السبت، يناير 26، 2019


ملخص كتاب 
أبي الغني أبي الفقير


تأليف الكاتب الأمريكي روبرت كيوساكي



Rich Dad Poor Dad 
by Robert T. Kiyosaki

ترجمة رؤوف شبايك

( الجزء الاول )



تمهيد


أهلا بكم في ملخص الكتاب الرائع: كتاب أبي الغني – أبي الفقير المنشور في عام 2000 ، لكاتبه روبرت كايوساكي، الأمريكي المنحدر من أصل ياباني، والمولود في عام 1947 في جزيرة هاواي الأمريكية، والذي ألف 16 كتابا باعت في مجموعها 26 مليون نسخة عالميا.
روبرت رجل عصامي بدأ من لا شيء، مستثمر ومحاضر تنمية بشرية ومليونير بعد إفلاس، نشر 16 كتابا باعت أكثر من 26 مليون نسخة، أسس شركات نجحت وباعها، ثم أفلس أكثر من مرة، حتى انتهى به الحال بلا بيت أو مأوى، ثم اتجه لإلقاء المحاضرات، حيث لمع نجمه إلى اليوم.
يلفت روبرت انتباهنا في كتابه إلى حقائق بسيطة، منها:
من الغني ومن الفقير؟


بالطبع، سنترك الجوانب الأخلاقية والروحية والدينية جانبا، فنحن ندرس الجانب التجاري من السؤال. 
هذا الترك سببه الرغبة في الدراسة والفهم، و ليس التحول إلى وحوش مادية!
الغني، هو من مصاريفه ونفقاته أقل من إجمالي دخله، وبالتالي فكل شهر سيكون لديه فائضا ماليا.
بينما الفقير هو من تميل كفة الميزان عنده إلى جانب النفقات، فينتهي كل شهر وهو مدين.
وفق هذا التعريف، قد يكون العامل البسيط أغنى من ذاك خريج الجامعة المرموقة.
الوظيفة حل قصير الأجل - لمشكلة مزمنة طويلة الأجل. وما الوظيفة المرموقة الآمنة إلا وهم لا وجود له، زرعها آباؤنا في عقولنا عن غير وعي، ظنا منهم بأنها الملاذ الآمن والحصن المنيع ضد مفاجآت الزمان، وهم ورثوها بدورهم من آبائهم.
مهما ارتقيت من وظائف مرموقة، فسيأتي يوم تصبح فيه عجوزا بلا فائدة، وجب تغييرك !

العبد ذو الأجر الكبير، يبقى عبدا في نهاية الأمر.
لماذا تتسلق السلم الوظيفي حتى آخره، لماذا لا تمتلك السلم كله؟
(أو: لماذا تعمل في شركة – لماذا لا تملك هذه الشركة ؟).
الموظف يعمل بأقصى قوته - حتى لا يصرفه رب العمل، بينمارب العمل يدفع أقل ما يمكنه - حتى لا يتركه الموظف
سبب زيادة فقر الفقراء، وغنى الأغنياء، ومعاناة الطبقة الوسطى وتآكلها، هو أن مادة المال والغنى نتعلمها في البيوت، بيوتنا، بدلا من أن نتعلمها بشكل علمي أكاديمي سليم في المدارس. المحصلة، إننا نكرر ما فعله الآباء، ولا نفارق مكاننا.

كم منكم يستطيع أن يطبخ ساندويتش أفضل وأحلى من ساندويتش ماكدونالدز - أو مؤمن ؟ كم منكم يستطيع أن يطهو دجاجا أشهى من فروج الطازج ؟ لماذا لا تفتحون سلسلة مطاعم مثلهم وتنافسونهم ؟
 كرر ذات المثل على أشياء أخرى، وأعد السؤال: لماذا ؟
المال يجلب القوة، صحيح، لكن الأقوى منه هو فهم وتعلم الآليات التي يعمل بها المال، كيف تحصل عليه، وكيف تحافظ عليه، وكيف تستثمره، وكيف تحافظ على النفقات تحت سيطرتك. الكابوس المرعب الذي يحرم الموظفين من النوم الهانئ ليلا هو الخوف من الفقدان المفاجئ لوظائفهم، ذلك لأنهم لا يملكون مصادر دخل أخرى غير مرتبهم الشهري.
عبر دروس ستة في كتابه، يعلمنا روبرت كايوساكي الثقافة المالية التي لم نتعلمها في الصغر: أن نجمع الأصول التي تدر المال، وألا نندفع في شراء متاع يجلب علينا نفقات كثيرة، متاع لا يمكن بيعه بمكسب عند الحاجة، وأن ندخر من أجل استثمار المال وزيادته . بذلك، نصبح أحرارا ونتخلص من عبودية الوظيفة.


كتاب Rich Dad Poor Dad

روبرت كيوساكي نشره فى عام 2000

عبر حوار ذاتي، يحكي الكاتب قصة طفولته، الموزعة بين نصائح أبيه الأستاذ الجامعي - والذي يرمز له في الكتاب بلقب الأب الفقير (وليس في الأمر مسبة)، وبين نصائح والد صديقه مايك، رجل الأعمال العصامي والذي يرمز له في الكتاب بلقب الأب الغني.

يسرد الكتاب طفولة الكاتب وهو يتعلم كيف يحصل على المال ويكتسبه، مع مقارنة دائمة ما بين وضعي والده الأكاديمي الجامعي، وما بين والد صديقه العملي التجاري. 
ويطرح الكاتب سؤالا ذا أهمية ووجاهة: هل تعد المدارس طلابها للخروج إلى العالم الواقعي والنجاح فيه؟ هل الحفظ والمذاكرة والشهادة والوظيفة المرموقة هي السبيل؟
ما خرج به الكاتب من خلاصة تجاربه في الحياة هو دروس ست، يشرحها لنا كالتالي:


1 الأغنياء لا يعملون من أجل المال.
2 إذا كنت تريد أن تكون ثريا، فتعلم بعض القواعد المالية.
3 اهتم بأعمالك .
4 تاريخ الضرائب وقوة المؤسسات .
5 الأغنياء هم من اخترع المال .
6 اعمل وتوظف كي تتعلم، لا تعمل من أجل المال .

الدرس الأول : الاغنياء لا يعملون من أجل المال





يحرص الآباء الفقراء - وفق نظرة الكاتب - على حسن تعليم الأبناء، ليتخرجوا وينخرطوا في السلم الوظيفي ويرتقوه، طمعا في أن
يحصلوا على رواتب مجزية، توفر لهم حياة الرفاهية.
 هؤلاء الأبناء سيدخلون في سباق محموم (متاهة الفأر – كما يسميها الكاتب)، لكي تكافئ مداخليهم نفقاتهم الآخذة في الازدياد، فالوظيفة تستدعي منزلا فاخرا، وسيارة كبيرة، وزوجة جميلة، وأبناء في مدارس مرموقة، وبطاقات اعتماد سرعان ما يعجزون عن سدادها فتبدأ فوائداها المتراكمة  في إنقاص ما تبقى من دخلهم المحدود، كل هذا يجلب مصاريف صيانة وضرائب ورسوم ونفقات وغيرها.

 هؤلاء الأبناء سيعيشون ظانين أن انتقالهم لوظيفة ذات مدخول أكبر ستحل مشاكلهم، وهنا حيث يخطئون بشدة.
أكبر مخاطرة ترتكبها في حياتك، هو أن تبحث عن الخيارات الآمنة، وتبتعد عن المخاطرة. 
إن عدم أخذك للمخاطرات هو مخاطرة في حد ذاته، فأنت تفوت على نفسك فرصا عظيمة، وتمضي في طريق تظنه أن نهايته
آمنة، وهذا الظن هو مكمن الخطر، فلعلك أن تكتشف فيما بعد أنه ليس آمنا كما كنت تظنه، لكن بعد فوات سنوات ثمينة لا يمكن استعادتها من عمرك المحدود. 
لقد تغير الزمن الذي كنا نعيش فيه، وتحولنا من الإيقاع البطيء إلى الإيقاع السريع – جدا.

الفرص الثمينة تأتي وتذهب في حياة كل منا، ولا سبيل لاقتناصها سوى بالتجربة والمخاطرة، هكذا يفعل الأغنياء.
 الأغنياء يخاطرون، ويخسرون ويكسبون، وهذه سبيل من يريد أن ينضم لهم ، وبعد فترة يتعلمون كيف يفرقون بين الفرصة الحقيقية وغيرها.
لا تعمل من أجل المال وجمعه، بل اجعل المال يعمل من أجلك .


الدرس الثانى : إذا كنت تنوي أن تكون ثريا , فتعلم بعض القواعد المالية


إذا أردت بناء ناطحة سحاب، فأول ما ستفعله هو أن تحفر في الأرض لتضع أساسات عميقة تحملها.
بينما إذا أردت بناء كوخ خشبي، فستكتفي بتسوية الأرض ودكها ثم تبني عليها. 
أغلب من يحاولون الاغتناء اليوم يكتفون بتسوية الأرض ودكها – دون حفر أية أساسات عميقة - لبناء ناطحة السحاب عليها.
 هذه الأساسات هي الثقافة المالية.

القاعدة المالية الأولى والوحيدة: تعلم الفرق ما بين الأصول والخصوم. 
على بساطة ما تبدو عليه هذه القاعدة، لكن عموم الناس يجهلونها، ولهذا يعانون ماليا ويسقطون فريسة الديون والإفلاس والفقر.
ما هي الأصول – وما هي الخصوم؟
ما يميز الأصول عن الخصوم هو الأرقام، وإذا كنت لا تستطيع قراءة الأرقام، فلن تفرق ما بين الأصول وما بين الحفرة الكبيرة أمامك على الطريق.
 في علم المحاسبة، إذا لم تفهم ما الذي تقوله لك الأرقام، فأنت كمن يردد الكلمات – دون أن يفهم معناها.

إذا أردت أن تكون غنيا، عليك أن تفهم ما تقوله وتعنيه الأرقام.
 الأرقام هي ما يفرق ما بين الأصول والخصوم.
القاعدة التالية لن يقبلها جهابذة المحاسبين والاقتصاديين، وهي تقول:
الأصول هي الأشياء التي تضع المال في جيبك. بينما الخصوم هي الأشياء التي تخرج المال من جيبك.
على بداهته، يسبب الجهل بهذا الفرق المعاناة المالية لكثير من الناس. 
إذا أردت أن تكون غنيا، فاحرص على قضاء حياتك في شراء الأصول. إن لم تفعل، فأنت ستكون من الطبقة المتوسطة والفقيرة.
تعاني طبقة الموظفين بشدة في حياتها اليومية، ليس لأنها لا تحصل على المال، بل لأنها تنفق ما تحصل عليه من مال في شراء الخصوم.
 دعنا نقارن، وفق هذا المفهوم، ما بين الفقير والغني:


الفقير:
 - الوظيفة، تدر الدخل، تذهب في نفقات مثل المأكل والمشرب والملبس والإيجار والمواصلات والضرائب.
- الأصول: لا شيء
- الخصوم: لا شيء
فرد الطبقة المتوسطة:
- الوظيفة، تدر الدخل، تذهب في نفقات مثل المأكل والمشرب والملبس والإيجار والمواصلات والضرائب.
- الأصول: لا شيء
- الخصوم: بطاقات الائتمان، القروض، الأقساط
الغني:
- الأصول: أسهم في البورصة، عقارات، ملكية فكرية
- الدخل: توزيعات أرباح، إيجارات، حقوق استغلال الملكية الفكرية
- الخصوم: لا شيء
على بساطتها، تخبر هذه الأمثلة عن الكثير. 
إن طريقة تصرفك في دخلك هي ما تحدد لأي طبقة ستنتمي.
 هذه الأمثلة توضح لماذا يعود الفقراء الذين تسقط عليهم الثروات بشكل مفاجئ إلى كونهم فقراء مرة أخرى بعد هذه النفحات. 
هذه الأمثلة تجيب على تساؤل الموظف الذي زاد راتبه، لكنه لا يزال يعاني من قلة المال المتبقي له.
الحصول على المزيد من المال – الدخل – المرتب لن يحل المشكلة أبدا، بل يعجل بظهور أعراضها.
كيف نقيس الغنى والثراء؟ 


وفقا للأمريكي بكمنستر فولر، فالثراء هو الإجابة على السؤال: كم يوما تستطيع أن تبقى حيا إذا توقفت عن العمل اليوم ؟ . أو الثراء هو مقدار العوائد التي تحققها لك الأصول، مقارنة بخانة النفقات والمصاريف.
 كلما وجهت المال إلى شراء الأصول، كلما زادت عوائدها، وكلما زاد التدفق المالي. كلما كان التدفق المالي أكبر من نزيف النفقات والمصاريف، فستزداد ثراء وغنى.
تذكر هذه القاعدة البسيطة:
الأغنياء يشترون الأصول، الفقراء ليس لديهم إلا النفقات والمصاريف، بينما الطبقة المتوسطة تشتري الخصوم وهي تظنها أصول .


الدرس الثالث: اهتم بأعمالك
حافظ على وظيفتك اليومية , لكن إبدأ فى الاهتمام بشئونك و اعمالك الخاصة


في عام 1974وافق راي كروك Ray Kroc مؤسس سلسلة مطاعم ماكدونالدز – على الالتقاء بطلاب – جامعة تكساس وإلقاء محاضرة عليهم. بعدها، سألهم راي سؤالا: في أي مجال عمل تظنون أني أعمل فيه ؟ بعد تردد وصمت، أجاب أحدهم بالقول: راي – إنك تعمل في مجال إعداد الوجبات السريعة. جاء رد راي بالتعجب: أهذا ما تظنون أني أعمله ؟ أيها السادة، إني أعمل في مجال العقارات.


إن سلسلة ماكدونالدز هي أكبر جهة في العالم تملك عقارات ومحلات. إن أي منطقة يفتتح فيها مطعم من مطاعم ماكدونالدز ترتفع أسعارها تلقائيا، بسبب هذا المحل الجديد، لكن راي يعلم جيدا أنه لكي تنجح مطاعمه، عليه أن يحسن اختيار العقار الذي سيضع فيه مطعمه. يبيع راي حقوق استغلال اسم ماكدونالدز، وفق نظام التعهيد – فرانشيز، حيث يدفع أحدهم مقابلا ماديا، ليحصل على اسم ماكدونالدز، وعلى التدريب وعلى الآلات التي تجعله يعد الطعام الشهي الذي تقدمه بقية مطاعم ماكدونالدز.
 إن العوائد تأتي في الأساس من نظام التعهيد، لا من بيع الساندويتشات.
هناك فرق كبير بين وظيفتك، وبين عملك ، فكثيرا ما سأل روبرت أناسا عن عملهم، فتارة يرد عليه أحدهم بالقول إني رجل مصرفي، فيسأله روبرت هل تملك البنك ؟ فيجيب عليه هذا: لا، بل أنا أعمل فيه.

 باع روبرت ماكينات زيروكس لتصوير ونسخ الأوراق، وهو تعلم من هذه الوظيفة التغلب على خجله من مواجهة الناس، واجتهد في زيادة مبيعاته لزيادة دخله الذي استثمره في مجال العقارات، وبعد ثلاث سنوات، حين زادت عوائد العقارات على عوائد وظيفته النهارية، ترك روبرت وظيفته المرموقة لدى زيروكس ليركز على شأنه وعمله الخاص: الاستثمار في العقارات.
لا تنفق مرتبك بأكمله، بل احرص على شراء مختلف أنواع الأصول، مثل:
1 الأعمال التي لا تتطلب وجودنا فيها بأنفسنا، إذ أن إدارتنا لها بأنفسنا تجعل منها وظيفة لا مجال عمل.
2 أسهم البورصة
3 المحافظ الاستثمارية
4 العقارات المدرة للمال
5 حقوق استغلال الملكية الفكرية (مؤلفات، اختراعات،..)
6 أي شيء له قيمة، تزداد بمرور الزمن، وله سوق يطلبه (معادن نفيسة،..)

الدرس الرابع : تاريخ الضرائب و قوة المؤسسات


يرى روبرت أن البطل روبين هود – الذي اشتهر بالسرقة من الأغنياء من أجل الفقراء – ما هو إلا محتال كبير، فالسرقة تبقى سرقة، بغض النظر عن السبب.
 رغم أن روبين هود رحل منذ زمن طويل، لكن أتباعه يعيشون بيننا، هؤلاء الأتباع دائما ما يرددون: لماذا لا يدفع الأغنياء هذه التكاليف ؟ أو يجب أن يدفع الأغنياء المزيد من الضرائب لتذهب إلى الفقراء. 
سبب رأي روبرت هذا هو أن الأغنياء من الحنكة بحيث إنهم لا يدفعون الضرائب أبدا، بل من يدفعها هم منتسبو الطبقة المتوسطة.
لشرح ذلك، دعونا نعرض تاريخ الضرائب في العصر الحديث، فرغم أن أوروبا وأمريكا كانتا لا تفرضان الضرائب على مواطنيها، لكن كل منها اضطرت لذلك في أوقات الحروب، مثلما حدث في مصر مع قطز والعز ابن عبد السلام من أجل تمويل مقاومة هجوم التتار. كانت الضرائب في بدايتها مفروضة على الأغنياء فقط، مثلما في إنجلترا عام 1874 مع ضريبة الدخل، وفي أمريكا عام 1913 ، رغم أن ثورة الأمريكان على ضريبة الشاي الإنجليزية هي التي حررتهم من المستعمر الإنجليزي، لكنهم تنكروا لمبادئهم ا لتحررية وفرضوا الضرائب، على الأغنياء فقط في البداية.
ما أن ذاقت الحكومات المال المجاني، حتى انطلقت تفرض المزيد من الضرائب،على الطبقة المتوسطة ومن بعدها الفقيرة. 


ما يعيب الحكوميين، عند مقارنتهم برجال الأعمال، أن الأول ينفق ميزانيته كلها ويحرص على ذلك، فإن لم ينفق كل المال المخصص له، فسيخسره في ميزانية العام المقبل. بينما رجل الأعمال ينفق بحرص ويجتهد حتى يوفر المال وتزيد أرباحه، على عكس رجل الحكومة.
فكرة فرض الضرائب على الأغنياء تضفي عليها رونقا وتقربها من القلب والعقل، وتجعل الجماهير تتقبلها، لأن من بينهم أتباع روبين هود. 
ما يجهله هؤلاء، هو أن الأغنياء خبراء في لعبة المال، وهم تمكنوا – عبر مهارتهم في تمرير عبء الضرائب إلى الطبقة المتوسطة والفقراء. إن حل الأغنياء تمثل في صورة الشركات والمؤسسات. 
إن السفر إلى الخارج يحمل اسم رحلة عمل، وهي معفية من الضرائب وتدخل في بند المصاريف التشغيلية.
 السيارة الفارهة تحمل ملكية الشركة وتدخل تحت بند المصاريف.
 الوجبات الفاخرة تحمل اسم ولائم الأعمال، وهكذا. 
رأس مال الشركة يحمل اسم الأسهم، وهي بدورها معفاة أو تعامل معاملة ضريبية أقل وطأة.
في ذات الوقت، يدفع الموظف ضريبة الدخل، والتأمينات الاجتماعية والصحية والمعاشات وغيرها.
 كما يدفع الفقير الرسوم الجمركية وضرائب المبيعات والقيمة المضافة. 
الغني يدفعها من حساب شركته الخاصة، غيره يدفعها قبل أن يدخل راتبه إلى حسابه.
 لقد تغلب الأغنياء على الفقراء، وعلى دعاة فرض الضرائب على الأغنياء، ببساطة ..  لأنهم يفهمون قواعد لعبة المال .

الدرس الخامس : الاغنياء هم من اخترع المال

كثيرا ما سأل روبرت مرتادي محاضراته، كم منكم يستطيع أن يطهو لي ساندويتش أفضل من ذاك الذي تجده في محلات ماكدونالدز أو برجر كينج، فيجيبه حفنة من الشجعان بأنهم قادرون على ذلك، فيسألهم مرة أخرى، لماذا لا أرى أسمائكم على محلات منافسة له ؟ فلا يجد ردا.
إن الشك الذاتي في أنفسنا ومن داخلنا هو ما يوقف الكثيرون منا عن الانطلاق في طريق نجاحنا الشخصي.

حين اخترع الشاب الصغير جراهام بل أعجوبته الناقلة للصوت، وبعدما حصل على براءة اختراعه، بحث عن شركة تمول نشر مشروعه الجديد العجيب. 
ذهب جراهام إلى أكبر شركة في عصره، شركة ويسترن يونيون لتحويل النقود، وعرض عليها بيع جميع حقوق اختراع التليفون مقابل 100 ألف دولار. رفضت الشركة بسخرية لاذعة, فرجع جراهام وقرر أن ينشئ شركته AT&T ،التي تقدر أصولها اليوم بعدة مليارات دولار
لدى كل واحد منا، بلا استثناء، قدرات عظيمة، كامنة تنتظر أن نسمح لها بالخروج، لولا الشك الذاتي الداخلي، ونقص الثقة بالنفس (الثقة لا تعني الغرور). في العالم الواقعي الذي نعيش فيه، ليس الأذكياء من ينجحون، بل الشجعان. 
النجاح مصير من لديه الشجاعة، والمعرفة المالية.
الشجاعة تأتي من اقتحام المخاطرة، والإقدام على المغامرة. 

ما آخر مغامرة أقدمت عليها ؟ وكم من الزمن مر عليها ؟ . 
إذا احتجت للتفكير في رد لهذين السؤالين، فأنت تعرف سبب تأخر نجاحك، أو تراجعك في مشوار النجاح.
أمامك خياران: الابتهاج بحدوث التغيرات في المستقبل، أو العيش في رعب من نتائجها، لكن في كلا الحالتين، التغيير آت لا محالة، وفي زماننا الحالي، ستأتي هذه التغيرات بأسرع مما كنا نتوقع.
منذ 300 سنة، كان امتلاك الأرض سببا للثراء. تحولت بعدها لتصبح المصانع وخطوط الإنتاج خلال الثروة الصناعية، والآن ، تحولت لتصبح المعلومات.
 من يملك المعلومات المناسبة في الوقت المناسب سيملك الثروة.

مشكلة هذا التحول أن المعلومات لا يمكن حبسها داخل حدود، وهي تنتقل بسرعة الضوء خلال زمن لا يذكر، ولذا سيصبح معدل التغير سريعا للغاية.
إن من سيقاوم التغير - ويرفض أن يتغير - سيتذيل السباق والحياة.

الدرس السادس : اعمل وتوظف كى تتعلم , لا تعمل من أجل المال


يذكر روبرت مقابلته في مدينة سنغافورة مع صحفية تحمل شهادة في تخصص الكتابة الصحفية، وبعدما سألت أسئلتها وحصلت على موضوعها، اختتمت كلامها مع روبرت بالقول: أريد يوما أن أكون كاتبة مليونية ناجحة مثلك. أجابها ريتشارد بأن أسلوبها رائع، فما الذي يحول بينها وبين تحقيق هذا الحلم. ردت عليه قائلة أن كتبها لا تتحرك من أماكنها، فهل لديه مقترحات؟

رد روبرت بالإيجاب، ونصحها بأن تأخذ دورة تدريبية في المبيعات، وهم بأن يعطيها اسم صديق له في سنغافورة يقوم بتدريس مثل هذه الدورا ت.
 اعتبرت الصحفية أن في النصيحة إهانة، فهي كاتبة لامعة حاصلة على درجة جامعية، لا بائعة كتب. كانت نظرتها إلى رجال المبيعات أنهم محتالون يسعون وراء نقود الغير، ولذا احتقرت كل ما له علاقة بالبيع.

يحزن روبرت حين يرى الكثير من النابغين يعانون في الحياة، لأنهم لا يجيدون – أو لا يريدون تعلم – قواعد المعرفة المالية: من محاسبة واستثمار وتسويق وقانون.
 يرى روبرت أن هذه الصحفية كان الأحرى بها حضور دورات في المبيعات والتسويق، والعمل لدى وكالة إعلانات، لتتعلم صياغة العناوين الجذابة التي تبيع، ثم تجلس في أوقات العطلات والفراغ لتؤلف كتابها وتطبق كل ما تعلمته عليه، ومن ثم تحقق حلمها بالنجاح.
حين وضع روبرت كتابه الأول، جعل له عنوانا: إذا أردت أن تكون غنيا وسعيدا – لا تذهب إلى المدرسة. أراد الناشر تغيير اسم الكتاب إلى شيء تقليدي مثل اقتصاديات التعليم، لكن لحسن الحظ أصر روبرت على عنوانه، الذي جعل كتابه يبيع، وتناوله الناس تارة بالنقد بسبب العنوان العجيب، لكن الكتاب استمر في البيع.
حين تخرج روبرت من جامعته، حصل على عمل فوق ناقلة بحرية، وفرت له العمل لمدة سبعة شهور في السنة، مع إجازة قدرها خمسة شهور.

 بعد ستة شهور استقال روبرت والتحق بالقوات الجوية وذهب إلى فيتنام.
بعدها انتقل للعمل لدى زيروكس، وحين لمع نجمه في المبيعات مع زيروكس، استقال منها وبدأ شركته الخاصة.
هذه التنقلات لم تنل رضا والد روبرت، لكنه في حقيقة الأمر التحق بالجيش الأمريكي ليتعرف عن قرب عن دول جنوب آسيا، حيث قبعت النمور الاقتصادية، مثل هونج كونج وسنغافورة وتايلاند والصين. حين التحق بشركة زيروكس، كان هدف روبرت التغلب على عادة الخجل لديه، والخوف من الرفض.
 حين أصبح روبرت متمرسا في المبيعات، لا يهاب الرفض، استقال وبدأ عمله التجاري. 
حين كان أصدقاؤه يلهون، كان هو يدرس خطوط التجارة مع دول جنوب شرق آسيا، ويتعرف على اقتصاد كل بلد منهم، وكيف يمكن له الاستفادة من ذلك.
حين استقال من زيروكس، كانت أول شحنة من المحافظ النيلون ذات الشريط فلكرو اللاصق تغادر كوريا الجنوبية متجهة إلى مخازن روبرت في نيويورك.
 يرى والد مايك، الأب الغني، أنه من الأفضل للواحد منا أن يبدأ مشروعه ويفلس قبل أن يتعدى الثلاثين من عمره، حيث يمكن التعافي من الإفلاس بسرعة في هذا السن.


هناك مقولة تزعم أن كلمة وظيفة أو Just Over Broke في اللغة الإنجليزية إنما هي اختصار لجملة Job  ( بالكاد فوق حافة الإفلاس ). 
ما يزيد من سوء الأمور أن الجميع يظن أن الوظيفة هي الملاذ الآمن، ولذا تجدهم حتى ينصحون بالبقاء في وظيفة واحدة لأطول وقت، للدلالة على كونك موظف خبير.
 أنت في الحقيقة تثبت أنك عبد مطيع.
كان فيما مضى الثبات على وظيفة واحدة شيئا إيجابيا، لكن اليوم أصبح التنقل ما بين الوظائف المتعددة أفضل، فالخبرة المكتسبة تساعد على اتخاذ القرار المناسب في المواقف الصعبة، تلك المواقف التي تستلزم الإلمام بالصورة العامة من كل الجوانب بشكل شامل.
 ينصحنا روبرت بالتنقل ما بين مختلف الوظائف، فهذا يفيد حين تبدأ شركتك، إذ تكون على علم بجميع الجوانب اللازمة لنجاح هذه الشركة.


يجب عليك أن تعرف القليل عن كل شيء ، كما يجب عليك أن تتقن فن البيع والتسويق، إذا لم تفعل، فلا تسأل عن سبب قلة دخلك وتأخرك عن النجاح في حياتك .


و للحديث بقية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق