الجمعة، يناير 15، 2016

عصفور طل من الشباك ... بقلم : إبتسام المعصراوى

  • اطمئن..لن أقص جناحيك

      استيقظت على صوت نقراته على النافذة يريد التحرر,انتفضت لما وجدته محبوسا بين الضلفتين الخارجية والداخلية ,حركته تسكن وتجن مملوءة بالرعب منى, استنتجت أنه بات الليل محبوسا ,كيف؟ فأنا من أغلقت النافذة .. أين غاب انتباهى؟ 


     هى مساوئنا التى دائما تعلن عن نفسها فى الصباح , وعمى أبصارنا التى نتخيل أننا نحسن به الرؤية, وضلال بصيرتنا التى اكتشفنا ضلالها لما واجهنا حقيقة أفعالنا . فتحت له وتركته يخرج ,وكأنه نال من ضلالى شيئا بمعاشرة الساعات فلم يعرف الطريق للخارج ,وبدلا من الخروج لجهة السماء دخل عندى, وسار يتخبّط وصار مفزوعا من وجودى,ينقر الحوائط التى تصادفه يريد هروبا لايعلم وسيلته ويتخيلنى عائقه !


     أصابنى القلق عليه ...لعله جرح,لم يلتفت إلا برمقة قاسية متهمة لى,ودخل البيت يجول فى الردهات متتبعا أخيرا ضوءالصباح من طريق غير الذى جاء منه , تابعته ..راقبته من بعيد لأطمئن عليه ,فوجدت كل النوافذ مغلقة ,فتحت احداها فلم يلتفت لفعلى , لم يهدأ من تخبطه إلا لما فتحت جميع النوافذ ليختر منها مايشاء ,ويعلم أنى لا أطارده ,وما كنت أريد له إلا مراده , فطار وقد نسى آلامه, وترك قلبا بنبض مختل , وعينا نسيت ذاكرتها هيئته التى عرفتها من وراء الزجاج .


     برغم كل قسوتى التى آلمته طيلة ليله ؛فلازال يبقى بعض من الرأفة فى ركن ركين من القلب تابعته بها حتى غاب عن عينى فى سمائه,ولما غاب , علمت أن مهما وجد الدفء فى نافذتى المظلمة ,فبرودة حرية جناحيه أجلّ وأجمل فى نور الصباح , سعدت بغيابه وارتحت راحة لا يقلقها إلا شوق عشرة الدقائق التى جمعتنى ب "عصفور طل من الشباك"



    إبتسام المعصراوى

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق