السبت، أغسطس 19، 2017


أحمد الراجحي يكتب ..الاستثمار و كفى .. إن كنتم تريدون لهذا الوطن خيرا


تزامن ما يسمى بثورات الربيع العربى مع انتشار تيار يقوم على محاربة الاستثمار الخاص المحلى منه و الاجنبى بالذات ، متلبسا بقناع زائف من شعارات العدالة الاجتماعية و حفظ حقوق الشعوب و ثرواتها  فإن لاحظنا ان قادة الدعاء لها اصحاب الاتجاهات الناصرية و اليسارية فلا عجب اذن إن اكتشفنا ان تلك الشعارات التى تمثل حقا يراد به باطل قد وصلت بدول الربيع العربى لحالة اقتصادية مزرية  لم يكن بوسع اى عقل ان يتخيلها  حتى وصلت حد ان تثقل بعبء ديون خارجية  بمعدلات لم يسبق لها مثيل ، فما من عاقل يضع فى اولوياته التحمل بأعباء ديون تثقل كاهل الدولة بهدف حل ازمة الاحتياطى الاجنبى فى حين انه يملك الحصول على تدفقات مالية اجنبية بلا حدود اذا ما امتلك ارادة تعديل قوانين الاستثمار بما يشجع المستثمرين من كافة انحاء العالم للدخول للسوق الوطنى . فبدلا من التشجيع على طرح ادوات الدين محلية كانت ام اجنبية  كان لزاما التشجيع على الاستثمار المباشر لما له من قدرة على حل العديد من المشكلات التى ترهق الاقتصاد المصرى.


إذا رغبنا فى شرح مزايا تشجيع الاستثمار الاجنبى و منح المستثمرين حوافز تدفعهم للدخول للسوق المصرى بإيجاز فنقول ببساطة ان الاستثمار الاجنبى هو تدفق رأس المال للتصدير، والذي يختلف عن تدفق رأس المال للتمويل والإقراض، أو ما يسمى بالاستثمار في حوافظ الأوراق المالية، حيث يشير إلى قيام مستثمر مستقر في البلد الأم بشراء أسهم وسندات صادرة في البلد المستقبل، دون أن يرافق ذلك قيام المستثمر بإدارة الأصول التي امتلك أسهما فيها ،  ومن العجيب ان تطالعنا وسائل الاعلام برغبة حكومية فى طرح بعض الاصول من شركات او بنوك للتداول بالبورصة بهدف جذب مستثمرين اجانب مكتفية ذلك الطرح دون اى خطوات جادة للتشجيع على تدفق استثمارات اجنبية مباشرة فى مشروعات جديدة.
يختلف إذن الاستثمار الأجنبي المباشر عن الاستثمار في الأوراق المالية في أن الأول ينطوي على تملك المستثمر الأجنبي لجزء من الاستثمارات في المشروع المعين أو كلها، هذا فضلا عن قيامه بالمشاركة في إدارة المشروع مع المستثمر الوطني في حالة الاستثمار المشترك، أو انه يفرض سيطرته التامة على الإدارة والتنظيم في حالة ملكيته المطلقة لمشروع الاستثمار، بالإضافة إلى قيام المستثمر الأجنبي بتحويل كمية من الموارد المالية والتكنولوجية والخبرة الفنية في المجالات المختلفة إلى البلدان المضيفة 
و يمثل الاستثمار الأجنبي المباشر إحدى الصور الايجابية الأساسية للعولمة، وللشركات متعددة الجنسية الدور الرئيسى في تدفقاته ،  لذا فله منافع عديدة تنعكس على اقتصادات الدول التي تشهد مثل هذا التدفق الاستثماري و لعل ابرزها :

  سد الفجوة التكنولوجية

حيث تعانى الدول النامية من نقص في المعرفة الفنية والتكنولوجية والمهارات الإدارية والتسويقية، لذلك لجأت بعض الدول النامية لإقامة مشروعات ضخمة ذات مستوى فني متقدم من خلال الشركات الاستثمارية الأجنبية لسد تلك الفجوة فحينما ينفتح بلد معين على الاستثمار الأجنبي المباشر، ويسمح لهذا التدفق الاستثماري من خلال فتح الأبواب للشركات متعددة الجنسية، فانه سوف يحصل على احدث المنجزات التكنولوجية وأكثرها تطورا، بالنظر إلى ما تمتلكه هذه الشركات العملاقة من إمكانيات وقدرات هائلة على صعيد البحث العلمي والتكنولوجي. وبالطبع فان هذا النقل التكنولوجي سيكون مصحوبا بأفضل المهارات التنظيمية والإدارية والفنية فهو أكثر الطرق جدوى في جذب التكنولوجيا وبشكل خاص بالنسبة لبعض أنواع الصناعات مثل التعدين و البترول، هذا بالإضافة إلى تمكين البلد المضيف، بمساعدة الشركات متعددة الجنسيات، من الاستغلال الأمثل للتكنولوجيا.

