الاثنين، يناير 03، 2011

حصريا .... حوار مع الجيولوجى الكبير سامى الراجحى وقصه نجاحه ( الجزء الاخير )

المحاور : نحب نبدأ قصه النجاح من الاسكندريه المولد والمنشأ والعائله ؟
د سامى : - والدنا كان عايزنا نخش الجامعه عشان نتطور وأتعلمنا على أيدى أساتذه محترمين وتأسسنا جيدا فى التعليم عملت أبحاث فى الجامعه وكانت المعامل مفتوحه 24 ساعه وتجد فيها طلاب علم كانت الروح ممتازه فى الجامعه وتعليمى هذا ساعدنى بقيه حياتى أنا اتخرجت سنه 1962 من كليه علوم جامعه الاسكندريه وعملت كيميائي ولكنى كنت دائما أريد العمل جيولوجى وعملت كيميائى 6 سنوات من حياتى وكنت كيميائى جيد ولكنى أستطعت أن أعمل أخيرا جيولوجى فى استراليا وعشان تنجح فى شغلك لازم تحبه وأنا كنت حابب المجال جدا وأنا دايما بقول للناس اللى معايا أنا عمرى ما أشتغلت فى حياتى أنا بعمل هوايتى .

المحاور : التعليم فى مصر فى وقت حضرتك كان جيدا ؟
د سامى : كان التعليم يعتمد على الفهم وليس على الحفظ فعندما تكتب ما يوجد بالكتاب تماما فانك ترسب لانك يا أما غشاش أو بتحفظ وكان التعليم يعتمد على الفهم وكان عندى فى الجامعه أستاذ رياضيات أسمه د/ المليجى كان عبقريا وفى أحد الامتحانات أعطانا خمس أسئله وكان علينا حل 4 منهم فقط وحاولت فى الخمسة ولم أستطع حل أى واحد فيهم فروحت مكتبه وقولتله فقالى انك مش المطلوب تحل لكن المطلوب انك تفكر ولاقيت نفسى واخد امتياز فى الماده على الخطوات وأسلوب التفكير وأنا عملت فى استراليا فى شركه امريكيه وكان يعمل معى جيولوجيين من مختلف انحاء العالم وكنت دائما فخورا انى ابن جامعه الاسكندريه وتطورت فى الشركه الى أن أصبحت رئيس لكل هؤلاء بما فيهم الامريكان فى خلال 15 سنه . ويمكن من أسباب تفوقى أننى دائما عندما يقولون أن هذه المنطقه ليست بها ذهب بنسبه 99% فاننى دائما ما كنت أبحث عن الامل فى نسبه 1% أن يكون هناك ذهب ومجال التنقيب عن الذهب صعب فهناك احصائيه كنديه حديثه تقول ان من بين كل 10 الاف مشروع منجم دهب يستطيع منجم واحد أن ينجح .

