الثلاثاء، مايو 14، 2019

كنا ندعي أننا قرابين ثمينة ولسنا ضحايا


كنا ندعي أننا قرابين ثمينة ولسنا ضحايا


قصيدة نثر   

 بقلم : رضا أحمد 

  








  


 لا يهم أن تعيش وحيدا؛

تأكد من حياد الريح قرب منزلك

كي لا يموت فيك الأمل مرتين جوار نفس الباب.


الحزن آخر شكواي في الليل

فيما تتفق الخراف حول ثغاء الجوع المناسب

كنت أجر قدمي من فم الأبجدية

عاجزة عن تذكر كلمة واحدة تنفع في الصراخ،

أمي وجدت نفسها توقف قلبي بحجر

وأبي يدحرج عينيه فوق نصل سكين

وأنا أفكر في ميتة مناسبة

بدلا عن الاكتفاء باللوذ إلى المقابر

وتصنع المفاجأة.

 دائما ما أتوقف قرب بحيرة جافة وأسألها 
عن مذاق الجوع.


أتذكر كيف أحببتك

وأنا لست امرأة خجلانة من التزين لسريري الفارغ،

أراقب القمر الذي تطلع إلى نافذتي

وفضل أن يموت في أحضان موجة باردة،

كما تقضي الأعراف

أطمئن نفسي بأنه لا بد من زورق تقضمه الأسماك

ومن رياح غامضة تقتلع جذوره في نشرة التاسعة

كي لا تضيع ثقتنا بالبحر،

أنا لا أثق في أهل البحر

خذني إلى السينما
لأتذكر في أي فيلم أحببتك
وأجدت حبكة المشاهد لنبقى معا.


ترقد هنا امرأة تشبهني

بفضل الحب؛

جعلتني أرغب أن أكون خنجرا

أكبر مع الرغبة

فيما الجميع يديرون ظهورهم لي.

ضمني إلى صدرك

أسفل الجسر الذي يعبره الجنود إلى الحرب،

أنصت إلى قلبي فقط

والجميع مشغولون

بحجم الخط الذهبي الأنيق لاسم الملك الجديد

والسيرة اللامعة 
تطفح بالدم فوق المعابد.

            
في المرة المقبلة

سيتسنى لي أن أخلط يدي بأوساخ الطريق

كي لا يقولون هذه المرأة تحمل معدتها على كتفيها وتتسول،

سأنكر وظيفة أجدادي في جمع اللغة العتيقة من الحوانيت؛

تجارتي التي تلفت

كانت أصابع تخبو كشموع صغيرة

لا تقوى على الاسترسال في الضوء،


سأفطن أن قلبي لم يعد الرفيق المناسب للطريق

ورأسي تحطمه طرقات الماضي

فيما أفتح الباب نفسه في ذاكرتي كل مرة

لامرأة ضريرة.




السبت، يناير 26، 2019


ملخص كتاب



أبي الغني أبي الفقير
تأليف الكاتب الأمريكي روبرت كيوساكي

Rich Dad Poor Dad
by Robert T. Kiyosaki

ترجمة رؤوف شبايك
( الجزء الاخير)

التغلب على معوقات النجاح

قد تتحلى بالشجاعة، وتتعلم قواعد المعرفة المالية، لكنك رغم ذلك تبقى متأخرا عن النجاح، سبب ذلك خمسة أسباب تعوق الناس عن الانطلاق في درب النجاح، وهذه الأسباب هي :


1 -  الخوف
2 -  التشاؤم
3 -  الكسل
4 - العادات السيئة
5 - الغرور

السبب الأول: الخوف من خسارة المال.

لن تجد عاقلا يحب خسارة المال، هذا أمر طبيعي وفطري، خاصة مع الأغنياء. لكن طوال حياة روبرت التي قضاها في التدريب، فإنه لم يقابل غنيا لم يخسر مالا في حياته. لكن روبرت قابل الكثيرين من الفقراء الذين لم يخسروا فلسا واحدا - في الاستثمار.
الكل يخشى على ماله، لكن الخوف ليس المشكلة، المشكلة هي كيف تتعامل مع هذا الخوف، ومع الخسارة، ومع الفشل. 
الفرق الجوهري بين الغني وبين الفقير هو في كيفية التعامل مع هذه الخوف.
لا بأس من الشعور بالخوف، فكلنا نجبن من أشياء، ونتشجع لغيرها. 
الخوف يربطك بالأرض، لكن لكي تحلق مع النسور في أعلى السموات، عليك أن تترك الأرض، عليك أن تغامر. 
من يخشى الفشل بدرجة مرضية مبالغ فيها، سيفشل.
من واقع خبرة روبرت في الحياة والتدريب، فهو لاحظ أن النجاح يأتي عادة بعد الفشل والخسارة، بل إن الفوز هو ألا تخشى الفشل. ولذا تجد كثيرا من الناس محرومين من النجاح لخوفهم من الخسارة، عملا بالمثل الأمريكي في ولاية تكساس: الكل يريد الذهاب إلى الجنة، لكن الكل لا يريد أن يموت.


حين قررالجنود الأمريكيون في حصن ألامو بولاية تكساس، أنهم لن يستسلموا وأنهم سيقاتلون حتى الموت، كان لهم ذلك، وماتوا جميعا لقلة عددهم وكثرة عدوهم. 
هذه الحادثة تلخص الكثير من طريقة تفكير أهل ولاية تكساس، فهم حين يغامرون، يغامرون بكل قوة وفي أشياء كبيرة، وحين يخسرون، فإنهم لا يدفنون خسارتهم، بل يتعلمون أسباب حدوثها ويتلافونها.
 رغم الهزيمة المنكرة لجنود ألامو، عاد الأحفاد وجعلوا من هذا الحصن مزارا سياحيا يحكي قصة الهزيمة، ويدر ملايين الدولارات.
إن الهزائم تنال من معنويات الفاشلين، وتدفعهم إلى عدم المحاولة مرة أخرى، على عكس الناجحين، الذين يحولون كل هزيمة وفشل إلى شيء إيجابي.
لا تدخل معترك الحياة خائفا من الفشل، ادخل معترك الحياة لكي تفوز.
لكن إذا كنت – بطبيعتك – تحب التعقل والتروي وعدم المغامرة، لا بأس بذلك، توجه إلى الاستثمارات الآمنة، لكن ابدأ مبكرا وأسرع الخطى لتلحق بالقطار.

السبب الثاني: التغلب على التشاؤم


خاصة في عالمنا العربي، وبسبب قرون مضت قضيناها تحت نير الاحتلال، تحولنا متشائمين بالسليقة، لا نرى في الكون سوى نذر المصائب والكوارث.
 لكل منا شكوكه في نفسه، ولا نفكر سوى في الجانب المزعج من المعادلة، ماذا لو غزوا بلدي، أو جارتها، أو نضب البترول، أو انهار سعر العملة، أو هوت البورصة، أو عجزت عن سداد أقساط القروض.
في عام 1992 ، جاء صاحب روبرت لزيارته في مدينته فينكس، ومتأثرا بالنجاح الذي حققه روبرت وزوجته، ولأن أسعار العقارات والبيوت في فينكس وقتها كانت متدنية، نصح روبرت صاحبه بشراء شقة واسعة من غرفتين واقعة في مجمع سياحي. كانت الشقة للبيع بمبلغ 42 ألف دولار، في حين سعرها خارج فترة الكساد 65 ألف.
بعد عودة الصاحب إلى بلدته، اتصل ليلغي الصفقة. اتصل به روبرت متسائلا عن السبب، فأخبره الصاحب أنه ناقش الصفقة مع جاره فنصحه بأن المبلغ كبير. سأله روبرت،هل الجار خبير استثماري ؟ لما جاء الرد بالنفي، أدت محاولات روبرت إلى إصرار الصاحب على الانسحاب.
في عام 1994 استرد السوق عافيته، وبدأت الشقة التي رفضها الصاحب تؤجر بألف دولار في الشهور العادية، وبألفين ونصف في الموسم، ليسترد استثماره خلال عامين ونصف.

 لليوم، لا يزال صاحب روبرت يدور في الساقية محاولا الخروج من دوامة الجري وراء لقمة العيش.
المتشائمون يشككون، والناجحون يحللون. 
إن ترك الخوف يسيطر على تفكيرك - يغلق عيونك عن فرص النجاح التي تلمع في سمائك. 
خذ هذا المثال :
في عام 1996 ، أخذ صديق آخر لروبرت يتلو عليه نذر التشاؤم بقرب ارتفاع أسعار البترول، وسرد عليه أسبابا وجيهة واحصائيات عديدة، واستمر يتوقع قرب نهاية العالم. أما روبرت، بعدما اقتنع بما يقوله صاحبه، أخذ يبحث عن شركة تنقب عن البترول، واشترى 15 ألف سهم فيها بسعر 65 سنت.
 في بداية 1997 بلغ سعرالسهم 3 دولار (ربح أكثر من 5 أضعاف) وهو استمر في الزيادة.

عوضا عن التفكير في الاستفادة من ارتفاع البترول، أخذ الصاحب يعدد ويلات الأمر، حتى أغلق عقله عن الجانب الآخر الإيجابي من الخبر والمعلومة والحقيقة.
قرأ معظمكم قصة كولونيل ساندرز مؤسس محلات كنتاكي KFC والذي بلغ سن 66 خاسرا كل شيء، لكنه عاد ليحاول من جديد أن يدق على باب النجاح، حيث حاول 1009 مرة عرض وصفته لطهي الدجاج المقلي على المطاعم، حتى وافق إحداها بعد 1009 رفضا، ومن هناك كانت بدايته مع الملايين.


السبب الثالث: الكسل

إذا لم تكن منشغلا في وظيفتك اليومية، فأنت منشغلا بمشاهدة تليفزيون أو سماع موسيقى أو لعبة فيديو أو مغازلة أو دردشة، وهذا أكثر أسباب الكسل: الانشغال طوال الوقت. 
وما علاج هذا الكسل و فقا لروبرت ؟
 العلاج هو : القليل من الجشع!


من وجهة نظر معظمنا، لكلمة الجشع معان سلبية لا تحصى، تعلمناها من آبائنا وأمهاتنا، ومن المجتمع حولنا. 
عندما كنا نطلب من آبائنا شيئا، كن نسمع إجابات مثل هل تظنني آلة نقود، أو ألا تفكر في إخوتك ؟ على الجانب الآخر، نجد آباء يضحون بكل شيء، حتى لا يشعر أولادهم أنهم ينقصهم شيئا، أو يغرقون في الديون من أجل شراء ألعاب لم تتوفر للآباء في طفولتهم و حرموا منها.
كان الأب الغني لروبرت يفضل مقولة: أنا لا أملك شراء هذه، ثم يحول السؤال، كيف يمكنك أنت يا بني أن تجمع ثمنها وتشتريها أنت بنفسك.
 مرد ذلك أن الجزء الأول من الرد يغلق ساحة التفكير أمام العقل، في حين يفتحها على مصراعيها الشق الثاني من الإجابة.
يرى الأب الغني أن مقولة أنا لا أملك شراء هذه هي كذبة كبيرة، فكلنا يستطيع، فقط إذا تركنا الكسل وعمدنا إلى التفكير القوي في طرق جمع ما يلزم لشراء ما نريد، بدون النظر إلى عامل الزمن.


يتمثل الكسل في الزعم بأن الأغنياء جشعين والجشع يورد المهالك.
 لو استثمرت قد أخسر كل شيء وأعود أفقر من ذي قبل.
 أنا مشغول حتى أذناي في عملي وما يتبقى لي من وقت أقضيه مع العائلة.
منذ الصغر، تعودنا على رفض ما نطلبه نحن من الآباء و الأمهات والمسئولين عنا، بشكل متكرر لا يقبل النقاش أغلق باب التفكير أمام عقولنا، فكبرنا ونحن متعودون على استحالة تحقق ما نتمناه أو نرغبه. 
بل حتى وأن تحقق لنا ما أردنا، تسلل إلينا الشعور بالذنب وتأنيب الضمير، فما فعلناه هو الجشع!
حين أراد روبرت الخروج من متاهة الفأر/ الفقر، سأل نفسه كيف يمكنني ألا أحتاج للعمل لدى الغير أبدا ؟ ومن ساعتها وعقله يعمل للعثور على إجابة لهذا السؤال.
الجشع القليل الذي يتحدث عنه روبرت هو أن نفكر: بماذا سيعود علي من منافع العمل الذي أقوم به ؟

 كيف أستفيد من صحتي وقوتي وخبرتي وعقلي ؟
 كيف كانت حياتي لتكون إذا أصبحت غنيا عن العمل لدى الغير؟ 
إن قليل الجشع مفيد، على عكس كثيره، مثله مثل الماء.

السبب الرابع: العادات السيئة

يحكي لنا روبرت عن والده الغني، الذي كان يدفع لنفسه نصيبها قبل غيرهم، ففي حين يسارع أصحاب الديون المستحقة عليه في التهديد و العواء إذا تأخر في السداد، فهو كذلك يثور إذا لم يستثمر جزءا من دخله الشهري.


هذا التأخر في سداد مستحقات الآخرين يدفعه رغما عنه للتفكير في طرق يسدد بها أقساط ديونه، ما يجعله في النهاية يزيد من دخله، فالعقل إذا سيطرت عليه فكرة، وجد لتنفيذها سبيلا، ولو بعد سنين.
إذا دفعت مستحقات الغير قبل مستحقاتك، ستبقى هكذا حتى النهاية، في حين إذا اقتطعت مخصص الاستثمار من دخلك الشهري، فحتما سيأتي يوم تسدد فيه كامل ديونك.
 درب عقلك على التفكير الحتمي في زيادة مصادر دخلك، واجعلها عادتك، هكذا يفعل الأغنياء.

السبب الخامس: الغرور

الغرور = حب النفس + الجهل.
ما تعرفه يجلب لك المال. 
ما تجهله يجعلك تخسر.
 في كل مرة تغتر فيها، ستخسر.
دون أن نشعر، نلجأ أحيانا للغرور والزهو بالنفس لنخفي حقيقة أننا نجهل الأمر غير الملمين به.
عندما تجد نفسك جاهلا، اعترف بالأمر، وأسرع في جمع المعلومات واستعن بخبير وبكتاب دقيق لتغير هذا الجهل إلى خبرة عميقة.


السؤال الآن، كيف تبدأ في الاستثمار؟
ليته كان سؤالا سهلا، لكنه ليس بالصعب كذلك، على أن إجابته الصحيحة لديك أنت عزيزي القارئ، فكما لا تستطيع خياطة ثوب يناسب البشرية جمعاء، لن تجد حلا قابلا للتنفيذ في كل البقاع ومع كل البشر.
الإجابة تأتي بأن توقظ المارد النائم في عقلك. 
أيقظ العبقري المالي داخلك. 
توقف عن الاعتقاد بأن المال أصل الشرور كلها.
 ليس المال بأم الكبائر والخبائث، بل هي اليد التي تتحكم فيه. 
نجاحك المالي لا يعني تحولك التلقائي لتكون من أصحاب النار.
لقد تعلمنا كلنا كيف نتقن مهارة ما لنعمل من أجل المال، لكننا لم نتعلم كيف نجعل المال هو من يعمل لدينا.


لكي يوقظ كل منا هذا المارد النائم داخله، يعطينا روبرت 10 خطوات:

1 - أنا بحاجة إلى سبب ودافع أقوى من الواقع (قوة الروح)

تسأل كل الناس: هل تريد أن تكون غنيا ؟ لتحصل على إجماع في مقولة نعم.
لكن ما أن يرى الناس الطريق الصعب لبلوغ الثراء والغنى، حتى يقنعوا بالوظيفة والراتب الشهري.

يجب أن تركز على دوافعك للعمل من أجل الثراء، بداية بأن ترفض أن تعيش موظفا أجيرا بقية حياتك، أن ترفض تحكم مديرك فيك، أن ترفض تأخرك المتكرر في العمل عن أسرتك. 
هذا الرفض يجب ألا يتوقف، وأن تمرره بدورك إلى أولادك ومن تهتم لهم، هكذا يفعل الأغنياء.
يجب أن تنبع الرغبة في التحول إلى الثراء من داخلك، من أجلك ومن أجل من تعول، ومن أجل من تهتم لأمرهم.
فبدون سبب قوي، ودافع أقوى، فكل ما في الحياة صعب التحقيق.

2 – أنا حر في الاختيار (قوة الاختيار)

مقابل كل قرش من الاموال التي نمتلكها في أيدينا، فإننا نملك معها القدرة على أن نكون من الطبقة الغنية أو المتوسطة أو الفقيرة. عاداتنا الإنفاقية هي ما يحدد ما نحن عليه. 
عادة ما يخسر الجيل الثاني في العائلات الغنية كل ما جمعه الجيل الأول، وينتهي أمرهم إلى الإفلاس والفقر، لأنهم لم يتعلموا الحفاظ على مصادر دخلهم وتنميتها.
بينما تختار فئة كبيرة من الناس ألا يكونوا أغنياء، فالمال تارة مصدر كل الشرور، والانشغال بالمال يلهي عن أشياء معنوية أهم، ومنهم من يستسلم دون قتال بالقول سأعيش فقيرا حتى أموت، أو من يظن أنه لا زال صغيرا ، وأن بإمكانه اللحاق بالقطار في المستقبل القريب.


قد لا تملك المال، لكنك تملك وقتك، وقد تملك الكثير منه، وإنفاق هذا الوقت ملكك أنت، وأنت حر في أن تصنع به ما تشاء.
 استثمره في التعلم، فهذا ما يجب أن يكون عليه اختيارك. 
كلنا نملك حرية الاختيار، لذا اختر أن تكون غنيا، وكرر هذا الاختيار كل يوم وكل ساعة وكل ثانية.
 أول استثمار تستثمره هو وقتك بأن تستثمره في التعلم، تعُلم علوم الحياة، ما يفيدك في زيادة دخلك وفي زيادة قدرتك على الاستثمار.

3 - اختر أصدقائك بحرص (قوة الاقتران)


تعلم من جميع أصدقائك، الغني والفقير، الغني تعلم منه ما يفعله ليغتني، والفقير تعلم منه أسباب بقائه فقيرا ولا تكررها. 
لكن الأهم، تجنب الأصدقاء المذعورين الذين لا يرون في الدنيا سوى المصائب والكوارث ونذر التشاؤم.
 تجنب أن ينقلوا إليك خوفهم من المغامرة ومن الاستثمار ومن الخسارة.
تعلم من النصيحة المقدمة من محترفي ركوب أمواج البحر: إذا فاتتك موجة، لا تجري ورائها، انتظر الموجة التالية، فهي حتما قادمة.
 كذلك، إذا فاتتك فرصة استثمارية، انتظر التالية، لا تمض مع القطيع، وتفعل كما يفعل الناس والأصدقاء.

4  - كن سريع التعلم، تعلم شيئا جديا وأتقنه، ثم تعلم شيئا آخر.

يرى روبرت أن الشخص يتحول ليصبح ما يتعلمه ويدرسه، ولذا عليك أن تحسن اختيار ما تتعلمه، لأن عقلك من القوة بحيث يتحول ليصبح ما تعلمه له وما تذاكره، فمن يتعلم التدريس يصبح مدرسا، ومن يتعلم الطهي، يصبح طاهيا وهكذا. 
إذا أردت ألا تتحول مدرسا، تعلم شيئا آخر.
حين يتطرق الفكر إلى طرق و سبل جمع المال، نجد في عقولنا سبيلا واحدا: العمل بكد وجهد من أجله.

 حينما كان روبرت ابن 26 ربيعا، حضر تدريبا حول كيفية شراء العقارات المرهونة / المحجوز عليها. 
تعلم روبرت طريقة جديدة للحصول على المال، وخرج إلى الحياة ليضعها موضع التنفيذ.
في حين يحضر الناس الدورات التدريبية، يتعلمون فيها الجديد، فإنهم يخرجون منها غير قادرين على تطبيق الجديد الذي تعلموه، وأما روبرت، فبعد هذه الدورة العقارية، ظل 3 سنوات في عمله لدى شركة زيروكس في مراقبة العقارات المرهونة، محاولا تطبيق ما تعلمه.
 اليوم، تعلم كل الناس هذه الطريقة، وزادت المنافسة وقل الربح، ما جعل روبرت يزهد في هذه الطريقة، إلى أخرى أجدد، إذ تحول ليدرس أصول البورصة، والمضاربة في الأسهم، وغيرها.
في عالم اليوم ذي النبض السريع، لم تعد نوعية التعلم ذات الأهمية القصوى، بل مدى سرعة تعلمك لأشياء جديدة.

5 – أدي حقك أولا (قوة الانضباط الذاتي)

إذا لم تتمكن من السيطرة على نفسك، والتحكم في انفعالاتك، فلا تحاول أن تكون ثريا، فلا عائد يرتجى من الاستثمار في المال ثم جمعه ثم تبديده. 
إن ضعف دافع الانضباط الذاتي هو ما يجعل الزيادة في الراتب تتبدد قبل أن تدخل حسابك، وهي التي تجعل الميراث الضخم يتبخر في أيام معدودات.
رغم صعوبة تحديد أي من هذه العشر أكثر أهمية، لكن هذه النقطة هي أصعبهم بكل تأكيد: التحكم في النفس وضبطها! إن من ينهارون تحت وطأة الضغوط المالية – لن يصبحوا أغنياء مهما اجتهدوا، ولذا من الأهمية بمكان تعلم كيفية إدارة أشياء ثلاثة:
1  - إدارة التدفق المالي
2  - إدارة الأفراد العاملين معك
3 -  إدارة الوقت الشخصي


إن هذه العبارة ظهرت أول ما ظهرت بقوة كانت في كتاب أغنى رجل في بابل، ورغم ملايين النسخ المباعة، لكن قلة هي من نفذت ما جاء فيه.
 إن اقتطاع جزء من دخلك يتطلب قدرا كبيرا من الحزم مع النفس، ومقاومة كبيرة للمغريات. 
كل شهر، ستجنب قسما من دخلك لشراء أصول، وبذلك تدفع حقك أولا وقبل أي شيء.
يحكي لنا روبرت كيف طبق هذا المبدأ على نفسه بقوة وصرامة، ما أخر عليه دفع فواتير الكهرباء، ومستحقات الضرائب، وأقساط القروض البنكية، لكنه دفع حقه قبل أي شيء ! 
يسمح كثير من الناس لأمور الحياة بأن تبعدهم عن مسارهم الذي خططوا له، أما من يقاومون التيار ويتحلون بالشجاعة، فيصبحون أغنياء.
 قد لا تكون ضعيفا، لكن ما أن يتعلق الأمر بالمال، حتى ينال منك التخاذل وسوء قياس الأمور.

لا تفهم هذا الكلام على أنه دعوة لعدم سداد ما عليك من ديون ومستحقات، هذه الدعوة موجهة لكي تعتبر نفسك من ضمن الدائنين، وأنها الأولى من حيث الأهمية في الترتيب.
 كذلك، من الأفضل لك ألا تصبح مدينا من البداية. 
هل تريد شراء أصل ما ؟ لماذا لا تجعل هذا الأصل يدفع مستحقاته من عوائده التي يدرها ؟ 
أيضا، احرص على خفض مستوى نفقاتك
إن أسوأ شيء يمكنك أن تفعله هو أن تستعمل مدخراتك لسداد ديونك. الاستعمال الوحيد للمدخرات هو لجلب المزيد من المال عبر الاستثمار.

6  - احرص على توفير النصيحة والمشورة الجيدة

اجمع حولك سماسرة وخبراء ومستشارين على قدر كبيرة من المهارة، واعهد بالأمر إلى أهله.
 كثيرا ما نصح الأب الغني روبرت بأن يستعين بالخبراء المحترفين، فهم – إن كانوا محترفين فعلا – سيجلبون لك المال الوفير، ما يمكنك من دفع أجورهم العالية، وتحقيق ربح أكبر مما كنت لتحققه بنفسك. 
اجمع حولك هؤلاء الخبراء، وادفع لهم بسخاء.


إذا كنت لتستعين بخدمات سمسار عقارات / أسهم، اسأله أولا عن العقارات / الأسهم التي يستثمر فيها شخصيا، وكم الضرائب التي يدفعها (بشكل قانوني) عن استثماراته هذه.
احرص على أن يشاركك هذه السمسار حب المجال الذي تستثمر فيه، واحرص على أن يكون له نصيبا من الأرباح التي يرشدك إليها، حتى يبقى معك.
 استعن بخدمات السمسار الذي يحافظ على مصالحك قبل كل شيء.
كن عادلا وسيكونون كذلك معك.

7 – كن معطاء مثل الهنود الحمر

عندما جاور المستوطنون البيض قبائل الهنود الحمر في قارة أمريكا الشمالية، تبادلوا الهدايا، لكن الهنود الحمر كانوا يهدون الأغطية الثقيلة لجيرانهم ليستعينوا بها على برد الشتاء القارص، لكن ما أن ينتهي فضل الشتاء، حتى عاد الهنود الحمر وطالبوا بهداياهم ومعاطفهم. 

هذه الهدايا كانت ذات أمد محدد، تعود بعدها إلى صاحبها الأول.
افعل الشيء ذاته مع أموالك التي تضعها في استثمار أو أصل ما، وفكر دائما: متى ستعود أموالي إلي ؟ 
هذا السؤال يحمل اسمها اقتصاديا أنيقا، إنه العائد على الاستثمار أو  Return On Investment او كذلك اختصارا ROI .


 يهوى روبرت رياضة العدو، وهو بذلك يتعرف على أخبار العقارات المحيطة بسكنه، وهو وجد عقارا مرهونا
لدى البنك مقابل 60 ألف دولار، فعرض روبرت على البنك دفع مبلغ 50 ألف نقدا وعدا.و وافق البنك على الفور.
من واقع خبرة روبرت، يمكن تأجير وحدات هذا العقار بمبلغ 2500 دولار في موسم طوله أربعة أشهر من السنة، وبقية الأشهر يهبط الإيجار إلى 1000 دولار.
وبهذا، استرجع روبرت رأس ماله المستثمر خلال سنوات ثلاثة،وما بعدها ربح صافي.
من حصيلة 10 استثمارات كهذه، يحقق روبرت أرباحا في اثنين أو ثلاثة منها، ولا يربح أو يخسر في 5 أو 6 منها، ويخسر في البقية.

 لكن الحصيلة دائما ما تكون أفضل من أرباح الودائع البنكية. إن ذات النسبة تتحقق مع استثمارات البنوك.

8  - عوائد الأصول هي التي تشتري لك الكماليات

حين أصر ابن صديق روبرت البالغ من العمر 16 عاما أن يحصل على سيارته الأولى، لأن أقرانه وأصدقائه يقودون سياراتهم بدورهم، لجأ أبوه إلى روبرت طلبا للنصيحة: هل يجعل ابنه ينفق مدخراته في شراء السيارة، أم يدفع الابن ثمن هذه السيارة؟
رد روبرت كان: في كلا الحالتين أنت ستعالج المشكلة بشكل جزئي ولفترة زمنية قصيرة، لكن السؤال الأهم: ما الذي سيتعلمه ابنك من هذا الموقف؟
فهم الصديق مغزى روبرت،وذهب إلى ابنه،وأخرج لعبة التدفق المالي Cash Flow التي اخترعها روبرت  لتقرب إلى أذهان الناس الأصول والخصوم والديون والاستثمارات. 

بعد قضاء ساعات في اللعب، وفي مناقشة سبل الاستثمار المتوفرة، اتفق الأب مع ابنه على إقراضه 3 آلاف دولار من ماله الخاص، مقابل أن يترك مدخراته لدفعها في مصاريف تعليمه الجامعي.
لكن كان هناك شرطا واحدا: لا يستطيع الابن إنفاق الآلاف الثلاثة في شراء السيارة، بل من عائدات استثمار هذه الآلاف. أرفق الأب مع النقود اشتراكا في جريدة " وول ستريت جورنال " المتخصصة في الأخبار المالية والاقتصادية ، ومعها بعض الكتب التي تشرح آليات المضاربة في البورصة.


ذهب الابن لشراء بعض الأسهم في البورصة، وحالفة التوفيق في البداية فربح بعض المال، لكنه خسر كل أرباحه ومعها ألفين من الثلاثة. 
لكنه، ورغم خسارته هذه، التهم الكتب التي وفرها له والده، وتابع الجريدة باهتمام شديد، وبعدما كان يقضي الوقت في مشاهدة مقاطع كليبات الأغاني، تحول لمتابعة قنوات الأخبار الاقتصادية.
لقد تعلم الابن أفضل درس يمكنه أن يتعلمه في حياته. 
ماذا عنك ؟؟

9 – الحاجة إلى الأبطال

حين كان روبرت صغيرا، كان يتتبع أخبار مشاهير رياضة البيسبول التي أحبها روبرت، وحينما كان يلعب مع أقرانه، لم يكن يلعب بصفته الشخصية، بل وكأنه واحدا من أبطاله المحبوبين.


 اليوم، حين يستثمر روبرت، فإنه يتصرف مثل وارين بافيت أو دونالد ترامب، ويقرأ ما يقرؤونه ويستثمر فيما يستثمرون فيه، ويقرأ كتبهم ليفهم السبيل الأفضل للاستثمار.
الأبطال يجعلون المصاعب تبدوا هينة، فإذا كانوا هم قادرين على فعلها، فكذلك أنا وأنت.
 حين يجعل الكثيرون عملية الاستثمار صعبة وخطيرة بل مستحيلة، ابحث عن أبطالك وتصرف كما كانوا ليتصرفوا لو كانوا مكانك.

10 –  علم غيرك وسوف تؤجر

تعلمنا الاديان أن العطاء (ولو كان قليلا) لوجه الله يعود عليك بالأجر والثواب، في الدنيا والآخرة، ويزيدنا روبرت بالقول أنك حين تضيق في وجهك الأبواب، افعل الخير وابذل العطاء، وانتظر المردود الوفير، في وقته الذي يريده لك الله، لا الذي تريده أنت. 
حين يحتاج روبرت إلى المال، فإنه ينفقه في أوجه الخير، ليجده يعود إليه أضعاف ما أنفق.

يشبه روبرت الأمر بحفرة النار التي يوقدها الناس طلبا للدفء، فما لم يمدوها بالحطب، ويستمروا في هذا المد، فلن يحصلوا على الدفء المنشود .

ملاحظات شخصية من معد هذا الملخص :

- ترجمت مكتبة جرير هذا الكتاب إلى العربية، ونشر ته في عام 2003 (تقريبا)، ولذا أنصحك بقوة بأن تشتريه، وتذكر الحكمة القائلة: ما جاء بشكل سهل، ذهب بشكل أسهل. 
إن دفعك النقود في شراء هذا الكتاب سيدفعك – بشكل غير مباشر – لقراءته كاملا والاستفادة مما فيه.
- الأفكار المالية الجديدة التي احتواها هذا الكتاب لا تقدر بمال، لذا لا تبخل بها عمن لم يقرأها.
اعمل على نشر هذه الأفكار بين أصدقائك ومن تهتم لأمرهم، لكن الأهم: علمها لأبنائك، دعنا نخرج جيلا من بعدنا يملك هذه الدنيا – لا أن تملكه الدنيا - جيلا حرا، لا جيلا موظفا مستعبدا.
- هذا الملخص لا يغنى بأى حال عن قراءة الكتاب الاصلى .