنقيب والتفاوض مع بنوك عالمية لتمويل استخراج الذهب من جبل السكرى.
تقول المذكرة المعلوماتية عن الشركة الأجنبية السابق اتهامها بالنصب فى أندونيسيا وهى شركة "BRIE."" أن الشركة استغلت بعض الفساد وطمع الاستثمار والاسترخاء فى تطبيق النظم العالمية فى الاستشكافات وتقدير الخامات وكذلك استغلال ضعف تقارير إحدى البورصات فزعمت بوجود كميات كبيرة من الذهب قفزت من مليونين إلى 200 مليون أوقية خلال فترة قصيرة، وهو ما أدى إلى ارتفاع أسعار أسهم الشركة من 5 سنتات إلى 280 دولارا. وهنا حاولت الشركات العالمية الكبرى شراء الشركة المذكورة وحدث تنافس مع مسئولين سياسيين.. وقد شب حريق فى مكاتب الشركة أدى إلى حرق المستندات والمعلومات الجيولوجية وعندما بدأت شركة أخرى عمل الإجراءات المفترضة بموقع العمل، وتم حفر آبار بجانب الآبار الموجودة حيث تفجرت المفاجأة وتم الكشف عن أدنى مستوى للذهب وتم الكشف عن التلاعب فى المعامل بإضافة محلول الذهب فى بعض العينات للايهام بوجود ذهب بكميات وفيرة وأن العضو المنتدب تمكن من بيع أسهم بمبلغ 13.7 مليون دولار وقام آخر ببيع أسهم بحوالى 30 مليون دولار وثالث ببيع أسهم بمبلغ 22.9 مليون دولار بدون علم البورصة.. وتكشفت الفضيحة وانتحر أحدهم وتم التحفظ على أموال آخرين.. وأصبحت سمعة استثمارات التعدين بأندونيسيا سيئة للغاية بسبب هذا النموذج وهذه الشركة.
ويحذر علماء الجيولوجيا من تكرار عملية نصب مماثلة فى مصر حيث حصلت شركة أجنبية مماثلة على حق التنقيب عن الذهب فى مصر، وزعمت الشركة المذكورة بوجود 23 مليون أوقية ذهب فى موقع عملها بصحراء بلبيس (منطقة حمش)!!. وجاءت المفاجأة التى كشف عنها لنا د. عاطف دردير خبير الجيولوجيا المعروف بأن الشركة المذكورة قامت بأخذ نحو 80 عينة فقط وقاموا بتحليلها بمعمل متواضع للغاية اقامته الشركة بالصحراء بينما المفترض أخذ نحو 140 ألف عينة وأن يتم تحليلها بمعامل المساحة الجيولوجية الرسمية، وهو ما تجاهلته الشركة المذكورة وهو ما ينذر بكارثة تعرض الاقتصاد وسمعة التعدين فى مصر والكشف عن الذهب للدمار. وهذه النماذج المتضاربة من بين محاربة شركة جادة ومجاملة شركة تنذر بالخطر هدد سمعة الذهب فى مصر ويبدو أن وزير الصناعة مغيب تماما، ومنذ أسابيع عقد مؤتمر فى جنوب افريقيا وتحدث الحضور من كل الدول عن نتائج أبحاثهم خاصة فى مجال التنقيب عن الذهب بينما تجاهل الوزير المناقشات الجادة والاستفادة من التجارب فى التنقيب عن الذهب بالدول المختلفة وتطبيقها فى مصر.. كماتجاهل دور الشركة التى تعمل بجبل السكرى رغم أنها تصب فى خانة تشجيع الاستثمار المصرى والأجنبى فى هذا المجال.
ومن جانبنا استطلعنا رأى د. عزت معروف الخبير الوطنى والعالمى المعروف والذى قاد حملة الكشف عن الفساد فى مشروع حديد أسوان فأكد على ما تعانيه الشركة التى تعمل فى مجال الذهب من تعنت واضح وصل إلى منع علماء مصر من التعرف على مشكلات الشركة عن قرب وأنه تم احتجازه بعد أن نجح فى الوصول للموقع بالقرب من مرسى علم وأن المستثمرين الأجانب المساهمين فى الشركة صرحوا له بأنهم لن يستثمروا ثانية فى مصر لأن ما يجرى من تعنت وفساد وإرهاب للمستثمرين ومعاملتهم بطريقة مهينة واحتجازهم وكأنهم رهائن كلها عوامل طرد للاستثمار وللأسف تم هذا مع الجميع سواء المصريين أو الأجانب.. وهذا نموذج لمسه العلماء عن قرب.. وأكد يوسف الراجحى نائب رئيس مجلس إدارة الشركة على صور التعنت العديدة التى جرت على يد وزارة الصناعة والساحة الجيولوجية. وهو ما أكده د. عاطف دردير من صور عديدة أدت إلى فشل الاستثمار فى مجال التعدين رغم أنه مستقبل مصر واقتصادها والأجيال القادمة
الأحد، ديسمبر 26، 2010
سامى الراجحى و مشروع منجم السكرى ...... قصة نجاح مصرية ( الجزء الاول )
يغذي حلم الذهب في مصر جبال السكري التي ترقد على كنوز من الذهب، وتبعد هذه الجبال 350 كيلومتراً عن مدينة الغردقة، وهي عبارة عن مجموعة جبلية تأخذ أشكالا هرمية شاهقة الارتفاع، تكاد تتلامس من القمة، وتفصل بينها مسافات تشبه الأودية في القاع.
وتقسو الطبيعة في هذه البقعة من العالم، فعند حلول وقت الظهيرة، تتأجج الحرارة القاسية وكأن أفرانا تنفث سخونتها في الجو، وليس الحال بأفضل فوق القمم الجبلية، إذ ان التيارات الهوائية الساخنة تنطلق من أسفل إلى اعلى وكأنها سحابة من الضباب، وتزيد المعادن الكامنة بالجبال من سخونة المنطقة.
ورغم قسوة الطبيعة، فان إغراء الذهب اقوى من أي صعاب، ويطلق هذا الإغراء نورا يهدي إلى استخراج ملايين الدولارات من طي النسيان، وهو ما يخفف من وطأة حرارة الجو التي تزيد على 50 درجة مئوية.
وتبدأ هنا قصة المستثمر المصري المهاجر إلى استراليا منذ نهاية الستينات والذي اكتشف العديد من كميات الذهب في استراليا.. وفي احدى زياراته لموطنه الأصلي، سأل الجيولوجي سامي الراجحي رئيس مجلس إدارة شركة سنتامين ايجبت وقتها أصدقاءه لماذا لا استثمر أموالي في مصر؟ قالوا: في أي مجال؟ أجاب: في التعدين طبعا.
وجاء ردهم عليه مفاجئا: لا يوجد في مصر تعدين بالمفهوم الاقتصادي؟!.. وهنا تملكته روح التحدي.. طالع الخرائط الجيولوجية.. استقرت عيناه على عدة مواقع بصحراء البحر الأحمر منها منطقة جبل السكري.. قام بزيارة الموقع.. كرر الزيارة.. ثم توالت الجولات المكوكية والتي أسفرت عن حصوله على عينات من الرمال والصخور.
ثم سافر إلى استراليا.. ومن هناك صرخ عبر الهاتف محدثا إلى احد أصدقائه وجدتها.. وجدتها.. الذهب ومعادن أخري أكدتها التحاليل المبدئية« وهنا أدرك الجميع أن المعادن الثمينة موجودة، وبحاجة إلى من يبحث عنها ويخرجها من مدفنها لترى النور.
التنقيب في جبال السكري
وبالتالي انطلقت وانتشرت فرق العمل فوق التباب الجبلية، وأخذت تعمل وفق برامج جيولوجية اشرف عليها الجيولوجي سامي الراجحي نفسه وكما يؤكد الجيولوجي محمد فرغلي فإنه بعد الاطمئنان إلى نتائج العينات السطحية تم عمل شبكة مساحية بتقسيم المنطقة إلى مربعات في اتجاه الشمال والشرق وتمت الاستعانة بحفارات عملاقة مستوردة من الخارج للقيام بمهمة الحفر.. وذلك باستخدام وصلات من مواسير ذات أقطار معينة يدفع بها الحفار إلى مسافات تصل إلى 400 متر في بطن الصخور.. وتخرج الوصلة الأخيرة بالعينة المستهدف الحصول عليها.
وكما يشير الجيولوجي بهاء صادق فقد تم إجراء جراحة بالآبار الاختبارية لعمق الصخور.. حيث حفر بئر اختباري كل مئة متر.. ثم بئر كل خمسين متراً.. ثم بئر كل خمسة وعشرين أكد تركيز الحفر بزيادة الآبار أن المناطق التي تختزن المعادن ممتدة تحت السطح وليست مقطوعة.. وهذا معناه ضمان الدقة في العينات المسحوبة، وضمان جدوى التشغيل.
وتم بالفعل توقيع اتفاقية للتنقيب بين الشركة والحكومة المصرية ممثلة في هيئة المساحة الجيولوجية وذلك عام 1994، وكما يشير يوسف الراجحي مدير عام الشركة فان الاتفاقية لا تقتصر على التنقيب عن الذهب فقط.. إنما الذهب والمعادن المصاحبة له بالصحراء الشرقية بمناجم أخرى غير السكري في كل من ابومروات والبرامية بمساحة إجمالية 5 آلاف كيلومتر مربع وبالتالي فقد تم اخذ عينات من جميع المواقع بهذه المساحة وأكدتها المعامل الاسترالية.
الدعم الحكومي
وبمقتضى اتفاق بين الطرفين، ستحصل الحكومة المصرية على ثلاثة في المئة من إجمالي مبيعات الذهب، إلا أن الشركة في المقابل لن تدفع ضرائب من أي نوع حتى عام 2030 وانه بمجرد أن تسترد سنتامين تكلفة استثماراتها فإنها ستقسم أرباحها الصافية من المنجم بالتساوي مع الحكومة المصرية.
والأرقام هنا لا تكذب ولا تتجمل، وهي تشير ـــ بحسب أقوال عصمت الراجحي المسؤول عن موقع جبل السكري وأحد المساهمين ـــ إلى أن مساحة الجبل تصل إلى 3000 متر مربع، ويسمي الجزء الذي يجري فيه العمل حاليا بموقع آمون على مساحة 500 متر، وشهدت هذه المساحة حفر 267 بئرا اختباريا، وبتحليل العينات ثبت معمليا أن نسبة الذهب الخالص تتراوح ما بين 2.5 ـ 3.5 غرامات في طن الصخور وهي نسبة عالية ومجدية اقتصاديا للغاية.
وذكر أن أعمال تنقيب أولية كشفت أن قطاعا ثانيا من التل الواقع في منطقة السكري على مسافة 805 كيلومترات جنوبي القاهرة، كشفت انه ربما يحتوي على أربعة ملايين أوقية أخرى من الذهب الممكن استخلاصه وقدر أن التل كله ربما يحتوي على 20 مليون أوقية من الذهب،
ويمكننا القول بأنه لم يكن الفراعنة القدماء أكثر حظا مما نحن عليه الآن من حيث الإمكانات التكنولوجية الهائلة التي باتت متوافرة لدينا وذلك حينما جاءوا الي الصحراء الشرقية بمحافظة البحر الأحمر منذ آلاف السنين سالكين الطرق الوعرة وغير عابئين بقسوة الحياة الصحراوية وعزفوا سيمفونية رائعة في البحث والتنقيب لإنتاج الذهب من نحو120 منجما شيدوها بهذه المنطقة حيثاإستطاعوا تحديد عروق الكوارتز الحاملة لهذا المعدن استخلصوه منها. يومها كانوا يزينون به معابدهم وتماثيلهم وربما حلي لزوجاتهم ومن بين أبرز المناطق التي شرفت بالفراعنة في انتاج الذهب جبل السكري بنطاق مدينة مرسي علم وإلي جواره منطقة تسمي سكيب ومنطقة الفواخير علي بعد70 كم من طريق( القصير ـ قفط) وهناك محاولات أخري بعد ذلك لإستكمال مسيرة الفراعنة في هذا المجال ربما كان آخرها في الخمسينيات لكنها توقفت عام1954 لعدم الجدوي الإقتصادية من جانب ولأسباب أخري من جانب آخر.ولكن التاريخ يعيد نفسه من جديد وبشكل جدي للغاية وبعائد إقتصادي خيالي من شأنه دفع عجلة الاقتصاد القومي المصري حيث شهدت الأشهر الأولي من العام الحالى2010 تحرير شهادة ميلاد جديدة لإنتاج الذهب من جبل السكري ذلك الجبل الذي حباه الخالق بخاصية إحتواء الذهب والسكري يقع علي بعد35 كم جنوب مدينة مرسي علم وطوله ثلاثة كيلو مترات وعرضه يتراوح مابين600 الي700 مترا أما إرتفاعه فنحو315 مترا وقد توصلت آخر الأبحاث العلمية التي أجرتها الشركة الفرعونية للمناجم صاحبة الأمتياز الي أن جبل السكري يحتوي علي نحو20 مليون أوقية ذهب منها13 مليون أوقية مؤكدة و7 ملايين تحت التأكيد ومنذ بداية العام الحالى وحتي نهايته سيتم انتاج200 ألف أوقية تزاد الي600 ألف سنويا ليصل إنتاج المصنع خلال السنوات العشر القادمة الي انتاج ذهب قيمته13 مليار دولار بالأسعار الحالية:
ويقول العميد عصمت الراجحي مدير عام منجم السكري بمرسي علم بأنه جرى تركيب مصنع الانتاج علي أحدث ماتوصلت إليه التكنولوجيا فقد وصلت كل معداته علي أرض المشروع باستثمارات قدرها350 مليون دولار ومنها عشرة أجهزة حفر للاستكشاف وغيرها من المعدات الأخري وتم إقامة مدينة داخل الصحراء يعمل بها الآن2000 فرد وإنتهت الشركة من إنشاء خط مياه تكلف15 مليون جنيه لإستخدام المياه في ترسيب المعادن وتمهيد الطرق وشمل المصنع إقامة حجرة لإنتاج الذهب أما عن الجوانب الفنية المتعلقة باستخلاص الذهب من الصخور في بواطن الصحراء فيشير الي أن طن الصخر يحتوي علي جرامين فقط من الذهب بعد تكسيره لكن المعدات الحديثة إختصرت عمليات التكسير حيث لدي الشركة معدات تستطيع تكسير4 ملايين طن من الصخرشهريا بما يتيح إنتاج مابين مائة الي مائة وخمسين كيلو جراما شهريا والشركة التي تقوم بهذا المشروع هي شركة استرالية إلا أن رئيس مجلس إدارتها مصري الأصل صعيدي الجذور وهو سامي الراجحي يمتلك80% من اسهمها وكان قد هاجر الي استراليا عام67 وخلال إحدي زياراته لمتحف بإيطاليا شاهد خريطة فرعونية تبين جميع مناجم الذهب الفرعونية في مصر خاصة بالصحراء الشرقية ومن يومها
تخمرت الفكرة في ذهنه فأراد أن يفعل شيئا في بلده وفي البداية صادفته عقبات بيروقراطية ولكن مع إنضمام قطاع الثروة المعدنية لوزارة البترول ووجود وزير البترول المهندس سامح فهمي بدأت عملية تذليل العقبات ودخل المشروع حيز التنفيذ وفقا للإتفاق الموقع بين الشركة والهيئة المصرية للمساحة الجيولوجية فإنه مع بداية الانتاج سوف تحصل الحكومة المصرية علي نسبة3% من الإنتاج( تحت بند إتاوة) ونسبة97% تسترد منها الشركة مصاريف الإنتاج والباقي بقسم بين الشركة وهيئة المساحة مع تحمل الشركة للضرائب ومن جانبه يري المحافظ مجدي القيعي أن هذا المشروع سوف يسهم بشكل كبير في دعم الاقتصاد القومي المصري وسوف يكون له مردود إيجابي علي زيادة معدل التنمية في مدينة مرسي علم ومجاوراتها حيث سيوفر نحو أربعة آلاف فرصة عمل خلال مراحله المتتالية.
و مقتفيا اثر اجداده قدماء المصريين يستكشف جوزيف الراجحي الصحراء الشرقية يحدوه الامل في العثور على مناجم الذهب التي صنعت مجد الفراعنة. فمنذ حوالي عشر سنوات يشرف هذا الاسترالي المصري الاصل على عمليات التنقيب التي تقوم بها شركة سنتامين التي تعمل حفاراتها على تلال جبل السكرى. ويقول الراجحي بفخر "لدينا حتى الان حقول مؤكدة تحوي 14 مليون اوقية من الذهب وهو ما يساوي بالسعر الحالي للسوق قرابة عشرين مليار دولار وهي موجودة في نصف تلة من المنطقة التي حصلنا على امتياز البحث فيها". بدأت مغامرة عائلة الراجحي في الصحراء الشرقية لمصر في التسعينات عندما استلهم الاب سامي الفكرة من لوحة بردي كانت معروضة في متحف تورين في ايطاليا. وربما تكون هذه اللوحة، التي يعود تاريخها الى 1200 عام قبل الميلاد، هي الخارطة الجيولوجية الاقدم في العالم وهي توضح اماكن المناجم التي كان الفراعنة يجلبون منها الذهب في الصحراء الواقعة بين النيل غربا والبحر الاحمر شرقا.
ويؤكد جوزيف ان الفراعنة جلبوا منها 55 مليون اوقية ذهب وهي كمية كبيرة حتى بالمقاييس الحديثة. وحصل سامي، الذي كان يعمل في استراليا في مجال البحث عن مناجم الذهب، على امتياز التنقيب في منطقة قريبة من قريته الاصلية واقام فيها شركته سنتامين. ويقول عصمت الراجحي عم جوزيف ومدير المشروع "انه شئ جميل ان تعود الاسرة للتنقيب عن الذهب هنا بعد ان تفرقت في مختلف انحاء العالم .. انها عودة الى الجذور". ويضيف الرجل الذي كان لواء في قوات الدفاع الجوي قبل ان يتقاعد ان "هذا الحقل سيغير خريطة الصحراء الشرقية". ورغم ان شركة استرالية اخرى هي جيبسلاند ليمتد تنقب عن الذهب في الصحراء المصرية فان الشركات الكبرى في هذا المجال لم تتحمس بعد لهذه المنطقة. ويشرح جوزيف الراجحي ان "العقبة الرئيسية هي قوانين استغلال المناجم في مصر. اننا نقوم بعمليات تنقيب منذ سنوات وانفقنا 30 مليون دولار من دون ان نحصل على اي عائد وقليل من الشركات مستعدة لمثل هذه المخاطرة". ووفقا للقوانين السارية والموروثة من عهد الرئيس جمال عبد الناصر (1952-1970)، فان نصف عائدات شركة سنتامين يجب ان تذهب الى الدولة. وتعتزم مصر بالتعاون مع فرع للبنك الدولي هو المؤسسة المالية الدولية اطلاق تعديل تشريعي في تشرين الاول/اكتوبر المقبل للانتقال الى نظام الريع الثابت، حسب ما قال المسؤول في هذه المؤسسة فرانك سادر. ويوضح سادر انه بعد هذا التعديل التشريعي سيتم عقد مؤتمر لدعوة المستثمرين الى العمل في مصر. وللاستفادة ويعتقد جوزيف الراجحي ان "قانونا جديدا للمناجم سيدفع الشركات الى التقاتل من اجل الفوز بحقوق امتياز في مصر".
وتسعى شركة سنتامين الى تنمية مشروعاتها. ويقول عصمت الراجحي "اننا على وشك توقيع اتفاق مع السلطات لاستئجار قطعة ارض كبيرة بالقرب من البحر (الاحمر) لانشاء مدينة السكرى حيث سنبني بيوتا للعمال ومدارس ومستشفى ومركزا للابحاث الجيولوجية".. ويضيف جوزيف ان "السكرى يعد الان بالفعل واحد من اكبر مناجم افريقيا". ويتابع وهو ينظر الى ادوات الحفر التي تستخدمها شركته "امل ان تكون لدينا قريبا في هذا المكان اكوام من المال".
وتقسو الطبيعة في هذه البقعة من العالم، فعند حلول وقت الظهيرة، تتأجج الحرارة القاسية وكأن أفرانا تنفث سخونتها في الجو، وليس الحال بأفضل فوق القمم الجبلية، إذ ان التيارات الهوائية الساخنة تنطلق من أسفل إلى اعلى وكأنها سحابة من الضباب، وتزيد المعادن الكامنة بالجبال من سخونة المنطقة.
ورغم قسوة الطبيعة، فان إغراء الذهب اقوى من أي صعاب، ويطلق هذا الإغراء نورا يهدي إلى استخراج ملايين الدولارات من طي النسيان، وهو ما يخفف من وطأة حرارة الجو التي تزيد على 50 درجة مئوية.
وتبدأ هنا قصة المستثمر المصري المهاجر إلى استراليا منذ نهاية الستينات والذي اكتشف العديد من كميات الذهب في استراليا.. وفي احدى زياراته لموطنه الأصلي، سأل الجيولوجي سامي الراجحي رئيس مجلس إدارة شركة سنتامين ايجبت وقتها أصدقاءه لماذا لا استثمر أموالي في مصر؟ قالوا: في أي مجال؟ أجاب: في التعدين طبعا.
وجاء ردهم عليه مفاجئا: لا يوجد في مصر تعدين بالمفهوم الاقتصادي؟!.. وهنا تملكته روح التحدي.. طالع الخرائط الجيولوجية.. استقرت عيناه على عدة مواقع بصحراء البحر الأحمر منها منطقة جبل السكري.. قام بزيارة الموقع.. كرر الزيارة.. ثم توالت الجولات المكوكية والتي أسفرت عن حصوله على عينات من الرمال والصخور.
ثم سافر إلى استراليا.. ومن هناك صرخ عبر الهاتف محدثا إلى احد أصدقائه وجدتها.. وجدتها.. الذهب ومعادن أخري أكدتها التحاليل المبدئية« وهنا أدرك الجميع أن المعادن الثمينة موجودة، وبحاجة إلى من يبحث عنها ويخرجها من مدفنها لترى النور.
التنقيب في جبال السكري
وبالتالي انطلقت وانتشرت فرق العمل فوق التباب الجبلية، وأخذت تعمل وفق برامج جيولوجية اشرف عليها الجيولوجي سامي الراجحي نفسه وكما يؤكد الجيولوجي محمد فرغلي فإنه بعد الاطمئنان إلى نتائج العينات السطحية تم عمل شبكة مساحية بتقسيم المنطقة إلى مربعات في اتجاه الشمال والشرق وتمت الاستعانة بحفارات عملاقة مستوردة من الخارج للقيام بمهمة الحفر.. وذلك باستخدام وصلات من مواسير ذات أقطار معينة يدفع بها الحفار إلى مسافات تصل إلى 400 متر في بطن الصخور.. وتخرج الوصلة الأخيرة بالعينة المستهدف الحصول عليها.
وكما يشير الجيولوجي بهاء صادق فقد تم إجراء جراحة بالآبار الاختبارية لعمق الصخور.. حيث حفر بئر اختباري كل مئة متر.. ثم بئر كل خمسين متراً.. ثم بئر كل خمسة وعشرين أكد تركيز الحفر بزيادة الآبار أن المناطق التي تختزن المعادن ممتدة تحت السطح وليست مقطوعة.. وهذا معناه ضمان الدقة في العينات المسحوبة، وضمان جدوى التشغيل.
وتم بالفعل توقيع اتفاقية للتنقيب بين الشركة والحكومة المصرية ممثلة في هيئة المساحة الجيولوجية وذلك عام 1994، وكما يشير يوسف الراجحي مدير عام الشركة فان الاتفاقية لا تقتصر على التنقيب عن الذهب فقط.. إنما الذهب والمعادن المصاحبة له بالصحراء الشرقية بمناجم أخرى غير السكري في كل من ابومروات والبرامية بمساحة إجمالية 5 آلاف كيلومتر مربع وبالتالي فقد تم اخذ عينات من جميع المواقع بهذه المساحة وأكدتها المعامل الاسترالية.
الدعم الحكومي
وبمقتضى اتفاق بين الطرفين، ستحصل الحكومة المصرية على ثلاثة في المئة من إجمالي مبيعات الذهب، إلا أن الشركة في المقابل لن تدفع ضرائب من أي نوع حتى عام 2030 وانه بمجرد أن تسترد سنتامين تكلفة استثماراتها فإنها ستقسم أرباحها الصافية من المنجم بالتساوي مع الحكومة المصرية.
والأرقام هنا لا تكذب ولا تتجمل، وهي تشير ـــ بحسب أقوال عصمت الراجحي المسؤول عن موقع جبل السكري وأحد المساهمين ـــ إلى أن مساحة الجبل تصل إلى 3000 متر مربع، ويسمي الجزء الذي يجري فيه العمل حاليا بموقع آمون على مساحة 500 متر، وشهدت هذه المساحة حفر 267 بئرا اختباريا، وبتحليل العينات ثبت معمليا أن نسبة الذهب الخالص تتراوح ما بين 2.5 ـ 3.5 غرامات في طن الصخور وهي نسبة عالية ومجدية اقتصاديا للغاية.
وذكر أن أعمال تنقيب أولية كشفت أن قطاعا ثانيا من التل الواقع في منطقة السكري على مسافة 805 كيلومترات جنوبي القاهرة، كشفت انه ربما يحتوي على أربعة ملايين أوقية أخرى من الذهب الممكن استخلاصه وقدر أن التل كله ربما يحتوي على 20 مليون أوقية من الذهب،
ويمكننا القول بأنه لم يكن الفراعنة القدماء أكثر حظا مما نحن عليه الآن من حيث الإمكانات التكنولوجية الهائلة التي باتت متوافرة لدينا وذلك حينما جاءوا الي الصحراء الشرقية بمحافظة البحر الأحمر منذ آلاف السنين سالكين الطرق الوعرة وغير عابئين بقسوة الحياة الصحراوية وعزفوا سيمفونية رائعة في البحث والتنقيب لإنتاج الذهب من نحو120 منجما شيدوها بهذه المنطقة حيثاإستطاعوا تحديد عروق الكوارتز الحاملة لهذا المعدن استخلصوه منها. يومها كانوا يزينون به معابدهم وتماثيلهم وربما حلي لزوجاتهم ومن بين أبرز المناطق التي شرفت بالفراعنة في انتاج الذهب جبل السكري بنطاق مدينة مرسي علم وإلي جواره منطقة تسمي سكيب ومنطقة الفواخير علي بعد70 كم من طريق( القصير ـ قفط) وهناك محاولات أخري بعد ذلك لإستكمال مسيرة الفراعنة في هذا المجال ربما كان آخرها في الخمسينيات لكنها توقفت عام1954 لعدم الجدوي الإقتصادية من جانب ولأسباب أخري من جانب آخر.ولكن التاريخ يعيد نفسه من جديد وبشكل جدي للغاية وبعائد إقتصادي خيالي من شأنه دفع عجلة الاقتصاد القومي المصري حيث شهدت الأشهر الأولي من العام الحالى2010 تحرير شهادة ميلاد جديدة لإنتاج الذهب من جبل السكري ذلك الجبل الذي حباه الخالق بخاصية إحتواء الذهب والسكري يقع علي بعد35 كم جنوب مدينة مرسي علم وطوله ثلاثة كيلو مترات وعرضه يتراوح مابين600 الي700 مترا أما إرتفاعه فنحو315 مترا وقد توصلت آخر الأبحاث العلمية التي أجرتها الشركة الفرعونية للمناجم صاحبة الأمتياز الي أن جبل السكري يحتوي علي نحو20 مليون أوقية ذهب منها13 مليون أوقية مؤكدة و7 ملايين تحت التأكيد ومنذ بداية العام الحالى وحتي نهايته سيتم انتاج200 ألف أوقية تزاد الي600 ألف سنويا ليصل إنتاج المصنع خلال السنوات العشر القادمة الي انتاج ذهب قيمته13 مليار دولار بالأسعار الحالية:
ويقول العميد عصمت الراجحي مدير عام منجم السكري بمرسي علم بأنه جرى تركيب مصنع الانتاج علي أحدث ماتوصلت إليه التكنولوجيا فقد وصلت كل معداته علي أرض المشروع باستثمارات قدرها350 مليون دولار ومنها عشرة أجهزة حفر للاستكشاف وغيرها من المعدات الأخري وتم إقامة مدينة داخل الصحراء يعمل بها الآن2000 فرد وإنتهت الشركة من إنشاء خط مياه تكلف15 مليون جنيه لإستخدام المياه في ترسيب المعادن وتمهيد الطرق وشمل المصنع إقامة حجرة لإنتاج الذهب أما عن الجوانب الفنية المتعلقة باستخلاص الذهب من الصخور في بواطن الصحراء فيشير الي أن طن الصخر يحتوي علي جرامين فقط من الذهب بعد تكسيره لكن المعدات الحديثة إختصرت عمليات التكسير حيث لدي الشركة معدات تستطيع تكسير4 ملايين طن من الصخرشهريا بما يتيح إنتاج مابين مائة الي مائة وخمسين كيلو جراما شهريا والشركة التي تقوم بهذا المشروع هي شركة استرالية إلا أن رئيس مجلس إدارتها مصري الأصل صعيدي الجذور وهو سامي الراجحي يمتلك80% من اسهمها وكان قد هاجر الي استراليا عام67 وخلال إحدي زياراته لمتحف بإيطاليا شاهد خريطة فرعونية تبين جميع مناجم الذهب الفرعونية في مصر خاصة بالصحراء الشرقية ومن يومها
تخمرت الفكرة في ذهنه فأراد أن يفعل شيئا في بلده وفي البداية صادفته عقبات بيروقراطية ولكن مع إنضمام قطاع الثروة المعدنية لوزارة البترول ووجود وزير البترول المهندس سامح فهمي بدأت عملية تذليل العقبات ودخل المشروع حيز التنفيذ وفقا للإتفاق الموقع بين الشركة والهيئة المصرية للمساحة الجيولوجية فإنه مع بداية الانتاج سوف تحصل الحكومة المصرية علي نسبة3% من الإنتاج( تحت بند إتاوة) ونسبة97% تسترد منها الشركة مصاريف الإنتاج والباقي بقسم بين الشركة وهيئة المساحة مع تحمل الشركة للضرائب ومن جانبه يري المحافظ مجدي القيعي أن هذا المشروع سوف يسهم بشكل كبير في دعم الاقتصاد القومي المصري وسوف يكون له مردود إيجابي علي زيادة معدل التنمية في مدينة مرسي علم ومجاوراتها حيث سيوفر نحو أربعة آلاف فرصة عمل خلال مراحله المتتالية.
و مقتفيا اثر اجداده قدماء المصريين يستكشف جوزيف الراجحي الصحراء الشرقية يحدوه الامل في العثور على مناجم الذهب التي صنعت مجد الفراعنة. فمنذ حوالي عشر سنوات يشرف هذا الاسترالي المصري الاصل على عمليات التنقيب التي تقوم بها شركة سنتامين التي تعمل حفاراتها على تلال جبل السكرى. ويقول الراجحي بفخر "لدينا حتى الان حقول مؤكدة تحوي 14 مليون اوقية من الذهب وهو ما يساوي بالسعر الحالي للسوق قرابة عشرين مليار دولار وهي موجودة في نصف تلة من المنطقة التي حصلنا على امتياز البحث فيها". بدأت مغامرة عائلة الراجحي في الصحراء الشرقية لمصر في التسعينات عندما استلهم الاب سامي الفكرة من لوحة بردي كانت معروضة في متحف تورين في ايطاليا. وربما تكون هذه اللوحة، التي يعود تاريخها الى 1200 عام قبل الميلاد، هي الخارطة الجيولوجية الاقدم في العالم وهي توضح اماكن المناجم التي كان الفراعنة يجلبون منها الذهب في الصحراء الواقعة بين النيل غربا والبحر الاحمر شرقا.
ويؤكد جوزيف ان الفراعنة جلبوا منها 55 مليون اوقية ذهب وهي كمية كبيرة حتى بالمقاييس الحديثة. وحصل سامي، الذي كان يعمل في استراليا في مجال البحث عن مناجم الذهب، على امتياز التنقيب في منطقة قريبة من قريته الاصلية واقام فيها شركته سنتامين. ويقول عصمت الراجحي عم جوزيف ومدير المشروع "انه شئ جميل ان تعود الاسرة للتنقيب عن الذهب هنا بعد ان تفرقت في مختلف انحاء العالم .. انها عودة الى الجذور". ويضيف الرجل الذي كان لواء في قوات الدفاع الجوي قبل ان يتقاعد ان "هذا الحقل سيغير خريطة الصحراء الشرقية". ورغم ان شركة استرالية اخرى هي جيبسلاند ليمتد تنقب عن الذهب في الصحراء المصرية فان الشركات الكبرى في هذا المجال لم تتحمس بعد لهذه المنطقة. ويشرح جوزيف الراجحي ان "العقبة الرئيسية هي قوانين استغلال المناجم في مصر. اننا نقوم بعمليات تنقيب منذ سنوات وانفقنا 30 مليون دولار من دون ان نحصل على اي عائد وقليل من الشركات مستعدة لمثل هذه المخاطرة". ووفقا للقوانين السارية والموروثة من عهد الرئيس جمال عبد الناصر (1952-1970)، فان نصف عائدات شركة سنتامين يجب ان تذهب الى الدولة. وتعتزم مصر بالتعاون مع فرع للبنك الدولي هو المؤسسة المالية الدولية اطلاق تعديل تشريعي في تشرين الاول/اكتوبر المقبل للانتقال الى نظام الريع الثابت، حسب ما قال المسؤول في هذه المؤسسة فرانك سادر. ويوضح سادر انه بعد هذا التعديل التشريعي سيتم عقد مؤتمر لدعوة المستثمرين الى العمل في مصر. وللاستفادة ويعتقد جوزيف الراجحي ان "قانونا جديدا للمناجم سيدفع الشركات الى التقاتل من اجل الفوز بحقوق امتياز في مصر".
وتسعى شركة سنتامين الى تنمية مشروعاتها. ويقول عصمت الراجحي "اننا على وشك توقيع اتفاق مع السلطات لاستئجار قطعة ارض كبيرة بالقرب من البحر (الاحمر) لانشاء مدينة السكرى حيث سنبني بيوتا للعمال ومدارس ومستشفى ومركزا للابحاث الجيولوجية".. ويضيف جوزيف ان "السكرى يعد الان بالفعل واحد من اكبر مناجم افريقيا". ويتابع وهو ينظر الى ادوات الحفر التي تستخدمها شركته "امل ان تكون لدينا قريبا في هذا المكان اكوام من المال".
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)