المحاور : كنت أتمنى قبل أن نذهب لاستراليا أن نتحدث عن البدايه فى الاسكندريه ؟؟
اسكندريه زمان كانت 250 الف نسمه كنا نتمشى من حديقه انطونيادس الى سيدى جابر من خلال شارع أبوقير وكان كله فيلات وكان بيعدى فيه أتوبيس 33 و 41 وكنا نستناه كتير جدا واسكندريه كانت نظيفه اوى . وكانت اسكندريه متنوعه يعنى انا مدرستى كانت فى باب 10 الطلبه فيها يونانيين ويهود ومسيحيين ونحن كمسلمين كنا كلنا واحد كلنا اسكندرانيه ومكنتش تعرف جنسيته أو دينه الا بالصدفه ومكناش بنهتم بالفرق ده بيننا.
المحاور : صفة قبول التنوع تراجعت فى مصر ؟
د سامى : - نعم تراجعت
المحاور : ايه الصفات اللى حضرتك كنت شايفها فى السكندرى أو المصرى بصفه عامه زمان وأختلفت دلوقتى ؟
د سامى : يعنى فى صفات ما اختلفتش كتير هو زمان كان فى اعتزاز كبير بالنفس ومكنش فى مشى جنب الحيط زى دلوقتى وفى صفه أنا أكتسبتها من هنا وأخدتها معايا بره مفيش حاجه متقدرش تعملها مفيش مستحيل كل حاجه ممكن تتعمل ومفيش يأس ومفيش أعذار مش لازم يكون عندى لاب توب علشان اعمل حاجة احنا مكنش معانا لاب توب احنا كان معانا لاب كوبيا علشان منعرفش نصلح ( ضحك ) وكان هناك تفاؤل وكان التنافس بين المدارس كبير العباسيه ورأس التين وباقى المدارس وأيضا الجامعات جامعه الاسكندريه ضد جامعه القاهره وجامعات مصر كان تنافس علمى وثقافى كبير .
المحاور: أيه السبب ان حضرتك فكرت فى الهجرة ؟
د سامى : أنا كنت هنا شغال فى شركه كويسه جدا وكان رؤسائى جيدين وكان عندى احساس أنى سأكون رئيس مجلس اداره الشركه فى فتره قصيره ولكن للاسف انه كان هناك نظام الاقدميه والتدرج الوظيفى ويمكن كان ده السبب اللى خلانى أفكر فى السفر وأنا مكنتش ناوى أهاجر ديه بلدى ومكنتش عايز أسيبها أنا كنت عايز أعمل دكتوراه وأرجع كنت أعرف أساتذه فى المانيا بعت ليهم وبعتولى بعثه فذهبت بيها للجامعه وكان عليها أسمى فقالولى لا لازم البعثه تيجى بأسم الجامعه واحنا اللى نوزع على الطلاب ففشلت أنى أعمل بعثه
المحاور : نفس الشىء حصل مع دكتور زويل
د سامى : معقول حصل معاه نفس الشىء ؟؟ فكان الحل أقدم على هجره قدمت فى كندا فردوا عليا بجواب ناحيه بالانجليزى والتانيه بالفرنساوى قالولى طلبك أترفض وأوعى تفكر تقدم هنا تانى وأحتفظت بالجواب . وبعدين قدمت فى استراليا فوافقوا وبعتولى الجواب وكان لازم تأخد اخلاء طرف من الشركه ورئيس مجلس الاداره دوخنى عليه مده وفضل يقولى أنت مش طالع وبعدين قالى لو طلعت أوعدنى متتجوزش واحده أجنبيه كان تقريبا عايزنى أرجع تانى وكان رجل ممتاز وذكى وكان دائما يكلمنى فى الاداره ونظم الاداره وفضلت على اتصال معاه لغايه ما اتجوزت فى استراليا . وكان رئيسى فى الشركه الامريكيه فى استراليا كندى فكان كل ما يحصل حاجه فى الشغل أطلعله الجواب اللى أتبعتلى من كندا وأقوله أقرا يا ديفيد يقولى خسروك .
المحاور : هاجرت الى استراليا وكانت صحراء فى الستينات ؟؟
د سامى : نعم وصلت سيدنى الاحد وأستلمت العمل كيميائيا يوم الاثنين ولكنى عرفت أن مجال الجيولجيا نادر جدا ومطلوب جدا فى استراليا وأنا كان حلمى أنى اشتغل جيولوجى فأحضرت الجرنال وقدمت فى وظيفه وجاءت وظيفه فى غرب استراليا المسافه بينها وبين سيدنى مثل هنا ولندن مره ونصف والناس فى سيدنى قالتلى تروح فين ديه بلد جوها حار ومحدش يعرف عنها حاجه المهم كان كل اللى عندى شنطه جلد كنت جايبها من ميدان سانت كاترين بالمنشيه كان فى رجل هناك بيعملها يدوى ولسه محتفظ بالشنطه للان ولميت فيها هدومى وركبت الطياره وتنزل من الطياره تركب قطار 24 ساعه وبعدين تأخد أتوبيس وبعدين نزلت البلد أسمها روزمان بلد شبه البلاد اللى بتيجى فى افلام الغرب الامريكى الكاوبوى بها بار وفندق صغير وبتاع 20 شخص فى البلد والمنجم بعيد عنها ب 2 كم فقولت لنفسى " أنا أسيب اسكندريه أم الدنيا عشان أٌقعد هنا " ( ضحك ) .. المهم قعدت أشتغل وبدأت أعلم نفسى بدأت أدرس وأذاكر وأقضى وقت كبير فى الجبل وكان رئيسى جورج بروكسل وكان فرنسى الاصل وهو رئيس الجيولوجيين وعطونى بيت جنب بيته وقالى أنه سيعلمنى كل شئ وبدأ يعلمنى الخرائط وبدأت أتعلم منه وبعدها بيومين قالى احنا رايحين باريس بكره قولت أنا أمى داعيه لى بعد يومين أروح باريس وجهزت نفسى ولبست بدلتى وأتشيكت على الاخر شافنى قالى أنت رايح فين قولتله أنت مش قولتلى رايحين باريس قالى لا باريس ديه بلد جنبنا هنا فلما روحت باريس لاقيتها صحراء حتى ما يعيش فيها كلب ( ضحك ) فقلعت البدله ولبست الشورت والقميص والمشروع ده كان بعيد عن روزمان اللى احنا عايشين فيها 160 كم فى منطقه غابات وعلمنى هناك وبعد أسبوع أخدنى موقع تانى فى الغابات برضه كان المفروض كان يبقى معايا فريق يجمع عينات رئيسهم مساح من الشركه وأنا أكون الجيولجى اللى معاهم فأخد جورج المرتبه وركبنا العربيه ونزلنا الموقع كان فى معسكر لكن مكنش فيه حد أستنينا مده طويله والليل دخل وبعدين سحب المرتبه من العربيه ونزلها وقالى سلام يا سامى قولتله طب هتسبنى لوحدى طب لو مجوش ومفيش عربيات قالى لا جايين وسابنى وفضلت قاعد لوحدى ومش عارف اعمل ايه فيه خيم وكرفان ومش عارف أنام فى أى واحده أنا ومعايا شنطتى الجلد وفين بعد مده طويله الساعه 11 بالليل لاقيتهم جايين بعربياتهم سكرانيين طينه وقالولى أنت الجيولوجى اللى هتبقى ريسنا ؟ قولتلهم اه فقالولى روح نام فى الكرفان ده دخلت نمت وصحيت الصبح بدرى كعادتى وفضلت مستنيهم كتير لغايه ما قاموا الساعه 10 وجهزوا فطارهم كانت فى الايام ديه مرتبات التعدين عاليه جدا وكان مجال واعد فكانوا الناس ديه مدرسين وموظفين حكومه واخدين اجازه وكلهم أكبر منى سناوناس محترمه فسبتهم يشتغلوا ومعاهم المساح فبدأوا الشغل الساعه 1 وقعدوا ساعه اشتغلوا وعملوا خطين مشوا عليهم فى تجميع عينات وبعدين قالوا كفايه كده وقالوا احنا رايحين نسهر تيجى معانا قولتلهم ماشى وكانوا بيروحوا بلد صغيره فيها نفس شكل الخماره اياها كانوا يشربوا بيره وأنا كنت أشرب عصير فواكه ويرجعوا سكرانين برضه وقعدوا يومين تالت يوم قولتلهم لا احنا ننام بدرى ونقوم بدرى وبدل ما نعمل خطين نعمل أربعه و تذمروا بشده وقالوا جايبين لنا واحد من قدماء المصريين فقولتلهم يا نشتغل يا أما نركب العربيات ونمشى و بدأت أعلم نفسى أنواع الحجاره وروحت لكبير الجيولوجين جورج قولتله أن الشغل ده ما ينفعش وأنا عايز شابين صغيرين وأحنا نعمل شغل أحسن من ده وأشتغلنا وبعد 6 شهور جورج بروكسل جاب جيولوجى عنده 15 سنه خبره فى الجيولوجيا وطلب منى أنى أمرنه وأنا كنت مكملتش سنه فى الجيولوجيا وقالى أنت بقيت عينك حلوه فى معرفه أنواع الصخور وأنا كنت أعزب وصغير فى السن وفاضى وكنت طول اليوم فى الجبل بتعلم وبعدين جاب جيولوجى مصرى قالى عشان يسليك ومتمشيش وأستمر العمل فى الشركه الامريكيه .
المحاور : وحضرتك قررت أمتى تبدأ عملك الخاص ؟
د سامى : قبل ما ابدأ عملى الخاص حققت نجاحات كبيره فى الشركه الامريكيه ( اثاركو )وأكتشفت مناجم كثيره وربحت الشركه من خلالى ملايين وعرضوا على السفر لامريكا للعمل بمقر الشركه الرئيسى بأمريكا الا أنى كنت أفضل البقاء فى استراليا ثم حدثت بينى وبين شخص ما فى الشركه مشكله لا داعى لذكرها وأشترطت لكى أستمر الا يستمر هو فقالوا لى احتمله فهو كبير فى السن واذا ترك الشركه فلن يجد عملا أخر وأنت صغير احتمله بعض السنوات فقررت أن أترك الشركه نهائيا وأبدا العمل الحر وكلمتنى فى ذلك الوقت شركه شيفرون للبترول وهى شركه من أكبرالشركات العالميه الا أنى أبلغتهم بأنى حأبدا مشروعى فطلبوا منى العمل معهم مؤقتا الى أن ابدأ مشروعى وعملت معهم خبير داخلى وأكتشفت لهم منجم دهب كانوا صرفوا عليه ملايين وأستقلت وما زالت علاقتى بهم وبشركه اثاركو جيده وتوجهت لشركتى سنتامين التى مكانها فى استراليا ولها مناجم فى أكثر من دوله حول العالم .
المحاور : اخيرا حضرتك أيه رأيك فى الشباب المصرى وتنصحه بأيه عشان ينمى من نفسه؟
الشباب اللى أنا شوفتهم عندنا نمره 1 لما تتاح لهم الفرصه فعلا شباب نمره 1 أحسن من الخواجات بكتير وأنا دائما بأقولهم ده بس فى عيب واحد هما دلوقتى أتعلموا التقريع (النفاق) " ضحك " الأول لما كان عددنا صغير وكانوا لسه بيتعلموا كنا بنقعد مع بعض ونأكل ونتكلم مع بعض كانوا تمام وكان المسئول عن المشروع جيولوجى مايك اللى نساه هو من الجيولجيا أكتر من اللى أنا اتعلمته عالم كبير جدا كان يرفض أنه يجيب تليفزيون أو كمبيوتر عشان نتجمع بالليل ونقعد نتكلم وكانت الشباب ممتازه لما كبر المشروع ابتدئ التقريع لكن هما فعلا مواهب وممتازين نصيحتى للشباب لازم تعتمد على مخك وأنت أكبر بوليصه تأمين لنفسك وأنت المفروض تختار الشركه اللى تشتغل فيها مش الشركه هى اللى تختارك لازم توصل للمرحله اللى أنت تقدر فيها تختار ويكون عندك اعتزاز بنفسك لازم تكون صبور وعندك تصميم شديد ولازم يكون عندك طموحات أحلم ولازم تحلم بس لازم كمان تبتدى تحقق أحلامك بدون تواكل أحلم أنك تكون أحسن جيولوجى أو كيميائى أو عامل أو أى نشاط أنت بتقوم بيه وأبدأ فى احلامك وأشتغل عليها أنا عارف أن هنا الحاله الاقتصاديه والاجتماعيه صعبه لكن أحنا لازم نشتغل ونحلم ونعمل ولا نعتمد على الحكومه بل نضغط عليها أنها تشجع الاستثمار لخلق فرص عمل وتصرف الاموال على الصحه والتعليم والطرق والبنيه الاساسيه والعمل سيخلقه القطاع الخاص

المحاور : بنشكر حضرتك جدا يا افندم على استضافتنا مع وعد بلقاء تانى
د سامى : شكرا جزيلا

أجرى الحوار : عصام قطب و الشريف الراجحى

هناك تعليق واحد:

  1. جزاكم الله خبرا ياريت نستفيد من الناس دى فهى أهل جبرة

    ردحذف