الأثر الايجابي للاستثمار الأجنبي على ميزان المدفوعات

تعاني البلدان النامية، عموما، من مشكلة المديونية الخارجية، حيث تفاقمت أزمتها خلال العقود الأخيرة، ووصل الحال ببعضها، إنها أصبحت غير قادرة على تسديد فوائد الديون، فضلا عن أصل الديون
لذلك يعتبر الاستثمار الاجنبى المباشر كمصدر للتمويل أفضل من القروض الخارجية خاصة من حيث آثاره على ميزان المدفوعات، حيث أنه يدر عائدا بدلا من زيادة أعباء خدمة الدين التي تمثل في نفس الوقت عبئا على ميزان المدفوعات فبدلا من استمرار هذه البلدان في الحصول على رأس المال التمويلي وبما يفاقم من أزمتها، فان الخيار الآخر المجدي لها هو الاستثمار الأجنبي المباشر بما يعني وجود شركات فرعية في البلدان المذكورة تابعة للشركات الأم، وبما يؤدي إلى إنتاج مشترك بين البلد النامي والشركة الأجنبية يتميز بمواصفات الجودة العالية ووفورات الحجم الكبير، الأمر الذي يفتح أمام البلدان النامية آفاق الوصول إلى الأسواق العالمية لتصريف منتجاتها، بما في ذلك أسواق البلدان المتقدمة، وهذا ما يعد مصدرا للعملات الأجنبية الصعبة التي تكون البلدان النامية بأمس الحاجة إليها في تطبيق برامجها التنموية .

اعادة استثمار الارباح و الدور الاجتماعى فى التنمية

يشكل الحصول على أقصى الأرباح، الهدف الرئيسى الذي تسعى إلى تحقيقه الشركات متعددة الجنسية من خلال الاستثمار الأجنبي المباشر وعليه فإنها تنشط في هذا المجال من اجل تعظيم العوائد وتقليل التكاليف لبلوغ ذلك الهدف  بما ينعكس على البلدان المضيفة بالمنفعة، وذلك عن طريق إعادة استثمار أو توظيف قسم من هذه الأرباح داخل هذه البلدان، وبما يؤدي إلى تطوير المشروعات التي تقوم بها تلك الشركات الأجنبية، إضافة إلى إسهام ذلك في زيادة تكوين رأس المال على الصعيد المحلي، الأمر الذي يعزز من المقدرة التنافسية للاقتصادات المضيفة وشركاتها الوطنية. ولا يقف الأمر عند الاستثمار المباشر في القطاعات الإنتاجية، إنما يتعداه إلى المسؤلية الاجتماعية  , إذ تساعد الاستثمارات الأجنبية في تحديث وتطوير مشروعات البنية الأساسية من رصف وتمهيد للطرق المؤدية إلى مشروعه وتوصيل ومد شبكات المياه والصرف الصحي ، فضلا عن مشروعات الخدمات كالمساكن والمدارس والمستشفيات، وهذا ما يمكن أن يسهم في ارتفاع معدلات نمو الناتج القومي .

القضاء على البطالة

تعاني الكثير من البلدان من مشكلة البطالة فهى من أعمق المشكلات وأكثرها تعقيدا في البلدان النامية، وبخاصة البلدان التي تعاني من ندرة في رؤوس الأموال الوطنية اللازمة للاستثمار او ما يسمى بسد الفجوة الادخارية لتمويل الاستثمار , حيث تعانى الدول النامية عموما من قصور في معدلات الادخار الناتج عن انخفاض معدلات الدخول، مما يجعلها غير قادرة على تمويل الاستثمارات من خلال مواردها . وعليه يصبح خيار الاستثمار الأجنبي المباشر ضروريا بما يكفل توفير فرص العمل الواسعة، علاوة على الإسهام في تحسين مستوى الأجور , ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد فهذا الاستثمار يساعد كثيرا في تنمية وتدريب واستغلال الموارد البشرية في البلدان النامية هذا طبعا، مع الأخذ فى الاعتبار إن مدى المساهمة يتوقف على ما تضعه الدول المضيفة من ضوابط وإجراءات تساعدها في تحقيق تلك المنافع .

سد فجوة النقد الأجنبى

حيث تعانى الدول النامية أيضا من نقص في النقد الأجنبي واللازم للاستيراد بصفة عامة واستيراد مستلزمات الإنتاج بصفة خاصة، والذي تستطيع الحصول عليه من خلال الاستثمارات الأجنبية المباشرة فهناك أثرا ايجابيا مباشرا يتركه الاستثمار الأجنبي المباشر على ميزان المدفوعات للبلد المضيف، ناجم عن تدفق رأس المال، والذي يعكسه ميزان العمليات الرأسمالية، كما قد يظهر هذا الأثر الايجابي من خلال المشاريع الاستثمارية الموجهة نحو التصدير .

سد عجز الموازنة


حيث ان حصيلة الضرائب من نشاط المشروعات الأجنبية يمكن أن يساهم فى سد فجوة الإيرادات بشكل مباشر , مع ملاحظة ان تمتع الاستثمارات الاجنبية بإعفاءات ضريبية زمنية او نوعية لا يمنع من تدفق العوائد الضريبية للخزانة العامة نتيجة تبادل النشاط مع الاطراف المتعاملين معه   ( فرقم المصروفات فى قائمة الدخل للمشروع المعفى ضريبيا .. تمثل رقم ايرادات غير معفاه عند الطرف الاخر ) .
كما يساهم الاستثمار الاجنبى المباشر في إيجاد مجموعة من الآثار الايجابية غير المباشرة والمنافع الاجتماعية للدول المضيفة فمثلا يؤدى الاستثمار الاجنبى المباشر إلى زيادة راس المال ، كما يؤدى إلى تخفيض التكلفة لمشروعات محلية نتيجة توفير بعض مستلزمات الإنتاج لها "دفع للأمام أو دفع للخلف" , و إلى توفير السلع الاستهلاكية بمستوى جودة مرتفع وبأسعار أقل نسبيا من مثيلتها المستوردة 
 و يؤدى المستثمر الأجنبي بما لديه من خبرة إعلانية وتسويقية واتصالات مسبقة بالأسواق العالمية إلى توسيع نطاق السوق المحلية وفتح آفاق جديدة أمام المنتجات المحلية و يساهم في زيادة القيمة المضافة ومستويات التشغيل فى الأنشطة الاقتصادية الأخرى المرتبطة بعلاقات تشابك أمامية أو خلفية مع المشروع الأجنبي  .
  تؤدى مشروعات الاستثمار الاجنبى إلى تحسين ظروف العمال من حيث زيادة إنتاجيتهم وتحسين مستوى أجورهم مما يؤدى إلى الحد من ظاهرة هجرة العقول حيث تجد العمالة ذات الكفاءة والخبرة العالية الفرصة للعمل في المشروعات الأجنبية بدلا من الهجرة إلى الخارج .

كذلك تستطيع الدول المضيفة للاستثمار الاجنبى منح المستثمرين حوافز لإعادة استثمار أرباحهم المحققة بدلا من تحويلها إلى الخارج  وهذا الأمر غير وارد في حالة ما إذا كان التدفق الخارجي هو مدفوعات خدمة الدين .
و اخيرا نقول .. لنا فى تجارب سنغافورة و ماليزيا و كورياالجنوبية و دبى خير مثل  فهل نسير بخطى واثقة على درب النجاح ؟ ام سنعيد اختراع العجلة ؟

و للحديث بقيه


أحمد الراجحي يكتب ..لماذا نعيد اختراع العجلة ؟!

حبا الله مصر بمميزات ندر وجودها فى بلاد أخرى ..  موقع جغرافى فريد و تركيبه جيولوجيه واعدة وشباب واعى قابل للتعليم. إذا إستغلت هذه المميزات واحسن ادارتها فهى كفيله أن تجعل مصر مركز الابداع التعدينى فى العالم, وسيصبح التعدين المكون الرئيسى للاقتصاد المصري والناتج القومي ,  وستصبح مصر من اغنى بلاد العالم.فهناك تنافس شديد بين دول العالم لجذب المستثمر التعدينى الجاد. فقوه اقتصاد البلاد قائم على الانتاج وانخفاض البطاله و التعدين أهم الصناعات التى تؤدى إلى ذلك.  فعلى عكس الاعتقاد السائد ، بأن هناك مناجم وإحتياطى معادن غير مستغلة فى مصر,  الحقيقة هى أن هذا الاعتقاد اقتصاديا غير صحيح بالمرة , فالواقع  أنه على المستثمر الذى يريد أن يدخل هذا المجال أن يبدأ من أول السلم فى البحث عن المعادن ، و إن وجدها فعليه تحديد الإحتياطى ودراسة جدواها الاقتصادية وأمثل طرق لاستغلالها طبقاً للنظم العالمية وهذا يحتاج إلى خبره كبيرة ومال كثير . ثم بعد ذلك عليه توفير الأموال اللازمة لتنميه المشروع والتى قد تصل إلى عشرات المليارات.  لذلك من الضرورى أن يكون هناك نظام مالى وقانونى صحى حتى يتسنى تنميه تلك المشروعات. و يجب أن نعترف أنه لن ينمو قطاع التعدين فى مصر بدون جذب المستثمر التعدينى ذو الخبره والإمكانيات الماديه والعلمية. وان هذا المستثمر لن ياتى إلى مصر إلا إذا كان هناك ما يجذبه. وقد أثبت النظام الحالى القائم على الشراكه فى الارباح او الإنتاج  فشله التام منذ تطبيقه عام 1983. فعلى مدى 35 سنة , لم ينجح إلا مشروع واحد ,هو السكرى , و حتى هذا المشروع يعانى مشاكل بيروقراطيه يوميه. 

لذلك على الدولة أن تضع النظم اللازمة لجذب المستثمر الجاد و سوف يكون اصدار قانون تعدين شفاف خطوه كبيرة تجاه تحقيق هذا.
تطوير الثروة المعدنية فى مصر سوف يعود على البلاد بدخل سنوى لن يقل عن 1000 مليار جنيه ويوفر فرص عمل مباشر لمليون مصرى ومن ثلاثة لأربعة أضعاف هذا العدد على الاقل عماله غير مباشره ( اضاف منجم السكرى وحده ما يقرب من 4.5 مليار دولار للناتج القومى المصرى و وفر ما يقرب من 5000 ألاف فرصة عمل ) .
 كما سوف يؤدى إلى إنشاء صناعات جديدة فى مجالات الخدمات التعدينية والصناعات المكمله ، التى سوف توفر دخل آخر وفرص لعمالة أخرى .مصر سوف تكون المركز التعدينى لكل القارة الأفريقية ، الشرق الأوسط وجنوب أوروبا .
من الممكن أن يتحقق كل هذا فى خلال خمس سنوات فقط إذا بدأنا بقانون تعدين شفاف يضمن للبلد والمستثمر حقوقهم . ومصر سوف تبدأ فى جنى ثمار هذا القانون من السنه الأولى ، حيث سوف تبدأ من 150 إلى 200 شركة تعدين من ضمنها شركات التعدين العالمية العمل فورا , لكن للأسف غياب الوعى التعدينى مازال متمكن فى صانعى القرار المصرى , الذين يجهلون تماما مراحل المشروع التعدينى من الاستكشاف إلى التنمية والإنتاج,بدليل الشروط  الغريبة المنصوص عليها فى القانون 198 لسنه 2014.  
فغياب الوعى يسبب للمستثمر مشاكل عظمى فى الاسواق العالمية ,  حيث ان القيمه السوقيه للشركة تتأثر سلبيا لعملها فى بلد صعب.  ويسبب لمصر مشاكل اكبر كثيرا لرفض المستثمرين العمل بها.  هناك خرائط استثماريه للعالم موضح بها الدول الامنه للاستثمار. مستثمرى التعدين لهم خريطة خاصة من ثلاث ألوان ,  اللون الاحمر وهى البلاد التى لا يجب عليك ان تفكر فى الاستثمار بها تحت أى ظروف ,  اللون الاصفر وهى البلاد الممكن الاستثمار بها , بعد دراسة عميقة وحذر واللون الاخضر وهى البلاد التى يستثمر بها بدون حذر.

هناك ثروات تعدينية هائلة غير معروفه ( ليست مناجم ) فى سيناء والصحراء الشرقيه والغربية , كذلك فى المياه الاقليميه المصريه فى البحر الابيض والبحر الاحمر. اكتشاف هذه الثروات, سوف ينتج عنه بناء مناجم عالميه للذهب والفضة والنحاس والرصاص وغيرها من المعادن النادرة الأخرى وصناعات أخرى خدمية ومكمله لهذه المناجم. وكل ما هو مطلوب ان نجذب ونشجع المستثمر الخبير فى هذا المجال لاكتشاف هذه الثروات.


فحتى يتم اثبات وجود منجم اقتصادى من عدمه نحتاج لسحب ألاف العينات للتأكد من وجود الخام من عدمه .. ثم قياس مدى انتشار الخام فى الموقع و كميته و حساب الاحتياطى المؤكد ثم القيام بدراسات ميتاليرجية معقدة لتحديد الطريقة المثلى لاستخراج المعدن من الصخور وهو ما يختلف من معدن لأخر و من موقع لأخر , حيث انه من الوارد وجود المعدن بكميات اقتصادية لكن مع انعدام وجود طريقة فنية لاستخراجه فبالتالى لا وجود لمنجم من الاساس . 
يتلو ذلك القيام بدراسة الجدوى الاقتصادية و المالية و حساب تكاليف الانشاء من مصنع استخلاص و معدات و مرافق   و تكاليف تشغيلية دورية و مقارنتها بالسعر العالمى لكمية الاحتياطى المؤكد من الخام .. فلو كانت قيمة الاحتياطى اكبر من التكاليف , هنا فقط يمكن القول بوجود منجم , اما ان كان العكس فلا يمكن علميا او اقتصاديا القول بوجود منجم و لكن هى فقط حالة ( تمعدن ) .
البحث عن هذه الثروات فى حد ذاته سوف يخلق طفرة فى الاقتصاد وعمل مجدى مثمر لشباب مصر خريجى هذا المجال. سوف يدخل تكنولوجيا جديدة فى مجالات مختلفة فى هذه الصناعه. كما سوف ينشط ويمول الابحاث المطلوبة فى الجامعات والمعاهد البحثيه.
 الاكتشافات نتيجة هذا البحث سوف تخلق صناعات جديدة تنقل الاقتصاد المصرى لمقدمه الدول وتقضى على البطالة ,  فتقدم اقتصاد الدول قائم على زيادة الناتج القومى وخلق فرص العمل . هذا  للأسف ليست  وجهه نظر هيئه الثروة المعدنية وقانونها الجديد رقم 198 لسنه 2014 او لائحته التنفيذيه القائمين على الجباية فليس هناك جمله واحده فى القانون او لائحته التنفيذيه تجذب وتشجع المستثمر ان يعمل فى هذا المجال
التعدين صناعه عالمية , الشركات الجادة دائما امامها مشروعات تحت الدراسة فى دول متعددة وسوف تتجه فقط للمشروعات فى الدول الجادع التى تملك نظام شفاف وثابت. ولابد ان نعمل كل ما فى استطاعتنا ان تكون مصر من هذه الدول.

جميع بلاد العالم تعمل بنظام الضرائب و الاتاوه  والإيجار و تتبع قوانين تعدين شفافة تحفظ حقوق الاطراف حسب الاولويه للمتقدم. معظم هذه البلاد تعطى مزايا وحوافز تشجيعية للمستثمر التعديني  لأنه يعمل فى مجال خطر ,  قد ينجح فى الاكتشاف  او  لا, كما انه يعمل فى اماكن نائيه, ونجاحه سوف يعمر هذه الاماكن. هذا المستثمر لابد ان يعامل معامله خاصة وبمميزات مختلفة تماما عن المستثمر فى المجالات الاخري , كالصناعة او الزراعه او السياحة.
 تقدم اقتصاد البلاد مبنى على زيادة الناتج القومى والقضاء على البطالة. فى مصر يحدث العكس تماما , المستثمر فى المدن الصناعية كالسادس من أكتوبر أو برج العرب أو العاشر من رمضان , يحظى بمزايا افضل بكثير من المستثمر التعدينى الذى يعمل فى الصحراء.
 كما تصر الدولة على العمل بنظام المشاركه فى الانتاج او الأرباح  ,وهو أن يقوم المستثمر بتمويل مصاريف البحث بالكامل, إذا لم يجد المعدن الذي يبحث عنه, او وجده لكن بكميات او تركيز غير إقتصادى فهو يتحمل الخسارة كاملة. أما إذا نجح فعليه تمويل تكلفه التنمية بالكامل, ويقوم بدفع ضريبة اتاوه للدولة ومشاركه فى الارباح او الانتاج.
أدخلت مصر هذا النظام 1983.ولم يجذب إلا عدد محدود من المستثمرين الجادين , وعددهم فقط  7 شركات,   ثلاثة منهم وقعوا على الاتفاقيات ولم يحضروا . و ثلاثة شركات أخرى عملوا لفترة من الوقت ورحلوا .وشركه واحده هى الفرعونية لمناجم الذهب  هى التى  استمرت.

من الواضح مما سبق ان المستثمر الجاد لن يأتى إلى مصر , فمصر ليست جزيرة معزولة عن بقيه العالم, بل نحن جزء لا يتجزأ منه . تقدم بلادنا لابد ان يكون مبنى على قبولنا التحدى وإبداعنا عمليا وعلميا وتكنولوجيا. لابد ان نرفض وننبذ سياسة التبعية والمعونات والتسول.
أثبتت تجربه السكرى أن مصر من الممكن ان يكون بها مناجم عالميه للذهب والنحاس والرصاص والكروم والنيكل وغيره. لكن لن تكتشف هذه المناجم و تظهر للنور إلا إذا كان لدينا قانون تعدين  جاذب للاستثمار و للشركات العالمية و على مستوى قوانين التعدين فى باقى دول العالم  .





باتت الأزمة الاقتصادية الحالية بمصر واقعاً يحتاج إلى المكاشفة والوقوف على أسباب الأزمة وانعكاساتها على المستقبل إلى جانب ضرورة ايجاد حلول لواقع اصبح يهم الجميع , سواء المتخصصون او رجل الشارع العادى فمنذ أشهرقليلة كان الوضع الاقتصادي للأسرة المتوسطة مقبولا والدخل يكفي احتياجاتهم الأساسية، وأي طوارئ من المحتمل ظهورها , لكن عقب القرارات الاخيرة تبدل كل شيء و اصبح المواطن البسيط مجبرا على محاولة استيعاب مفاهيم الاقتصاد الاساسية باحثا عمن يبسطها له , و عليه فقد يكون هذا المقال محاولة بسيطة لتبيلة تلك الرغبة , نامل ان تجد مردودا 
اذا اعتبرنا ان الموازنة العامة الدولة هى دخل الاسرة الكبيرة المكونة من مجموع الشعب المصرى فانها تنقسم لجانبين :
ايرادات و موارد هذا الايرادات الاساسية تتمثل فى الضرائب بانواعها و ارباح المؤسسات الاقتصادية كقناة السويس و الهيئة العامة للبترول و ارباح شركات قطاع الاعمال العام المملوك للدولة
وفى المقابل هناك جانب المصروفات و الذى ينقسم لاربعة اقسام ( رئيسية ) :
- الدعم بانواعه  - مرتبات العاملين فى الدولة  - اعباء الديون   - الانفاق الاستثمارى على القطاعات الخدمية كالاسكان و التعليم و الصحة .. الخ
وكانت مصر ولا زالت تعانى من عجزا دائما فى الموازنة العامة ( الايرادات اقل من المصروفات ) مما يجبر الدولة على اللجوء لادوات الدين المحلى الممثلة فى اذون الخزانة التى يطرحها البنك المركزى نيابة عن وزارة المالية .. فتمولها البنوك العامة العاملة فى مصر من ارصدة الودائع لديها بمقابل فائدة وصلت ل 19 % حاليا.
( وصل عجز الموازنة ل 400 مليار جنيه 2018/2017 )
على جانب اخر فهناك الميزان التجارى للدولة وهو ببساطة يمثل الصادرات بانواعها  مقابل الواردات بانواعها
و تعانى مصر من عجز مزمن بالميزان التجارى فدائما ما يكون رقم الواردات اكبر من رقم الصادرات , و ترجع اهمية الميزان التجارى انه المصدر الرئيسى للعملة الاجنبية ومعنى العجز ان حجم  النقد الاجنبى الخارج اكبر من حجم النقد الاجنبى الداخل .. مما يعكس خطورة على الاجل المتوسط و البعيد
اتخذت الدولة اجراءات عديدة للحد من الاستيراد , كما اتخذ فى نوفمبر الماضى قرار التعويم بهدف السيطرة على ازمة الدولار و كان اللجوء للاقتراض الخارجى كوسيلة للحصول على نقد اجنبى اجراء اضافى لتعويض الازمة الناتجة عن ارتفاع عجز الميزان التجارى خاصة بعد احداث يناير 2011 و التى كان من اهم نتائجها الكارثية : 
 - اغلاق الاف المصانع مما نتج عنه انخفاض التصدير و زيادة الاستيراد مما نتج عنه ارتفاع عجز الميزان التجارى
- انخفاض الحصيلة الضريبية و بالتالى ارتفاع عجز الموازنة العامة
- ارتفاع نسب البطالة
- انخفاض معدلات الارباح فى المؤسسات الاقتصادية نتيجة الاضرابات و الاعتصامات المستمرة
فكل ما سبق ادى لارتفاع معدلات الدين المحلى و الخارجى لمستويات غير مسبوقه
فقد اعلن البنك المركزى ان الدين الخارجي المستحق علي مصر ارتفع لنحو  73.8 مليار دولار في مارس 2017 مقابل 53.4 مليار دولار فى 2016 بزيادة تقدر بنحو 18 مليار دولار خلال 9 اشهر فى حين بلغ  الدين المحلي 3.073 تريليون جنيه في مارس 2017 مقابل 2.496 تريليون جنيه فى عام 2016
مما يعنى أن الدين العام الخارجي والمحلي ارتفع إلى 135.9% من الناتج المحلى الإجمالي في مارس 2017 مقابل 110.3% لعام 2016
اصبح باب خدمات الدين يمثل حوالي 30% من إجمالي الإنفاق فى الموازنه العامه للدوله ويأتي هذا الرقم االمرعب نتيجةً لتضخم هذا البند بشكل كبير خلال العقد الماضي، حيث تزايد بشكل مطرد من 45 مليار جنيه مصري في 2007 إلى الرقم المعلن عنه في مشروع موازنة العام المالي الجديد 2017/18، والبالغ 380 مليار جنيه مصري (بمعدل نمو سنوي مركب 20%)!. وببساطه اى زيادة 1% في سعر الفائدة تؤدي إلى زيادة 13 مليار جنيه مصري على أعباء الموازنة و عليه  ففي المرحلة الحالية التي تشهد تفاقم باب خدمه الدين ( الفوائد) فإنه من غير المفترض ولا العقلانى ان يكون هناك المزيد من الضغط على المالية العامة للدولة بديون جديدة 
فى الاحوال الطبيعية فإن سياسات ترشيد الدعم تؤدى حتما لانخفاض عجز الموازنة و لكن بسبب قرار التعويم فإن ترشيد الدعم نتج عنه ( و على عكس المفترض ) زيادة عجز الموازنة كما نرى فى المثال التالى :
رقم الدعم بالموازنة العامة  = عدد المستفيدين × قيمة الدعم للفرد  ( مقوما بسعر الدولار )
" حيث ان جميع السلع المدعمة من وقود او خبز او سلع تموينية نسبة المكون المستود فيها هو الاكبر و تحصل عليها الدولة بالدولار الامريكى "
- فى ظل سعر الدولار 5.5 جنيه بداية عام 2011 ( بافتراض ان قيمة الدعم للفرد تبلغ دولار واحد )
رقم الدعم الاجمالى = 15 ( فرد ) ×5.5 ( جنيه ) = 82.5 جنيه
- فى ظل سعر الدولار 18 جنيه نهاية 2016 بعد قرار التعويم  ( بافتراض تنقية كشوف مستحقى الدعم و تخفيض عددهم بنسبة 35 % و كذلك تخفيض قيمة الدعم للفرد بنسبة 50 % ليصبح 1/2 دولار )
- رقم الدعم الاجمالى = 10 ( فرد ) × 9 ( جنيه ) = 90 جنيه
ومن هنا يتضح بجلاء ان سياسات ترشيد الدعم لم تحقق الاثر الايجابى المنشود على عجز الموازنة العامة للدولة بل العكس فشقد ارتفع رقم العجز .. اضف لذلك التاثير الاجتماعى السلبى نتيجة حذف نسبة كبيرة من الحاصلين على الدعم مسبقا 
لقد ادى قرار التعويم ( فى ظل انخفاض رقم الاستثمار الاجنبى ) إلى ارتفاع اسعار السلع المستوردة مما ادى بالتالى لارتفاع اسعار السلع البديلة محليا , الامر الذى نتج عنه زيادة الضغوط الشعبية على الدولة فقرارت بزيادة المرتبات و العلاوات و المزايا بما يعنى ارتفاع عجز الموازنة ( بند المرتبات ) فتضطر الدولة للجوء للاقتراض المحلى عن طريق اذون الخزانة و ارتفاع رقم فوائد الديون المحلية , الامر الذى تكون نتيجته ارتفاع مزمن فى عجز الموازنة فى السنوات القادمة
كما ادى قرار التعويم لارتفاع قيمة الانفاق الاستثمارى الامر المؤدى للجوء للاقتراض الخارجى  و بالتالى ارتفاع رقم خدمة الدين الخارجى بالعملة الاجنبية فنصل لنفس النتيجة وهو الارتفاع فى عجز الموازنة فى السنوات القادمة
( الانفاق الاستثمارى هو المشروعات التى تقوم بها الدولة من بنية اساسية كالطرق و شبكات المياة و محطات الكهرباء و المستلزمات الطبية و التجهيزات  لقطاع الصحة )
ومن هنا يتضح ان التضخم الحالى في مصر هو تضخم ناتج عن التكلفة وعن تبعات القرارات التي تم اتخاذها في 2016 وليس ناتجاً عن ارتفاع الطلب كما فى حالات التضخم الطبيعى  , و فى جميع الاحوال فقد أدى قرار تعويم الجنيه المصري ورفع الدعم جزئياً عن المحروقات بالإضافة إلى تطبيق ضريبة القيمة المضافة إلى ارتفاع تكلفة العملية الإنتاجية وارتفاع تكلفة استيراد مدخلاتها... مما أدى إلى زيادات متتاليه في الأسعار. وبالتالي فإن أية سياسات موجهة لتحجيم الطلب سيكون أثرها على التضخم محدود جدا , ان لم يكن عكسيا .
ينبغى علينا ملاحظة ان عدد السكان المتزايد ادى لانخفاض جدوى المساعدات الخارجية بعد 30 يونيو 2013 فرقم 20 مليار دولار مثلا لشعب تعداده 100 مليون نسمةيعنى ان نصيب الفرد الواحد لا يتعدى 200 دولار  
( بلغت الزيادة السكانية مؤخرا 500 الف نسمة كزيادة في عدد سكان مصر خلال 84 يوما و العدد يصل ل 93.5 مليون فاصبح عدد السكان في مصر يزيد بمعدل 4 افراد في الدقيقة و لوحظ ان محافظات الصعيد الاعلي في معدلات الزيادة )
ترافق قرار التعويم مع قرار رفع سعر الفائدة وكان اثر ذلك على عجز الموازنة سلبيا .. فقد ادى لانخفاض الرغبة فى الاستثمار المباشر و تفضيل الودائع الادخارية للاستفادة من معدل الفائدة المتزايد 
كما أدى لانخفاض الرغبة فى الاقتراض بغرض الاستثمار بسب ارتفاع معدل الفائدة على القروض , و ادى لارتفاع رقم الفائدة على اذون الخزانة وزيادة رقم خدمة الديون المحلية و بالتالى ارتفاع مباشر فى عجز الموازنة العامة .
ان كان ما سبق هو الازمة .. فما هى الحلول
- وضع خريطة استثمارية جغرافية تهدف بالاساس لاعادة توزيع السكان
- وضع خريطة استثمارية قطاعية ( نوعية ) .. تعتمد على توجيه عدة تساؤلات لانفسنا :
 1. ماذا نستورد الان ؟ .. فيكون الهدف توطين صناعات بديلة للمستورد
2. ماذا يستورد جيراننا ؟ .. فيكون الهدف توطين صناعات قابلة للتصدير
3. ما هى التخصصات المتنشرة بين المتعطلين ؟ .. فيكون الهدف توطين صناعات كثيفة العمالة
- ياتى كخطوة تالية .. تشجيع الاستثمار الاجنبى بمنحه مزايا  استثمارية  غير مسبوقه
1. منح حوافز و اعفاءات ضريبية و ضمان تحويل الارباح 
2. تسهيل اجراءات التأسيس و بدء التشغيل ( الاستعانة بتجربة سنغافورة و دبى )
3. تسهيل الحصول على الاراضى باسعار مخفضة إن لم تكن بالمجان
4. التركيز على دعم و تحفيز الاستثمارات ذات البنية الاساسية الذاتية كالتعدين ( الاستعانة بتجربة منجم السكرى للذهب ) .. الذى يؤدى بشكل مباشر لانخفاض الانفاق الاستثمارى الحكومى مما يودى لانخفاض عجز الموازنة العامة
اذا شئنا التبسيط للقارىء غير المتخصص فنقول مثلا ان الاسرة المكونة من 4 افراد و يبلغ دخلها الشهرى مبلغ 2000 جنيها و يبلغ نصيبها من الدعم الحكومى الشامل  500 جنيه شهريا وان عدد المشتغلين من افراد الاسرة هو شخص واحد .. هنا .. فإن قرار رفع الدعم يعنى انخفاض دخل الاسرة بقيمة الدعم البالغ 500 جنيه , بينما توفير فرصة عمل لفرد متعطل من افرادها بمبلغ 1000 جنيه اضافيه يعنى ارتفاع دخل الاسرة الشامل بمبلغ 500 جنيه رغم رفع الدعم عنها بشكل كلى .
وكل ذلك لن يتأتى الا بتشجيع الاستثمار القادر على توليد وظائف و تخفيض معدلات البطالة 
إن تشجيع الاستثمار الاجنبى مع منحه اعفاءات ضريبية و مزايا , يدعم الخزانة العامة بزيادات فى بنود ضرائب كسب العمل عن المشتغلين و ضريبة قيمة مضافة على الانتاج سواء كان سلع او خدمات , إضافة إلى ضرائب الارباح التجارية و الصناعية المحصلة على حلقات سلسلة الانتاج , و يعنى ذلك ارتفاع ايرادات الدولة ( بند الضرائب ) و بالتالى انخفاض عجز الموازنة العامة 
كما يؤدى لامتصاص العمالة الزائدة بالقطاع الحكومى ( وصل لما يقرب من 7 مليون موظف ) سواء بدخولهم كموظفين بالقطاع الاستثمارى او دخول سلسلة الانتاج كصغار مستثمرين و بالتالى انخفاض مصروفات الدولة ( بند المرتبات ) و تحول موظف الدولة لمصدر للايراد بدولا من كونه بندا من بنود المصروف .
( ولا ننسى التوصية بوجوب وضع برامج محفزة للمعاش المبكر )
يجب الاستفادة من اى وفورات تنتج عن تقليل عجز الموازنة فى قيام الدولة بمهامها الاساسية من دفاع و أمن و عدالة و دعم وجود منظومة رعاية صحية و تعليمية راقية بمشاركة القطاع الخاص و التعاونى 
اثبتت تجربة دخول الدولة فى النشاط الاقتصادى و الانتاجى صناعيا و خدميا فشلها الذريع فى كافة دول العالم ,  و تثقل الخسائر المتتالية للقطاع العام فى مصر كاهل الموازنة العامة و الشعب الصبور بعبء الديون المتراكم سنة بعد اخرى , لذا فيجب التخلص منه تماما بعودة برنامج الخصخصة اما بالبيع لمستثمرين رئيسيين او بتوسيع قاعدة الملكية و احتفاظ الدولة بنصيب اقلية .
و صدقت مارجريت تاتشر حين قالت "حينما تملك الدولة .. لا يملك أحدآ . و حينما لا يملك أحد .. لا أحد يهتم "
إن التخلص من عبء شركات قطاع الاعمال العام و المؤسسات الاقتصادية كهيئة السكك الحديدية و المرافق العامة كشركات الكهرباء و مياة الشرب و الاتصالات المثقلة بالديون و الخسائر السنوية ببيعها لمستثمر رئيسى ذا خبرة و ذلك بعد تقييمها تقييما عادلا من مكاتب استشارية متخصصة سوف يؤدى لانتعاش الخزانة العامة بعوائد البيع .. كما يؤدى لارتفاع الحصيلة الضريبية عن ارباح تلك الشركات بعد بيعها مما يؤدى لانخفاض عجز الموازنة العامة و ذلك مع السماح لمجتمع الاستثمار لاقامة مشروعات منافسة منعا للاحتكار .. الذى تعانى منه مصر الان بالفعل باحتكار الدولة للعديد من الخدمات و بالذات فى قطاع المرافق و النقل 
فنجد ان انخفاض عجز الموازنة بعد عمليات البيع سيكون انخفاض مضاعف نتيجة التخلص من عبء الخسائر السنوية و فوائد الديون المتراكمة لسنوات مضت اضافة للحصيلة الضريبية من ارباح تلك الشركات بعد الخصخصة .
اما بديل توسيع قاعدة الملكية فيكون باصدار اسهم بقيمة 100 % و طرحها لمستثمر رئيسى ذا خبرة .. اضافة لطرح 50 % من اسهم الشركة الاصلية لصغار المستثمرين بالبورصة وعليه تصبح قاعدة الملكية الجديدة ( 50 % لمستثمر رئيسى + 25 % للدولة + 25 % لصغار المستثمرين ) و نتيجة لذلك تكون قد نجحت الدولة فى التخلص من الخسائر السنوية و عبء الديون المتراكمة و الحصول على 25 % من الارباح السنوية كمالك .. اضافة للحصول على الضرائب على اجمالى الارباح )
اما إجمالى قيمة الطرح البالغة 150 % من قيمة الشركة فتوجه كالتالى :
- 50 % للتوسعات الجديدة  ( مما يعنى عدم وجودة ضرورة  للجوء لتخفيض العمالة )
  1. - 50 % لسداد الديون المتراكمة  و بالتالى انخفاض عجز الموازنة بشكل مباشر 
  2. - 50 % لتطوير و تحديث خطوط الانتاج المتهالكة 
كما كان لمصر تجربة ناجحة فى الماضى فى الاستعانة بالقطاع الخاص فى مشروعات البنية التحتية ( .B. O. T) ( تجربة كهرباء سيدى كرير )  او نظام  المشاركة ( تجربة مشروعى مدينتى و الرحاب ) و يؤدى ذلك لتخفيض الانفاق الاستثمارى الحكومى اللى يؤدى بدوره لتخفيض عجز الموازنة العامة 
إن نتائج الاستعانة بالحلول السابقة على المدى القصير و المتوسط و الطويل يعنى :
- تحويلات استثمارية دولارية فورية بدلا من الاستعانة بالقروض الخارجية 
- انخفاض رقم العملة الاجنبية الصادرة نتيجة تشجيع صناعات بديلة للاستيراد و بالتالى انخفاض سعر صرف العملة الاجنبية
- ارتفاع رقم العملة الاجنبية الواردة نتيجة تشجيع صناعات قابلة للتصدير 
- انخفاض معدلات البطالة نتيجة تشجيع صناعات كثيفة العمالة وهو ما يؤدى لارتفاع دخل الاسرة المصرية و بالتالى يسمح للدولة امكانية اتخاذ خطوات ترشيد الدعم بسهولة و دون ظهور ضغوط او رفض شعبى .. و عدم الاضطرار للجوء للرفع الدورى للمرتبات بسب التضخم .. مما يكون نتيجته النهائية انخفاض عجز الموازنة العامة للدولة
وكما هو موضح بالمرفق التالى فإن عوائد ضخ استثمار أجنبى على الخزانة العامة و الناتج المحلى الاجمالى و الاحتياطى النقدى من العملة الاجنبية لكل 1000 دولار مستثمر لن يقل عن 280 دولار كحصيلة للخزانة العامة للدولة من ضرائب ارباح و كسب عمل و ضريبة جمركية و ضريبة قيمة مضافة و تامينات اجتماعية و توفير فى رقم الدعم , حتى مع افتراض منح المستثمر الاساسى اعفاء ضريبى كامل و منحه اراضى المشروع بالمجان مع قيامه بتنفيذ المرافق او منحه الاراضى بسعر التكلفة ان كانت مرفقه من جانب الدولة و السماح له بتحويل ارباحه للخارج 
( جدير بالذكر انه فى ظل مناخ استثمارى جاذب و مشجع فان اى مستثمر اجنبى يفضل إعادة استثمار الارباح داخليا دون اللجوء لتحويلها لوطنه الام )