الاثنين، يناير 17، 2011

صفحات من كتاب الخطط السكندرية للدكتور خالد محمود هيبه - حى باكوس


- مع اقتراب ترام الرمل من محطة "أبو شبانة"، وهو أسمها الرسمي الحالي ، أو محطة "باكوس" وهواسمها الأشهر ما بين السكندريين ، ينادى محصل الترام "الكمساري" منبهاً ومداعباً الركاب باقتراب توقف الترام بمحطة "الصين الشعبية"، بينما ينادى البعض الآخر منهم على ذات المحطة بمسمى محطة "العاصمة"

وهو بالفعل اللقب المناسب لتلك المنطقة وهذه المحطة ، فمنطقة وحي "باكوس" بالنسبة للرمل بمثابة العاصمة من الدولة، حيث الكثافة السكانية العالية والأمتدادات العمرانية التي لا تنتهي فجارت على أراضي زراعية كانت يوماً ما تمثل ظهيراً لتلك المنطقة ، وحيث تقع الأسواق الشهيرة لكافة المنتجات والمصنوعات والحاصلات كسوق الخضار وحلقة الأسماك والمخابز ومحلات الجزارة والدواجن ، وكذا محلات الملابس والأحذية والأدوات الكهربائية وتجمعات الصاغة من بائعي الذهب والحلي ، كما تنتشر بمنطقة "باكوس" المقاهي التي تجمع على كثرتها كافة قاطني حي "الرمل" للتلاقي اليومي بإحدى تلك المقاهي الشهيرة .
- يرجع تاريخ ونشأة منطقة "باكوس" إلى فترة حكم الخديوي "محمد توفيق باشا" قبيل الاحتلال البريطاني لمصر بسنوات قلائل ، فمع توجيه العمران جهة ضاحية "الرمل" في عهد الخديوي "إسماعيل" بدأ العمران يدب في تلك المناطق التي كانت حتى تلك الفترة لاتزال تحمل سمات المناطق الريفية حيث تتناثر التجمعات السكانية كالقرى ، ومع الشروع في مد السكك الحديدية لخط ترام الرمل في عهد والي مصر "محمد سعيد باشا" واستكماله وافتتاحه في عهد الخديوي "إسماعيل" عام 1863م ، بدأت تلك المناطق في التحول من النمط الريفي القروي إلى التحول للنمط الحضري ، حيث ارتبط العمران بالمحاور العمرانية الطويلة التي تخترق تلك المناطق ، وبخاصة محور خط ترام الرمل الحديدي

حيث تم مده أولاً من "محطة الرمل" (محطة الإسكندرية)، وحتى محطة "بولكلي" ثم امتد ليصل إلى منطقة "السراي" ليخدم هنالك "سراي الرمل" التي أنشئها "إسماعيل"، بينما كان المحور المؤثر الثاني على عمليات العمران بتلك المناطق هو ذلك الطريق الذي فتحه الخديوي "إسماعيل" ابتداء من منطقة "باب رشيد" (باب شرق حالياً) ليصل شرقاً حتى منطقة "المندرة" (طريق أبو قير أو الحرية وجمال عبد الناصر حالياً)، فضلاً عن محور ترعة "المحمودية" في الجنوب حيث عمرت المناطق الزراعية وازدهرت بعد شق والي مصر "محمد علي باشا" لتلك الترعة منذ عام 1820م .
- ومنذ قيام الخواجة "زيزينيا" باستثمار أمواله بشراء الأراضي بضاحية الرمل ، قام العديد من المستثمرين من أبناء الجاليات الأجنبية المقيمين في الإسكندرية ، وبخاصة في عهد الخديوي "إسماعيل" حيث تملكوا العزب والأراضي الزراعية على ضفاف ترعة "المحمودية" ، كذلك تملكوا مساحات واسعة من الأراضي الفضاء الواقعة على خط ترام الرمل الناشيء بهدف الاستثمار فيها كأراضي للبناء، ومن هؤلاء المستثمرين أحد الشوام الذين قدموا إلى مصر ويدعى "خليل باغوص" ليستقر في الإسكندرية حيث تملك العديد من الأراضي بتلك الناحية التي سميت بعد ذلك "باكوس" نسبة إليه، حيث سماه العامة "باخوس" بدلاً من "باغوص" لتتحول بعد ذلك إلى "باكوس" حيث لا تستسيغ اللهجة المصرية نطق حرف "الغين" كالشائع في اللهجات الشامية وغيرها .
- اشترى "خليل باغوص" الكثير من الأراضي الزراعية بمنطقة الرمل حيث كان ضمن تلك الأراضي ما يقع على خط ترام الرمل في ذات المنطقة التي ابتنى فيها بعد ذلك قصراً لإقامته وعائلته حوالي عام 1880م في عهد الخديوي "توفيق"، وليطلق على المنطقة بأكملها لقب معمرها الأول "باغوص" لتتحول سريعاً على ألسنة العامة "إلى باكوس" حيث تزدهر المنطقة وبخاصة مع وجود العديد من الأنوية العمرانية المجاورة سواء ناحية الجنوب كمناطق "الظاهرية" و"حجر النواتية" أو ناحية الشمال في منطقة "زيزينيا" وحيث أقام الأمير "عمر طوسون" وغيره العديد من القصور والسرايات بعد ذلك .
- ويرحل "خليل باغوص" ليرث نجله "شارل باغوص" كافة أملاكه في منطقة "باكوس" ، فيزداد ازدهار المنطقة وتصبح بمثابة سوق رئيسي لحي الرمل حيث يسمى الطريق الرابط ما بين محطة القطار الواقعة على خط سكك حديد أبو قير في الجنوب وصولاً لخط ترام الرمل في الشمال باسم شارع "محطة السوق" بعد أن أطلق على محطة القطار محطة "السوق" ، وأستمر الوضع كذلك حتى عام 1920م حينما اشترى أحد الأهالي من المقيمين بها وهو الحاج "شعبان بك أحمد أبو شبانة" مؤسس أسرة "أبو شبانة" الشهيرة بمنطقة "باكوس" كافة الأملاك والأراضي من الابن "شارل باغوص" ليقوم بعد ذلك بهدم القصر الشهير الذي شيده "خليل باغوص" أو الخواجة "باكوس" .
- قام الحاج "شعبان أبو شبانة" بتقسيم المنطقة التي كان القصر مشيداً عليها أمام محطة ترام "باكوس" ليعيد تخطيطها على هيئة شوارع وسوق ومحلات تجارية أوقفها للصرف على المسجد الجامع الذي أقامه بذات المنطقة عام 1928م "جامع أبو شبانة" (حيث تم رصد ذلك السوق والمسجد في الرفع المساحي الصادر عام 1935م) ، لتكتمل للمنطقة كافة المقومات لتصبح سوقاً لمنطقة الرمل بأكملها وبخاصة مع تشييد حلقة لبيع الأسماك بذات المنطقة ضمن أملاك عائلة أخرى أشتهرت بذات المنطقة ، وهي عائلة "سيف" والتي أمتلكت الأراضي الواقعة بجوار أملاك عائلة "أبو شبانة" وابتنى مؤسسها مسجداً "مسجد سيف" بمحطة ترام "صفر" التي تلي محطة ترام "باكوس" على خط ترام الرمل ، كذلك تم إنشاء مبنى "الجمعية الزراعية " بشارع "حجر النواتية" بباكوس خلال عقد الثلاثينيات ليصبح سوقاً للمبيع بالجملة للحاصلات الزراعية ( وهو لازال قائماص للآن بذات الشارع)، ومع تزايد العمران بالمنطقة مع بدايات القرن العشرين ورغبة من دعم العمران في تلك المناطق الناهضة قامت الحكومة المصرية بإمداد منطقة "باكوس" بالعديد من الخدمات الحديثة في ذلك الوقت كمكتب للبريد "مكتب بريد باكوس" ومكتب للتلغراف وغيرها ، وانتشر الأجانب بالمنطقة ، وبخاصة من أبناء الطائفة الكاثوليكية (حيث نعتقد أن ذلك نتيجة لكون "خليل باغوص" ينتمي لذات الطائفة الكاثوليكية)، فانتشرت المباني والخدمات الخاصة بتلك الجاليات كالأديرة والمدارس على تنوعها ، ومن تلك المدارس "دير ومدرسة الراهبات للإفرنج الكاثوليك"، ومدرسة "نوتردام دي سيون" (حيث لاتزال قائمتان لليوم ما بين منطقتي باكوس وجليم)، ومدرسة "الفرير للإفرنج الكاثوليك"، ومدرسة "الراهبات للإفرنج الكاثوليك" (وهما الآن تشغلان أجزاء من مدرسة الناصرية الثانوية العسكرية للبنين، ومدرسة زيزينيا الإعدادية للبنات بباكوس)، كذلك تم تشييد كنيسة خاصة لذات الطائفة وهي كنيسة "سان أنطوان للإفرنج الكاثوليك" (وهي لا تزال قائمة للآن بمبناها وبرجها المميز)، كما ضمت ذات المنطقة كنيس خاص باليهود "كنيس ساسون" والذي اندثر ولم يتبقى منه سوى المسمى لذلك شارع الذي كان يقع به "شارع كنيسة ساسون" حيث لازال الشارع يشتهر به وللآن ، وكما هو سائد في تلك الفترة ومع بدايات القرن العشرين ومع وجود كثافة من أبناء الجاليات الأجنبية أنتشرت بالمنطقة العديد من أماكن بيع المشروبات الكحولية ، ولعل ذلك ما دعى الكثيرين للربط ما بين مؤسس المنطقة "باغوص" الذي أشتهر بمسمى "باكوس"، وإله الخمر عند الرومان "باكوس" وهو خلط لا يكاد يخلو من الوجاهة والمنطق .

- إلا أن ذلك الحال لم يدم كذلك كثيراً ، حيث صاحب قيام الحاج "شعبان بك أبو شبانة" ببناء مسجده قام الكثيرون ببناء العديد من المساجد والجوامل بالمنطقة كجامع "الصيني" الذي شيده الحاج "أحمد سالم" على خط الترام بالقرب من محطة "باكوس"، وكذلك جامع "القباني" الذي شيده الحاج "محمد عبد الله القباني" وغيرهم لتبدأ معالم المنطقة الحالية في الظهور والتكون منذ ذلك التاريخ .
- ومع قيام ثوليو يوليو عام 1952م ومع المد القومي الذي صاحب تلك الفترة، بدأ أبناء الجاليات الأجنبية المقيمين في مغادرة مصر حيث تبدل الحال وتحولت المسميات إلى مسميات وطنية بعيداً عن المسميات الأجنبية، فتم تسمية محطة ترام "باكوس" بمحطة ترام "أبو شبانة" نسبة لأقدم العائلات التي سكنت بالمنطقة، وهو المسمى التي لاتزال المحطة تحمله وللآن بالرغم من أستقرار الناس على التسمية الأصلية "باكوس" وحيث تحمل مركبات الترام ذات المسمى للدلالة على الفرع الجنوبي لخط ترام الرمل "خط ترام باكوس" .
- وكانت الإضافة الكبرى لمنطقة "باكوس" مع تأسيس إذاعة الإسكندرية عام 1954م حيث كان البث يتم من المبنى الذي خصص لهذا الغرض بشارع "طوسون" بباكوس (شارع الأمير عمر طوسون، فشارع الإذاعة ، فشارع محمد محمود شعبان بعد ذلك ) ، حيث تم أقتطاع جزء كبير من حديقة قصر الأمير عمر طوسون (مبنى كلية التمريض القديمة حالياً ) ليشرف على تلك الإذاعة ويقوم على تأسيسها الإذاعي "حافظ عبد الوهاب" (الذي قدم بعد ذلك الفنان "عبد الحليم حافظ " حيث منحه اسمه "حافظ") ، وفي عام 1990م كانت التحول الكبير الذي شهده قطاع الإعلام بالإسكندرية على أرض منطقة "باكوس" حيث بدأ البث التليفزيوني للقناة الخامسة "تليفزيون الإسكندرية " ليتحول مبنى الإذاعة بباكوس إلى مقر "إذاعة وتليفزيون الإسكندرية" في ذات المنطقة "باكوس" .
- ومنطقة "باكوس" تتبع الآن دائرة قسم "الرمل" حيث تمثل إحدى شياخاته الأربعة عشر ، وتتبع إدارياً ومالياً حي "شرق الإسكندرية" ، وقد مرت المنطقة بالعديد من التغيرات الإدارية المختلفة ، ففي عام 1897م كانت منطقة "باكوس" تمثل إحدى جهات قسم "الرمل" أيضاً ، ولكن نظراً لأن أغلب جهات ذات القسم كانت ريفية المظهر حينذاك ، ولم يكن العمران قد أمتد إليها بصورة كاملة بعد ، لذلك ألغى قسم "الرمل" التابع للإسكندرية وأصبح مركزاً إدارياً يتبع محافظة البحيرة وذلك في تعداد عام 1907م حيث سمي بمركز "الرملة"، ومع التوسع العمراني الذي شهدته مناطق هذه الضاحية بعد ذلك لتلتحم قرى لرمل بعضها ببعض لتنمو الأحياء داخل ضاحية الرمل ليعاد ضمه مرة أخرى عام 1927م ليتبع محافظة الإسكندرية، ومنذ ذلك التاريخ وللآن ومنطقة "باكوس" تتبع حي "الرمل" الواقع داخل نطاق "الإسكندرية"، وإن كان قد طال حي الرمل كقسم إداري العديد من التعديلات الإدارية بعد ذلك فيما يخص بعض شياخاته ، إلا أن "باكوس" كإحدى أهم شياخات ذلك القسم ظلت ثابتة وللآن حيث تمثل القلب بالنسبة لحي "الرمل"، وإذا كانت حدود شياخة "باكوس" الإدارية تمتد في منطقة محدودة محصورة حول خط ترام الرمل ومحطة ترام "أبو شبانة"، فإن أغلب المناطق والشياخات الإدارية المحيطة والمجاورة كمناطق "المحروسة" و"غبريال" و"أرض سليم اسكندر" و"مربع فرتا والكرامة" وحتى "كوبري الناموس" جنوباً على ترعة "المحمودية" يطلق عليها مجازاً "باكوس" انتماءاً لتلك المنطقة العريقة صاحبة الفضل في تعمير كافة المناطق المحيطة والمتاخمة لها وإن كانت لكل منها تقسيمها الإداري كشياخة مستقلة منفصلة عن شياخة "باكوس" .
- وتعتز منطقة "باكوس" كما تعتز "الإسكندرية" بأن الزعيم الخالد "جمال عبد الناصر " والذي تنتمي أسرته إلى قرية "بني مر" بمحافظة "أسيوط" من مواليد منطقة "باكوس" بحي "الرمل"، حيث شهدت تلك المنطقة ميلاد ذلك الزعيم في 16 يناير عام 1918م بشارع "القنواتي" بباكوس، حيث لازال البيت الذي شهد مولده قائماً

وللآن شاهداً على أيام طفولة الزعيم الذي أستطاع لأول مرة في العصر الحديث توحيد الأمة العربية من الخليج إلى المحيط متحدياً قوى الهيمنة والأستعمار ساطراً تاريخاً مجيداً لأمته ، حيث كان والده الحاج "حسين عبد الناصر" يعمل في تلك الفترة بمصلحة البريد وكان يتنقل ما بين الحين والآخر من مكتب بريد إلى مكتب بريد آخر ليستقر المقام به في تلك الأثناء بمكتب بريد "باكوس" (وهو لازال قائماً وللآن في بشارع الفتح على خط ترام الرمل بباكوس وإن كان قد نقل إلى الناحية المقابلة)، ولتستقر معه أسرته بجوار عمله في منطقة "باكوس" حيث ينجب له في ذلك العام 1918م أشهر أبناء "باكوس" حيث يخطو أولى خطواته في تلك المنطقة وذلك الحي السكندري الشهير ، وليتحول منزل أسرته بشارع "القنواتي" بباكوس مزاراً للتعرف على فترة من أهم فترات حياة ذلك الزعيم العظيم، وهو الأمر الذي تبناه المجلس الشعبي المحلي لمحافظة الإسكندرية ولجنة الثقافة به منذ عام 2003م ليصدر نوصياته بشأن تحويل ذلك المنزل إلى متحف قومي على المستوى اللائق ليوثق ما بين جنباته لتاريخ الزعيم "جمال عبد الناصر" .


- وكما شهدت منطقة "باكوس" ميلاد ذلك الزعيم الخالد، فإنه كان أيضاً محل الميلاد والنشأة للعديد من المشاهير الذين أثروا حياتنا الفكرية والثقافية والفنية، فكما امتلك الامير النبيل "عمر طوسون" العديد من الأملاك بالقرب من هذا الحي حتى أطلق اسمه على شارع الإذاعة التي أنشئت على جزء من حديقة قصره عام 1954م، أنجبت باكوس العديد والعديد من النابهين، ومن هؤلاء الكاتب الساخر الكبير "أحمد رجب" صاحب التعليقات اللاذعة بجريدة الأخبار من خلال يومياته "1/ 2 كلمة " وكذا "الفهامة" بجريدة أخبار اليوم ، ولازال رواد مقهى "السيد متولي" أو كما يسمى بمقهى الإتحاد السكندري أمام محطة ترام باكوس يتذكرون بكل خير وفخر والده المرحوم الحاج رجب الذي أنجب ذلك الفنان المتميز ، كما ينتمي لذلك الحي الإذاعي الكبير "محمد محمود شعبان" أحد أعمدة الإذاعة المصرية وصاحب الشهرة الواسعة بلقب "بابا شارو" (وقد أطلق اسمه على شارع الإذاعة بباكوس تكريماً له في أعقاب وفاته عام 1999م، وكان ذات الشارع يسمى شارع عمر طوسون قبل ذلك) ، كما تلقى تعليمه في ذلك الحي بمدرسة الرمل الثانوية الكاتب الكبير الأستاذ "سعد الدين وهبه" حيث عاش في تلك المنطقة وتأثر بها ليسطر لنا رائعته المسرحية "كوبري الناموس" معبراً عن تلك المناطق الريفية جنوب "باكوس" علىترعة "المحمودية" في تلك الفترة من التاريخ المصري، حيث المعاناة من ذل القهر والفقر والظلم، أما أخر من أنجبتهم "باكوس" من المبدعين فهو رسام الكاريكاتير الموهوب الصاعد الفنان "عمرو فهمي" صاحب البسمة اليومية بجريدة الأخبار ، والذي أستطاع أن يشق طريقه ما بين عظماء عرش فن الكاريكاتير المصري من خلال موهبته وإبداعاته ، لتستمر الدوحة المثمرة بمنطقة "باكوس" في إمداد الحياة المصرية بالمبدعين والعظماء في كافة المجالات ولتسطر بعراقتها وتاريخها صفحات مشرقة من صفحات التاريخ في الإسكندرية .

هناك تعليق واحد:

  1. تحياتى لحضرتك ..... عرض رائع .... فيه رجاء عند حضرتك ....لو تقدر تفيدنى ازاى أشترى نسخة من كتاب الخطط السكندرية أكون شاكر جدا لحضرتك

    ردحذف