السبت، يناير 09، 2016

يا إبتسام .. إنى أنا الله بقلم : إبتسام المعصراوى





انتظرته ونظرت قدومه حين جاء المطر،و مددت لساني لتلمسني تحيته واستلذ حلاوتها بشفاهي، ومددت أذني أسمعه من السماء حيث قالوا أنه يسكنها، وأغمضت عين القلب عن كل البشر وانتظرت قدومه
 


لم أعرف أنه سيرأف لحالي ويأتي ،وفوجئت به يكلمني من داخلي قائلا: " أية سماء وأنا أقرب اليِكِ من حبل الوريد ؟  نفضي عن كواهلك الشواغل .. وانطلقي ترينني بواديكِ المقدس 



أغمضت عيني فرأيته نورا مذابا ..  في ظله واحة حب ..  أحسست طراوتها تحت جلدي.
قلت: لم أجدكْ لما تاهت عني حكمتك حين سكن الشر الوجوه  و القسمات،ولما تغافلنا عن المنطق قاصدين ..  حسبونا أغبياء و تمادوا في الظلم


قال:كنتِ من قارئي الوجوه،وانما أنا عشق الحقائق.
قلت:مضيتُ مستأنسة بالخير فلُكمت علي أم عيني.
قال:هو تحدي ابليس لربه وتبليسه الحقائق وأبلسته للنفوس٠
قلت : تعاملت مع الظواهر وتركت لك البواطن؛فلي قدم تغوص في الحفر وتتوه٠
قال:تعلمي البواطن في لحظات الاختيار الحر .. فتنتزعي الجلود وتري منهم الدواخل٠
قلت: لست ملاكا لأصطاد الحقائق ولست مثالية ،أنا أيضا بشر تسكنني الشرور٠
قال: لا تضيعي نفسك في الأوهام ،الخير فيك أساس ،وفي بعض البشر عارض مرضي يزول٠

قلت:فتنتُ في الخير٠
قال:لحظة خير بجميع العمر،فترين في عمرك وجهي الفتان الذي يسكن النفوس،ألا يستحق الصبر ؟   



قلت:سُلبت مني الروح فصرت أسير في اتجاهين متعاكسين بلا ارادة٠
قال:تتركين نفسك .. تأسرك أحوالهم الملغزة ،مالك بهم ؟ عودي لنفسك واتركيهم ليدي تربيهم،واحكمي بحكمتك واثبتي٠
تنهدت ..  فاندك جبل عنادي ،وخر جسدي صعقا، وانتابتني هزة كانشطار الذرة،وخرجت نار أحقادي الداخلية بصوت كهزيم الرعد،وانفلتت المعاني السلبية من عقال المعني بعقلي٠
قال: اكسري قيود الشر لتحرري نفسك ؛حينها تستحقين أن أسكنك كما الأطفال.
قلت متعجبة:تسكنني أنا وتترك عرشك بالسماء السابعة؟!
قال: ألم أخبرك بأنني أقرب اليك من حبل الوريد ،وما خلقت في الدنيا الا الخير
طرقت برأسي أقطر غبائي خارجا ، ونهرت نفسي لما هممت بتوديعه،كيف أودع رفيقي الذي معي أينما ذهبت !
لكم آنستني يا الله فطابت نفسي،فأطب لنفسك بيتا أنت خالقه،واشملني بارادتك ،فما علمت عنك الا ارادة الخير 




هي عودة الروح من حقل زرعت به الخير .. فأخرج ثماره رؤوس الشياطين و لم يثمر ينعه بخير.




إبتسام المعصراوى



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق