الثلاثاء، مايو 31، 2011

إبن الناس .. إبحار في مملكة زعيم الأغنية الشعبية .. محمد رشدى ( جزء خامس )


أخر حوار شامل مع الفنان الكبير قبل رحيله

رشدي.. نجح في صمت.. رغم أنه يتألم في صمت.. ولكنه مازال صلبا.. ورغم مرضه أصدر ألبومه الأخير.. 'دامت لمين' ليكتسح ألبومات المطربين الشباب رغم الحملات الإعلانية التي صاحبت ظهور ألبوماتهم.. محمدرشدي الذي ركب قطار الغناء في دسوق.. هو جزء من شريط سينمائي.. لأنه أبو الأغنية الشعبية.. وليصبح شاهدا علي عصر تدهور الأغنية حيث يصور لحظة غريبة ولحظة ميلاد جديدة وسط كهربة مزيفة في المشاعر والأحاسيس.. وبعد أن انهالت علي أبصارنا فتيات البورنوكليب والأجساد العارية.. بعد أن سلبوا الجمهور أجمل شيء وهو الإحساس.. وسرقوا رشدي وهو مازال حيا.. ولكن الأمراض التي ألمت به من فشل كلوي وهشاشة العظام جعلته مخدرا طول الوقت.. مثلما الأمراض التي ألمت بالساحة الغنائية والفشل المزمن في الأغاني وهشاشة الكلمات.. حكايات كثيرة وحواديت يحكي عنها في هذا الحوار..
حزمة الأمراض التي أصابت الفنان محمد رشدي لم تمنع صوته الشجي من مواصلة الغناء.. عشرات السنين كانت رحلة رشدي مع المرض والتي بدأت بالسكر وارتفاع ضغط الدم وفقد 82 % من دمه في نزيف حاد.. وفي عام 2003 اكتشف وجود ورم بالمعدة تم استئصاله ثم ظهر ورم وتضخم بالبروستاتا وأثناء علاجها اكتشف وجود خلل في وظائف الكلي والذي أدي لأن يلجأ للغسيل مرتين أسبوعيا لكنه مازال صلبا..
في نظرة عينيه توترا وفي كلماته وترا مشدودا يعزف في انفعال مكتوم وفجأة تهتز المشاعر بجانب الفرحة التي ارتسمت علي جبينه من نجاح الألبوم نوعا آخر من الانفعالات التي تمثل الخوف والقلق علي مستقبل الأغنية
فعلي قمة توزيعات الكاسيت في مصر والعالم العربي تربع محمد رشدي بألبومه الأخير «دامت لمين» لعام2004 محققا توزيعات إجمالية قدرها 675 ألف نسخة بالطريقة الشرعية أي ما قامت الشركة المنتجة بتوزيعه في سوق الكاسيت ومليون و400 ألف نسخة بالطريقة غير الشرعية أي عن طريق مافيا المضروب المنتشرة في الميادين العامة والأحياء الشعبية وتباع الألبومات فيها بربع ثمنها الأصلي فلا يتجاوز سعر الألبوم حاجز الثلاثة جنيهات.
وبهذا الرقم الضخم الذي لم يتحقق في سوق الكاسيت منذ ستة أعوام اكتسح رشدي كل المطربين والمطربات رغم أن التوقيت الذي صدر فيه الألبوم في مطلع سباق الصيف شهد صدور عدد كبير من الألبومات لمشاهير الغناء في مصر والوطن العربي وفي مقدمتهم عمرو دياب وإليسا ونانسي عجرم وهشام عباس وجورج وسوف وأكثر من 50 مطربا ومطربة نزلوا معه سباق الصيف لم ينجح أي منهم في تحقيق نصف النسبة التي حققها هو رغم الدعاية المكثفة التي صاحبتهم جميعا والتكلفة العالية لألبوماتهم هذه وهو ما أعاد الأمل مرة ثانية لأصحاب الأصوات الجميلة أو المطربين الحقيقيين بعد أن كان الجميع شعروا بيأس شديد بسبب زحف الأصوات الضعيفة وسيطرة الكليبات العارية لذلك قامت الشركة المنتجة ببذل مجهودات مكثفة لتسجيل أغاني ألبومه الجديد «البيت القديم» لإصداره في نفس التوقيت ويضم 10 أغنيات رائعة
واتفق مطربنا الراحل مع منتج الألبوم نصر محروس علي تصوير أغنية «قطر الحياة» التي يتضمنها الألبوم بالحي الريفي بمدينة الإنتاج الإعلامي وبالفعل توجهوا سويا وكانت الكاميرات وفريق العمل بالكامل سبقهم في الذهاب وذلك في يوم 22 مارس الماضي وتصادف أن الجو كان شديد الحرارة مما كان يدفع رشدي لتصوير جزء بسيط ثم يجلس رشدي في السيارة المكيفة ثم يعود حتي شعر بإعياء شديد واشتدت الحالة سوءا عند وصوله لمنزله فلم يقو علي الوقوف مما دفع أفراد أسرته لإدخاله الفيللا علي كرسي متحرك وتوقعوا أن تكون متاعب الكلي التي يعاني منها منذ 14 شهرا ويقوم بإجراء عملية غسيل كلوي لمدة ثلاث مرات أسبوعيا هي السبب في تدهور حالته بهذا الشكل إلا أن الدكتور عمر الخشاب المشرف علي علاجه أكد لهم أنه يعاني من نزلة شعبية حادة ولم يمض من الوقت الكثير حتي شعر بصعوبة في التنفس فتم نقله لمستشفي السلام ووضعه علي جهاز التنفس الصناعي

من غرفته رقم 507 بمستشفى السلام الدولي الواقع على كورنيش النيل بالمعادي قال إنه "مستسلم لامر الله تعالى لانها إرادته" رغم كونه مندهشا جدا من كم الامراض التي أصابته ، وكيفية علاجها مشيرا إلى الكم الكبير من الادوية التي يتعاطاها وعمليات الغسيل الكلوي المتكررة: ثلاث مرات أسبوعيا أضاف أنه يحمد الله أن الازمة الصحية فاجأته بعد أن انتهى من تسجيل جميع أغنيات ألبومه الجديد (البيت القديم) الذي يضم عشرة أغنيات جديدة كان قد بدأ تصوير احداها بعنوان (قطار الحياة) بطريقة الفيديو كليب لكن مضاعفات الاصابة بالالتهاب الرئوي منعته من اكمالها وسقط على الارض مغشيا عليه أثناء التصوير ليتم نقله إلى المستشفى وبقي هناك منذ ذلك اليوم
- قال إن ما شجعه على تقديم ألبوم جديد هو النجاح الكبير الذي حققه آخر ألبوماته (دامت لمين) بين الشباب رغم التحذيرات الكثيرة التي لقيها قبل اصداره باعتبار أن الشباب يبحث عن الاغنيات الشبابية الراقصة التي تضم موسيقى غربية غريبة ومع ذلك كشف الالبوم أن من بين الشباب من يسمع الفن الراقي وأن الغناء الموجود أصبح سائدا لانه لا يوجد غيره
  -وتحدث عن الاسباب التي ادت إلى نجاح البوم دامت لمين فقال :
ألبومى وزع اكثر من500 ألف نسخة وهو رقم لم يصل إليه أى مطرب هذا العام بما في ذلك عمرو دياب ، وحقق أرباحاً زادت عن مليون جنيه على رغم أن سعره كان عشرة جنيهات

وقال انها القدرة علي الغناء والخبرة التي اورثني الزمن اياها، فان هناك تفاصيل فنية معينة قد يفعلها من لا خبرة له فلا تضيف اليه، ويفعلها من له خبرة فتلعب معه دوراً مختلفا، وقد حصل هذا الالبوم علي اكبر نسبة توزيع في المنطقة العربية كلها.
,فهذا توفيق من الله ثم إنني أعمل ما بوسعي وطاقتي والباقي على الله، المهم أنني لم أقدم أي تنازلات مثلما لم أتنازل طوال مشواري مع الأغنية، فأحرص على تقديم كل ما هو أصيل ومعبر، حيث إن الفنان يتحمل جزءاً كبيراً من نجاح أو فشل الأغنية.
ولكي يكون الفنان ناجحاً يجب أن يلتزم بالصدق والأمانة في العمل بعيداً عن التفكير في جمع المال أو أداء أغنية فيديو كليب تظهر بها الراقصات أكثر من المطرب

وبشكل عام أعتقد أن الصدق وراء نجاح أى عمل ، فأنا اعشق الفن وأحرص على الصدق في اختيار الكلمات والالحان حتى يصل أدائي وإحساسي للناس ، إضافة إلى أنني راهنت على الشباب في ألبوم "دامت لمين" ، وبالفعل كانوا عند حسن ظني وأثبتوا أن لديهم الكثير ويجب أن نعطيهم الفرصة ولا نهاجمهم بسبب ومن دون سبب.
من ناحية أخرى ، اتخذت أغنياتي الأخيرة شكلاً جديداً في توزيعها ، فقد كان المألوف بالنسبة لي هو أن يردد الكورال المطلع ورائي ، أما الآن أصبح صوتي يذوب في صوت الكورال ليكونا توليفة غنائية جديدة.
  - ويضيف رشدي أن ألبومه الأخير 'دامت لمين' اشتغلت فيه لمدة ثلاث سنوات وتعاملت مع الشباب الجدد وكنت عامل زي التلميذ وأنا بطبيعتي مطيع جدا..


* وهل ما ذكرته يعد سبب ضعف أو فشل الأغنية العربية؟ 
   - هذا أحد الأسباب، ويضاف إليه عدم وجود المؤلفين المميزين، الأمر الذي أدى إلى عدم وجود رؤية واضحة للأغنية على عكس ما كان يحدث في الماضي، حيث عناصر الأغنية من لحن وكلمات وصوت يكملون بعضهم في تقديم رؤية راقية وواضحة تشغل بال الجميع ويحرصون على تقديمها

* الحديث عن الماضي يجرنا إلى الحديث عن مشوارك مع الغناء فكيف كانت البداية؟
  - البداية كانت من مدينة دسوق بمحافظة كفر الشيخ، حيث شاهدت الذين يمثلون ارتجالاً، وسمعت أدهم الشرقاوي في بعض المناسبات.

لذلك عندما عملت أدهم الشرقاوي كان أول نجاح لي ولم يقف أمامي أحد لأنني ذهبت لسوق الكانتو وبحثت عن من غنى الموال في مصر، وكانت ملحمة أدهم الشرقاوي عبارة عن 85 موالاً مطلوب مني ألحنها وأغنيها بشكل درامي لصالح العمل، وعندما حاول المنتج رمسيس نجيب عمل فيلم أدهم الشرقاوي كلَّف مرسي جميل عزيز بكتابة المواويل، ومحمد الموجي بتلحينها واستطاع أن يؤثر على عبد الحليم بأن يغنيها في الفيلم ، وفشل وأنا وقتها كنت مع عبد الحليم حافظ، ركبنا الأسانسير الذي يطلع الدور العشرين وكان عبد الحليم عنيداً رغم أنه لم يظهر في الفيلم، ولكنه اتصل بعبد الرحمن الأبنودي وقال له أنا عايز أغاني شعبية بس مش زي بتاعة صديقك رشدي، وفعلاً عبد الرحمن ألَّف له أغنية (توبة).

خلافات حليم
* هل هذه كانت بداية خلافك مع عبد الحليم حافظ؟ 
  - لم يكن خلافاً بهذا المعنى الذي أشيع وقتها، حيث قيل في هذه الفترة إن الخلافات وصلت إلى حد العداء ولكن في الحقيقة حدثت منافسة فنية صبت لصالح الفن، فبعد أغنية توبة التي كتبها الأبنودى لحليم حدث أن التقيت في أحد الأيام وأنا جالس في معهد الموسيقى شاباً اسمه حسن أبو عتمان جاء من المحلة الكبرى ومعه نص (عرباوي) و(حسن المغنواتي)، وبدأت أرد على عبد الحليم في الأغاني، وفي الحقيقة قام عبد الحليم حافظ بالذهاب إلى مدير الإذاعة المصرية وقتها وقال له: (كل ما أعمل غنوة محمد رشدي يحرقها لي)، وكان الشاهد في هذه الواقعة محمد جلال رئيس تحرير مجلة الإذاعة والتليفزيون سابقاً، وفعلاً مدير الإذاعة قال أوقفوا أغنية محمد رشدي وبثوا أغنية حليم، ورد عليه محمد جلال وقال (الواد غلبان توقفوا أغنيته ليه)، ورغم هذه الواقعة كانت الخلافات بيننا خلافات عمل، ولكنه كان زميل عمري، دخلنا الإذاعة مع بعض، ودخلنا الامتحان مع بعض، ونجحنا أيضاً مع بعض
* هل هناك اختلاف كبير بين الأغنية الشعبية زمان وفي هذا العصر؟
  - زمان كنا نستدعي روح التراث، لذلك عرف الغناء الشعبي بالأدب الشعبي، فمثلاً الأبنودي جاء ليمثِّل منطقة الصعيد ويستدعي روح التراث والفلكلور، أيضاً محمد منير فنه بكر لذلك هو صادق فيما يقول، أما الآن بيصنعوا الأغنية الشعبية.
 * كيف؟
  - مشكلة هذا الجيل أنهم مقاولون، ولم يكتف بالغناء لكنه أخذ العملية من بابها، فمثلاً لو يمتلك مليون جنيه عايز يطلع 750 ألف جنيه، لذلك يأتي بالمؤلف الرخيص والملحن ويستبعد الكبار، وهو بذلك يؤذي نفسه بنفسه
 * تقصد الألبومات الشبابية؟
  - هذه هي الكذبة الكبيرة التي أطلقوا عليها أغنية شبابية، عبد الوهاب وأم كلثوم غنيا للشباب، ولا أعرف من السبب في إطلاق كلمة أغانٍ شبابية أو سينما الشباب إذا كان الفنان متجمداً وجالساً في منزله يريد إعادة العصر القديم فهو مخطئ، ولكنني لم أجلس في البيت وقدمت الأغاني القديمة بتوزيعات جديدة، وأم كلثوم غنت لبليغ حمدي وهو عنده 20 سنة وهذا ذكاء المطرب
* هل يعني كلامك أنك ضد الشباب؟
  - أنا لست ضد الشباب.. ولكن مطربي هذه الأيام أصبح المنتج والمنفذ والمغني.. وبقي ماسك الفلوس في جيبه عايز يعمل عمارة وسيارة شبح علي حساب صوته لذلك هؤلاء المطربون لن يصنعوا تراثا لأنفسهم.. لذلك تعدوا علي حقوق الناس اللي عايشة وبيغنوا أغاني العمالقة.. وهؤلاء المطربون بيأخذوا فكر ناس ببلاش ويطلعوا يغنوا أغنية لعبدالحليم أو لعبدالوهاب أو لرشدي وغيرهم.. ويطلعوا زي البهلوانات ويكذبوا علي الجمهور المفروض يحاسبوا أنفسهم ويبيعوا عفش بيتهم لكي يعملوا أغاني جميلة.

* هل يعني كلامك أن الغناء تحول إلى تجارة وصناعة ؟
  - كلامي يعني أن الغناء تحول الى فن إدارة ، فالموهبة تحتاج الآن إلى فكر وتخطيط وعلم ، فالساحة الغنائية مليئة بالعديد من الموهوبين ولكنهم لا يجدون فرصتهم، و في الوقت نفسه هناك الكثيرون من أصحاب الإمكانات الفنية المحدودة ولكنهم ناجحون على رغم ذلك لأنهم يفكرون بشكل جيد. فالفيصل حالياً هو العقل وذكاء الفنان واستناده لإدارة واعية وعلمية
* وكم تكلف ألبومك الأخير؟
  - لا أعرف تكلفة الألبوم، فنحن من جيل لم يكن يهمنا المال، فشركة عبد الحليم حافظ بيعت بملايين لو صحي عبد الحليم من تاني هيموت من الخضة، وأم كلثوم ماتت وأجرها ثلاثة آلاف ونصف في الحفلة الشهرية، وأنا أول حفلة غنيت فيها كان أجري 3 جنيهات، وأكثر حفلة تقاضيت فيها حتى الآن 5 آلاف جنيه، لكن الملايين التي يأخذها الشباب خطأ فادح عليهم، بالإضافة إلى أنه ليس لدينا الآن المنتج الفني لكي يشاركهم في العمل، المنتج الآن يقول للمطرب كفاية (الهد) والباقي حشو ويتم الضحك على الجمهور الذي يشتري هذه الألبومات

* هل تحصل على نسبة من أرباح البوماتك مثل الشباب ؟
  - لا أتعامل بهذه الطريقة ، ولكن أحصل على أجر محدد فقط ، و التعاون بيني وبين محروس عبد المسيح يتم بالكلمة والأجر.


  * ما رأيك في الغناء الشعبى حالياً ؟
  - الغناء الشعبي حالياَ ليست له سمة مميزة و لكنه عشوائي ، فهناك العديد من المؤدين الشعبيين الجيدين على الساحة حالياً ، و هناك أيضاً الردئ في الوقت نفسه.
فهدى مثلاً يتشابه لونها الغنائي مع ما تقدمه فاطمة عيد ، بينما يعد حكيم من أنجح من يقدمون "لون ابن البلد" ، إضافة إلى حسن الأسمر الذي أعتقد أنه يتمتع بموهبة شعبية حقيقية ، ولذلك فأنا دائماً ما أساند المطربين الشعبيين الجدد ، و كنت صاحب فكرة ضم هدى وعصام كاريكا وتامر حسنى لنقابة الموسيقيين
 * هل هناك أصوات علي الساحة تصلح للأغاني الشعبية وما رأيك في المطربين الشعبيين الذين ظهروا خلال هذا العام؟
  - هناك أصوات شعبية لا تعرفها هل هي صوت ست ولا راجل وعموما كل الأصوات نسائية ولا تعرف هل هي مشكلة الجينات ولاٌ تلوث البيئة.. بالإضافة إلي ذلك ليس عندهم مبررات.. الجماهير فقدت الخضة لأن علي المسرح 25 إيقاع علي 25 عازفا الجمهور 'انطرش' من الموسيقي الجديدة بتاعة السادة المحترمين..

* من المطرب الشعبي الذي تستمع إليه حاليا؟
  - حكيم دمه خفيف علي المسرح وبهاء سلطان بيفكرني بعباس البليدي مطرب قديم..
* هل هناك فرق بين جيلك والجيل الجديد من المطربين؟
  - فرق الالتزام.. كنا ملتزمين بطبيعتنا وكان هناك مناخ فني جميل.. وأقسم بالله
كنا لا نعرف الفلوس شكلها إيه.. والذي يقدم الآن ليس فنا ولكنهم بيسرقوا فلوس الجمهور وهذه انتهازية بيضحكوا بعقول الشباب.. والشباب رقص حتي تعب من الرقص ولكنهم في النهاية لم يحققوا أي شيء وعموما الشباب انصرفوا عنهم هذا العام..
 * ما الفرق بين الغناء الشعبى تحديدا الذي قدمه جيلكم وما يقدمه الجيل الحالى ؟
  - جيلنا عاش مرحلة البحث عن الذات على المستوى الاجتماعي والوطني والسياسى والدولى ، فأمريكا نفسها مثلاً كانت فى مرحلة البحث عن الذات. فأيامنا ، قدم ألفيس بريسلى أغانى من فلكلور الزنوج وتراثهم القديم وحرك المشاعر ، كذلك محمد رشدى ووديع الصافى وفيروز وغيرهم فى وسط معركة البحث عن الذات ، ونتيجة لذلك أصبح لكل منا خطه الخاص ولونه المستقل الذي يميزه عن الآخر. أما الآن فالمسألة عشوائية غير مستقرة.
* ما تقييمك للمشهد الغنائى الحالى عموما ؟
- الغناء يمر بحال من التطور أهم سماتها السرعة والتوافق مع العصر. والوصول الى مرحلة الرضا فى الغناء ليس لها وجود الآن لأنها حالة خاصة تنتمي لعصر أم كلثوم وعبد الوهاب وجيل العمالقة. ومن ناحية أخرى ، لا توجد لدينا مواهب فذة باستثناء علي الحجار وهاني شاكر ومدحت صالح ومحمد الحلو الذين يشكلون الثروة الغنائية القومية، ولكنهم اختاروا الغناء فى الأوبرا بمصاحبة فرق الموسيقى العربية.
بشكل عام المناخ غير صحى و ملئ بالضغوط المادية التي لا يستطيع المطرب أو الملحن أو الشاعر أو حتى المنتج تحملها ، فقد تغيرت القنوات التي كنا نعمل من خلالها في الماضي ، حين كانت "صوت القاهرة للصوتيات والمرئيات" و"صوت الفن" هما الجهتين الوحيدتين لإنتاج الألبومات والاسطوانات وتوزيعها ، أما الآن فيتعين على المنتج ان ينفق مئات آلاف لإنتاج أغنية واحدة ثم يستمر في الإنفاق عليها بعد ذلك لعرضها في التليفزيون المحلي والفضائيات ، ما يقلص فرصة الظهور أمام كثير من الفنانين الكبار أو الجدد.
وأهم دليل على ذلك في رأيي هو أن هانى والحجار وصالح والحلو هم الأكثر موهبة ولكنهم ليسوا الأكثر لمعاناً لافتقادهم لأشياء كثيرة تدخل الآن في إطار متطلبات "النجومية" التي أصبحت الآن صناعة لها فكر وتخطيط ، والناجح هو من يستوعب ذلك ، فعمرو دياب مثلاً ليس مطرب سيء كما يردد كثيرون من أبناء جيلي ، و لكن على العكس فهو مطرب ناجح وذكي جدا
وفي النهاية ، شباك التذاكر والطلب هو الذى يحدد نجومية أي فنان وعمرو هو نجم الشباب الأول وهو الوحيد الذى يفكر بشكل جيد ودقيق في كل ما يتعلق بنجوميته بداية من اختيار ملابسه وحتى أغانيه، وهو ما يجعل منه بحق مؤسسة غنائية ناجحة.
* هل انتهى زمن المطرب الأوحد ؟
  - بالفعل انتهى ولن يعود ، فالزمن تغير وأصبحنا نتصارع الآن على البقاء ، أما فى الماضي كانت الإذاعة هي المنتج الوحيد ، لو أغلقت أبوابها أمام المطرب كان لا يجد أي منفذ آخر ، أما الآن فأمامك شركات وجهات إنتاج لا حصر لها إضافة إلى القنوات الفضائية التي ترحب بالجميع

* قلت أن هناك مطربين تعدوا علي حقوق المطربين وذكرت أنك واحد منهم فهل هناك مطرب سرق أغانيك؟
  - هناك مطرب يدعي فضل شاكر أخذ أغنية طاير ياهوا.. وميتى أشوفك ياغايب عن عيني وجورج مطرب لبناني أخذ أغنية 'انت مين' وهؤلاء لم يتقوا ويخافوا الله
ولم يستأذنوا يأخذا موافقتي ولم يهتما حتى بالاتصال بي وأنا عايش يطلع يغنيها في حفلة ويتاجر فيها أنا لم أمت بعد.. مطلوب بوليس فني لكي يمسك الحرامية.. وأصبح منتج الكاسيت ينتج للحرامي فمن يوقفهم..

* ألبومك الجديد جاء بعنوان (دامت لمين) ماذا تقصد من ذلك؟
  - لابد أن يعرف الشباب أنه ليس هناك شيء بيدوم والأغنية بتقول:
دامت لمين يا مصدق الأيام، دامت لمين ما تعش في الأوهام، غريب انت عجيب، انت تكذبني وبتصدق الدنيا يا مغرور
* بعيدا عن ألبومك.. أعتبر محمد رشدي من الفنانين العمالقة الذي عاصر زمن الفن الجميل وهو شاهد علي العصر كيف يمكن لرجل في وزن محمد رشدي وتاريخه الفني يوافق علي صوت روبي؟
  - بصراحة اللجنة التي شاهدت روبي كانت مشكلة من.. حسن شرارة عميد المعهد العالي سابقا وجمال سلامة مستشار الأوبرا وعاطف إمام أستاذ معهد الموسيقي وحسن إش إش رئيس لجنة العمل بالنقابة ومحمد رشدي..
البنت قدمت أوراقها حسنة السير والسلوك وشهادة بأنها طالبة في كلية الحقوق ببني سويف وفيش وتشبيه.. وغنت أمام اللجنة ووجدت أن صوتها صالح للغناء الخفيف الاستعراضي مثلها مثل نيللى ولوسي وفيفي عبده وهؤلاء يغنوا أثناء التمثيل وعموما التصريح الذي أخذته ممكن يسحب منها في أي لحظة..
ويضيف رشدي.. قانون النقابة لا يحاكم أي مطربة علي لبسها أو خلعها ولكن إذا غنت علي مسرح بابتذال أطلب لها شرطة السياحة..
ولكن لماذا الهجوم علي نقابة الموسيقيين فنقابة الموسيقيين قبل أن تمنح روبي التصريح المصنفات الفنية أعطت لها تصريحا ونقابة الممثلين كذلك وعموما هي كتبت إقرارا علي نفسها أن تلتزم بقوانين النقابة والسلوك النقابي..

* هل تعتقد أن الفيديو كليب ادى الى انتشار العري والابتذال ؟
  - الأعمال بالنيات ، فالكليب شىء جميل ، ولكن بحسب استثماره ، حيث يعود الأمر لنية المخرج والمنتج سواء تضمن عري أو رقص سافر ومبتذل أو فن جميل وراقى.

* ما هو رأيك في سيطرة مطربي لبنان علي الساحة الغنائية والقنوات التليفزيونية؟
  - 'ده خيابة ولادنا' يعني نانسي عجرم جلست علي 'الطشت' وقالت نص نص أنا سعيد جدا وأنا أشاهد نانسي.. ولكن هل هناك واحدة من مطرباتنا تستطيع التنازل علي الفستان العريان والألماظ وتقعد علي 'طشت' صباح زمان قالت 'الغاوي ينقط بطاقيته'.. وثانيا أنت عايز تعاقب الناس علي نجاحها..
* لماذا اختفى دور نقابة المهن الموسيقية فى التصدى للردىء من الغناء ؟
  - النقابة ليست جهة عقاب و يقتصر دورها على تقييم حنجرة المطرب وتصنيف الاصوات هناك من يصلح للطرب والقادر على الاستعراض ومغني الأفلام والإعلانات.
أما ما يخرج عن هذا الإطار فهو من اختصاص الدولة التي يخضع كل فرد فيها للقانون بما في ذلك الفنان ، ومن هذا المنطلق فقضية العري من اختصاص بوليس الآداب ، وليست من اختصاص النقابة.

* كيف تتعايش الآن مع مرضك؟
  - هذا من فضل الله علي أنا راضٍ بكل شيء من ربنا وذلك اني حين اغني اكون شابا عمره عشرون عاما وانسي آلامي واحزاني ولا انظر الا لفني. ، وأشكر كل اللي بيسأل عليَّ، ولكنني أعتب على الفنانين الشباب الذين تعاملت معهم في الألبوم، فلم يرفع أحد سماعة التليفون ويسأل عني لأنهم ليس لديهم قلب ولا يعرفون الحب وهم كذابون


* بماذا خرجت من أزمة المرض ؟

  - اكتشفت معادن الناس فقد عشت احترم الفن وأرفض الهابط منه ، بل رفضت الغناء فى "الكباريهات" والملاهي الليلية ، ولم أشارك فى أى عمل رديء ، لذلك قامت الدولة بواجبها معي ، كما تلقيت مساندة كبيرة من جانب نقابة الموسيقيين
* من يسأل عنك الآن؟
 - كاظم الساهر، وحمدي أحمد، ومحمود ياسين، ووزير الصحة، والسيد صفوت الشريف،
هؤلاء الذين ساعدوني في العلاج، وطبعاً لم أنس فضل صديق عمري عبد الرحمن الأبنودي كما أن بعض أصدقائي في المملكة يقومون بزيارتي على فترات،
وقد أعربوا عن استعدادهم لبذل المساعي لعلاجي في المملكة، وبالفعل اتصل بي أحد الشخصيات المهمة من المملكة العربية السعودية، لن أفصح عن اسمه الآن،
وطلب ملف المرض ليتم علاجي على نفقة المملكة، وهذا ليس جديداً على المملكة وقد سبق وعالجت العديد من زملائي الفنانين آخرهم الفنان يونس شلبي
 

واخيرا أكد المطرب الكبير محمد رشدي أن كل ما يريده ويتمناه حاليا هو العودة إلى بيته بدلا من بقائه في المستشفى الذي طال وأن يتمكن مجددا من المشي على قدميه بعد أكثر من شهر من البقاء في سريره


(خالص الشكر لكل من ساهم ولو بكلمة فى هذا الموضوع ونخص بالشكر كل من منتدى سماعى للطرب  الاصيل و أ. رمزى المشرف بالمنتدى, الكاتب الكبير خيرى شلبى , أ. سعيد الشحات ,د. أيمن الجندى ,أ. سمير الفيل , أ. عصام عطيه , أ. خالد فؤاد , أ. طارق هاشم , أ. هويدا طه , أ. سحر طه)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق